الوقوع في الحب شعور رائع يسبغ عليك السعادة أينما كنت، ويوشي أيامك بالتفاؤل والفرح، فتتحول الحياة إلى اللون الوردي. ويزهو القلب بنسمات رقيقة من المشاعر الجياشة فتجد نفسك تعانق عنان السماء وكيانك يحتضن الكون، فلطالما كان الحب الجنة التي نطمح إليها في الحياة، ولكن كيف يبدأ الحب؟ وهل يمكن أن ينتهي بيوم من الأيام؟ سؤال يدور في مخيلة كل منا ولتعرفي الإجابة على هذا السؤال تابعي السياق التالي..
مرور الزمن لا يعني أن شرارة الحب ستنطفئ
تقول نسمة فريد جورج استشاري تنمية بشرية ودعم ذاتي لسيدتي: "لا يمكننا أن ننكر الحب وجماله، ولا روعة المشاعر الرائعة التي نعيش في خضمها وتحيط بنا، إلا أننا ومع مرور الوقت واستقرار الأمور، كثيرًا ما نشعر أن جذوة الحب قد هدأت والمشاعر المتأججة قد خمدت، فنعيد النظر للعلاقة لنتبين الحقيقة ونتعرف بشكل أكثر قربًا على مشاعرنا، ونعدل تصوراتنا الخيالية ونتخطى مبالغاتنا، فكيف حدث الحب وما الذي أشعل جذوته، وأين ذهب وكيف خفتت تلك الأحاسيس المذهلة التي انتابتنا في الأيام الأولى من العلاقة؟".
تؤكد نسمة أن الحب يشبه جميع العلاقات الإنسانية ومن ثمّ فهو ليس ثابت بطول الطريق، بل يتكون من عدد من المراحل المتباينة والتي نتنقل بينها فما أن نصل إلى مرحلة حتى تتخطفنا مرحلة أخرى بمرور الأيام وكلما زاد معرفتنا ببعضنا البعض.
أن نمر بالمراحل المختلفة للحب لا يعني أن شرارة الحب ستنطفئ بين المحبين، ولكنه يعني فقط أن الأمر لن يكون هو نفسه وأن ما يمكن أن يكون في البداية اندفاع وتوهج ومشاعر مبالغة لا يمكن السيطرة عليها سوف يتحول إلى التزام ونضج أكبر.
كيف يبدأ الحب وما هي مراحل الوقوع به؟
تقول نسمة: "يمكن تقسيم المراحل الرئيسية للحب إلى 3 مراحل أساسية منذ البداية وصولًا لمرحلة النضوج":
- الافتتان
- الحب
- الالتزام
المرحلة الأولى: كيف يبدأ الحب وكيف تقع فيه؟
يبدأ الحب في لحظة خاصة تتلاقى فيها أعين المحبين فيحدث إنجذاب بينهما، ثم يبدأ الاهتمام والتركيز من قبل كلا الشخصين أو أحدهما، ويرى كل شخص الآخر بصورة شديدة الوردية والمثالية كما أن مميزات كل طرف يتم تضخيمها في عيون الآخر، في حين تُتجاهل العيوب ومن ثم يجد كل طرف نفسه غارقًأ في حب الطرف الآخر، وهنا تبدأ المرحلة الأولى من الحب، وفيها يحدث ما يمكن تعريفه بأنه إضفاء المثالية على الشخص الآخر. فكل من الطرفين لا يقدر عيوب الطرف الآخر، ويكاد يراه كاملاً، وحتى إن نظر إلى الحد الأدنى من بعض عيوبه، فإنه بلا شك يعوضها بفضائله الوفيرة والاستثنائية.
في هذه المرحلة أيضًا تكون الاتصالات أكثر عاطفية ورومانسية، و يكون الشعور بالشوق رائعًا عندما لا تكونان مع بعضكما البعض وتكون هناك رغبة كبيرة في اللقاء مرة أخرى في أقرب وقت ممكن لرؤية بعضكما البعض مرة أخرى.
قد ترغبين في التعرف على: علامات وجود تناغم بين شخصين
-
خصائص مرحلة الوقوع في الحب
هذه واحدة من أكثر مراحل الحب متعة وعاطفة، ولهذا نأمل ألا تنتهي أبدًا. ومع ذلك، في الغالبية العظمى من الحالات، لا يستمر الأمر إلى الأبد، حيث تخبرنا الدراسات أن هذه المرحلة تستمر ما بين ستة أشهر وسنتين، ويمكن تحديد الخصائص الرئيسية في هذه اللحظة الرائعة والأولى في الحب للزوجين على النحو التالي:
الانجذاب العاطفي الكبير
في هذه المرحلة من الوقوع في الحب، "تغمر" دماغنا أنواع مختلفة من الهرمونات والتي تدفعنا للشعور بالسعادة والبهجة عند لقاء الحبيب أو بمجرد التفكير فيه، ومن ناحية أخرى، فهي مرحلة "جنون الحب" لأننا نفقد في مرحلة معينة جزءًا من عقلانيتنا بسبب ميلنا للمبالغة في المشاعر والتفاصيل، على أننا لا بد أن ندرك أن "جنون الحب" هذا ليس شيئًا يستحق الازدراء، حيث ستكون له أهمية خاصة في المراحل التالية من العلاقة لأن هذه الجنون سيكون لبنة الذكريات الجميلة التي سيتذكرها الزوجان كشيء جيد جدًا وإيجابي في علاقتهما بمرور الزمن.
لا ترى إلا المميزات والفضائل
في مرحلة الوقوع في الحب، تعتبر المثالية من أكثر الخصائص الحاسمة. لدرجة أن الناس عادة ما يركزون على أوجه التشابه بينهم ويتجاهلون كل عيوبهم.
تجنب الصراعات
في هذه المرحلة تكون الصراعات معدومة عملياً، ويتم تجنبها من قبل الطرفين.
وإذا تابعت السياق التالي تتعرفين على: 6 أنواع للحب
المرحلة الثانية: الحب والألفة
في هذه المرحلة ، تبدأ المثالية في الاختفاء وتبدأ العيوب في الظهور، وتصبح الاختلافات الفكرية والأيدولوجية أكثر وضوحًا، كذلك قد تبدأ العلامات الأولى للروتين والملل في الظهور داخل حياة الزوجين، على أن السلوكيات العاطفية والإيماءات الرومانسية لا تزال متكررة جدًا وتظل في هذه المرحلة.
-
خصائص مرحلة الحب والألفة
الاتحاد العاطفي
تبدأ العواطف الجياشة والمشاعر المتأججة الغير منضبطة في الهدوء والاستقرار حيث يمكننا القول أنه يتم إنشاء توازن جسدي وعاطفي أكبر في العلاقة، لهذا السبب، في هذه المرحلة من الحب، يدرك الأزواج عمومًا ما إذا كانوا يريدون حقًا أن يكونوا معًا أم أنهم تسرعوا بمشاعرهم ولا يريدون أو لا ينبغي عليهم قضاء المزيد من الوقت معًا.
ظهور العيوب
خلال هذه المرحلة من الوقوع في الحب، يبدأ الناس في رؤية ما لا يعجبهم حقًا في شريك حياتهم.
المرحلة الثالثة: الالتزام
أخيرًا، في العلاقة، نصل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحب: "الالتزام"، وتقوم كركيزة أساسية على المودة، فوق أي شعور آخر. عند هذه النقطة تتضاءل الرومانسية إلى حد كبير، وتتضاءل العاطفة، حيث يجد الزوجان بعضهما بدخلان للنقطة الأكثر عقلانية في العلاقة.
-
خصائص مرحلة الالتزام
نضج العلاقة
الوصول إلى هذه المرحلة والبقاء فيها يحتاج إلى نضج كبير من الطرفين ولا يستطيع جميع الأزواج الوصول إليه. فكلاكما يتعرف بالفعل على الشخص الآخر كشخص مميز، ويعتقد أن وجوده ودعمه يولد فوائد هائلة لرفاهيتك العامة.
اتصال أكبر
على الرغم من أنه قد يكون هناك معارك أو احتكاك، إلا أن الواقع هو أن الناس يشعرون بأنهم مرتبطون جدًا خلال هذه المرحلة من الحب. بهذه الطريقة، الثقة هي إحدى الخصائص الأساسية لهذه المرحلة من العلاقة.
وإذا أردت التعرف على مراحل الحب.. فتابعي السياق: مراحل الحب عند الأنثى بين الافتتان والالتزام