فوائدُ السفرِ لا تعدُّ ولا تحصى، فمن خلاله نخوضُ أبعاداً مختلفةً للحياة، ونعيشُ تجاربَ متنوِّعةً، ما يفتحُ أمامنا أبواباً جديدةً لنفهمَ عمقها. وعبر السفرِ أيضاً، نتعرَّفُ على جوانبَ خفيَّةٍ في أنفسنا عندما نستكشفُ الأماكنَ، ونلتقي أهلها. وفي السفرِ صحَّةٌ للأبدانِ، ونشاطٌ للأذهانِ، وإثراءٌ للمعرفةِ. يقولُ مصطفى صادق الرافعي في كتابه “وحي القلم”: “لا تتمُّ فائدةُ الانتقالِ من بلدٍ إلى بلدٍ إلا إذا انتقلت النفسُ من شعورٍ إلى شعورٍ، فإذا سافر معك الهمُّ، فأنت مقيمٌ لم تبرح».
في عددنا مفاهيمُ مختلفةٌ عن السفرِ، منها تبادلُ الثقافاتِ عبر تغطيةٍ خاصَّةٍ للدورةِ الـ 60 لـ «بينالي البندقيَّة»، مع تسليطِ الضوءِ على المشاركاتِ الخليجيَّةِ في المعرضِ الشهير، لعل أبرزها عملُ الفنانةِ منال الضويان «نطقت الرمال فتحرَّك الصوت»، الذي يعرِّفُ بمسيرةِ المرأةِ السعوديَّةِ في فترةِ التحوُّلاتِ الثقافيَّةِ العميقةِ والحيويَّةِ التي تشهدها المملكة العربيَّة السعوديَّة.
بينما تجدون على الغلافِ تارا عبود، الموهبةُ الأردنيَّةُ الفلسطينيَّةُ الشابَّةُ التي تسافرُ بشغفها بين دراسةِ الطبِّ والتمثيل، فتارةً هي هنا، وأخرى هناك. استمتعنا بجلسةِ التصويرِ واللقاءِ الذي حدَّثتنا فيه عن علاقتها بالسفرِ، واهتمامها بالمناطقِ الأثريَّةِ، والحفاظِ على المباني القديمة. أمَّا البحرُ، فهو المكانُ الذي تلجأ إليه عندما ترغبُ في الابتعادِ عن الضجيج، والشعورِ بالاسترخاءِ التامِّ للعودةِ إلى جدولها النشطِ بروحٍ متجدِّدةٍ.
كذلك نسافرُ معكم إلى المستقبلِ عبر صفحاتٍ خاصَّةٍ بالأزياء، تمثِّلُ الموضة التي تحتضنُ التطوُّراتِ التقنيَّة، وتراعي الاستدامةَ في صناعةِ الملابسِ والإكسسواراتِ بخياراتِ النسيجِ البديلة، إلى جانبِ التكاملِ مع الذكاءِ الاصطناعي لدفعِ حدودِ التصميم والابتكار، ودمجِ آلياتِ الإنتاج.
نرصدُ كذلك رحلةَ الانتقالِ من عالمِ العزوبيَّةِ إلى الزواج، إذ أعددنا لكم موضوعاتٍ، تخصُّ العروسَ واهتماماتها الجماليَّة، مع جلسةِ تصويرٍ ممتعةٍ من وحي «ليلةِ الحناء» التي تسبقُ العرس، إضافةً إلى موادَّ عن وجهاتٍ، تقدِّمُ تجاربَ استثنائيَّةً للعروسين في «شهر العسل».
التقينا كذلك المصوِّرةَ العمانيَّةَ ميساء الهوتي التي سافرت بنا عبر عدستها المبدعةِ من اليابسةِ إلى أعماقِ البحارِ في وطنها عُمان، وشاركتنا كنوزاً طبيعيَّةً مذهلةً، وأسراراً خفيَّةً، ولحظاتٍ جميلةً لا تنسى.
عبرنا أيضاً رحلةَ ثمانيةِ أعوامٍ منذ إطلاق «رؤية 2030» التي حقَّقت مستهدفاتٍ عدة قبل أوانها، وأثبتت أداءً متميِّزاً في مؤشِّراتها على صعيدِ ركائزها الثلاث «مجتمعٌ حيوي، واقتصادٌ مزهرٌ، ووطنٌ طموحٌ». نشارككم إسهاماتِ «سيدتي» في الرؤيةِ المباركةِ من خلال دورنا في تمكينِ المرأةِ، ودعمِ المواهبِ، والتركيزِ على فئةِ الشبابِ، وتعزيزِ المبادراتِ الثقافيَّةِ والرياضيَّةِ والعلميَّةِ والإبداعيَّة.