هل جرّبتِ نار الغيرة؟ 20% من حالات الطلاق بسببها! و8 وسائل لتجنُّبها

الغيرة شعور طبيعي يُصيب كلَّ إنسان بغض النظر عن سنِّه أو مركزه أو نوعه، وإن كان لدى النساء أكثر شيوعًا!

المعروف أن الزوجات العربيات – الغيُورات – لا يفقدن الوسيلة بحثًا عما يطمئنهن، ويقتل الغيرة والشك في قلوبهن تجاه الزوج بدءًا من العبث بالجيوب والقمصان والحافظات والدفاتر، وحتى مراقبة «الإيميلات» ورسائل «الموبايل» أو تكليف أحد بمراقبته!

أما الأوروبيات فيلجأن إلى تجربة «التنويم المغناطيسي» حتى يُفرج الزوج عن مخزون الوعي بداخله، أو تتحرر كل الحقائق من أسْرِ العقل فينكشف أمره وتهدأ سريرتهن!  عن الغيرة وأسبابها وأشكالها، وآثارها السلبية المدمرة تحدث المختصون.



تتسبب الغيرة في %20 من حالات الطلاق، و25 % من جرائم القتل أو %50 من حوادث العنف العائلي –حسب إحصائية المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية– بالإضافة إلى حوادث القتل والحرق بسبب الغيرة!

عن الغيرة وأحوالها تقول الدكتورة «ليلى عبد الوهاب» الباحثة بالمركز القومي للبحوث: الغيرة من المشاعر الإنسانية الشائعة لدى البشر والتي تنجم عن الحب أو غريزة الامتلاك! وهي إحساس يترك آثارًا من الهمِّ والجزع والقلق والانشغال على وجه المعذب بها. وتضيف: وهي من الصفات المكتسبة من البيئة المحيطة، فالإنسان لا يُولد غيورًا ولا يرث الغيرة، ولكن هناك فروقًا شخصية بين منْ تأكله الغيرة ويتعذب بنارها ومنْ لا يتعذب بها! فالغيرة تدفع بصاحبها لأفعال يخجل منها – أحيانًا.

تتابع الدكتورة«ليلى عبد الوهاب» قائلة: للغيرة علامات أولاها الشعور بالرغبة الجامحة في الاستحواذ على الغير، وأن الزوج جذاب في كل حالاته، أو تكون الزوجة في حالة بحث دائم عن دليل يؤكد علاقة زوجها بأخرى، ولا تُمانع في السير وراءه، ومتابعة خطواته، كما أن الزوجة الغيورة دائمًا ما يكون لديها إحساس بالكُرْه للشخص موضع اهتمام الشريك، وهي دائمة الاستجواب لشريكها لدرجة الخنق، مع رفض التصديق أو الوثوق به.

 

منْ المسؤول؟!

في دراسة خاصة عن الغيرة والخيانة أعدها مركز «دريم» للبحوث الأسرية يقول عن الغيرة: إن أفضل علاج لمشاعر الغيرة هو طرحها للنقاش وتعريتها للعقل، بدلاً من أن تنمو كالفطريات الضارة!

فعلى كلا الزوجين التصريح بما يشعُران، والسؤال عن مدى جدية هذه المشاعر ومسؤولية الطرف الآخر فيها، فأحيانًا كثيرة يكون عمل الزوجة وتفوقها المادي أو المهني أحد أسباب الغيرة الزوجية!

كما تدعو الدراسة إلى الثقة في النفس ورفع المعنويات، وعلى الزوجة أن تثق بما لديها من جماليات جسدية كانت أم روحية أم علنية حتى ترفع من معنوياتها، وعليها أن تصدق زوجها عندما يُخبرها بمزاياها الطيبة الجميلة الهادئة، وهذا لن يكون إلا مع الثقة في الذات، فالحب لا يأتي من الكلمات وحدها؛ فالأعمال تعكس المشاعر الأجمل.

 

أكثر غيرة

وعن الأشخاص الأكثر غيرة –الزوج أم الزوجة ؟ توجهنا بالسؤال للدكتور «أحمد غنيم» أستاذ الطب النفسي بجامعة بنها، حيثُ قال: المرأة أكثر غيرة من الرجل لغلبة الجوانب العاطفية في تكوينها مقارنة بالرجل إضافة إلى ضعف فرصها في تحقيق استقلال شخصيتها، وأكثرهم غيرة أيضًا هم الأشخاص الذين يعتمدون على الطرف الآخر في حياتهم وهو حال بعض الزوجات.  

وهناك منْ تغار من عمل زوجها وأسفاره وأصدقائه؛ لأنه يأخذ كل وقته ويهتم بهم أكثر منها، والرجل الذي يغار من عمل المرأة وهوايتها، من أهلها وصديقاتها، وبعامة يؤكد الدكتور «غنيم»: أن غيرة الرجل الشرقي على زوجته تنبع من إحساسه بضرورة حمايتها، وهو بالطبع تفكير ذكوري.

 

هناك أسباب

يسردها لنا الدكتور «يحيى الرخاوي» أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، حيث يقول: «إن عدم الثقة بالنفس سبب رئيسي للغيرة، مع حبٍّ للامتلاك لدى الطرفين، فكل حبٍّ بشري يحمل قدرًا متوسطًا من الغيرة، والإنسان الناضج يستطيع أن يُحب كلَّ الناس وبنفس القدر، لكن هذا الموقف قد يُساء تفسيره».

أما الغيرة الطبيعية فتدفع الإنسان إلى الأفضل.

ومن زاوية أخرى تؤكد الدكتورة «فاطمة الشناوي» خبيرة العلاقات الزوجية: أن المرأة بطبعها تَسْعد بغيرة زوجها الذي يحبها، ولكن إنْ تحولت الغيرة إلى سجن ترفضها، والرجل –أيضًا- يحب غيرة زوجته على ألا تتحول إلى بوليس سري يبحث وينقِّب وراءه!

وأحيانًا كثيرة تأتي غيرة الزوج من الهواء الطائر على زوجته، لإحساسه بملكيته الخاصة لها، وكأنها مسجلة بالشهر العقاري، وأقول إن العلاقة التي تتحول فيها مشاعر الغيرة إلى استحواذ مُطلق، هي علاقة في طريقها إلى الدمار.

 

نصائح للزوجين

في ضوء قضية الغيرة الزوجية أفرد الدكتور«أحمد غنيم» أستاذ الطب النفسي بطب بنها مجموعة من النقاط أو النصائح على كلا الزوجين التعرف عليها.

- كل إنسان يمكن أن يغار على منْ يحبه بشرط ألا يتجاوز الحدود الصحية إلى حدود مرضية...فالشك مدمر، والغيرة عمياء أحيانًا!

- إنْ ترجمت غيرتكما مشاعر القلق والحرص والاهتمام فهي مقبولة، ولا ضرر منها.

- أحاسيس الغيرة الزائدة دليل على عقدة نقص مستحكمة؛ فالذي يغار على شريكه يغار في واقع الأمر على المزايا والصفات التي ليست به شخصيًّا!

- الغيرة شعور بالتعاسة يُعبر عن نفسه بالخوف من فقدان الطرف الآخر.

- احذرا الشك الصامت؛ فهو أسوأ من الإفصاح عنه بالغيرة.

- تذكَّرا أن الغيرة إحدى العواطف والمشاعر الإنسانية الأولية التي تظهر منذ المراحل الطفولية، مثلها مثل مشاعر الخوف والحب والكُرْه والغضب.

 

دروس الوقاية

يصفها لنا الدكتور أحمد غنيم أستاذ الطب النفسي بالجامعة:

 1- أعطي الطرف الآخر مساحة يتنفس بها، ويتحرر، واحذري المبالغة في تصوير المشاعر الطيبة البسيطة.

 2- ثقي بزوجك، وابتعدي عن الوشاية، فهذا يعني الاطمئنان الواعي المبنيّ على الحب الصادق والاحترام العميق.

 3- ابتعدي عن الكذب أو إخفاء وكتمان الأمور عن الطرف الآخر.

 4- كوني موضوعية في تعاملك مع الآخرين، وتحمَّلي المسؤولية كاملة عن شطحات غيرتك ولا تلقي باللوم أو التبعية على أحد.

 5- كوني صريحة، فهذا يكسر الحواجز ويزيل أسباب الغيرة ويثبت التفاهم والمودة.

 6- على كلًّ من الزوجين السيطرة على مشاعر الغيرة، والتأكد من استنادها على وقائع دون تدخل الخيال والوهم.

 7- دعي الثقة في النفس وبالآخرين منهاجًا لك وأكثري من عدد مرات تفكيرك الإيجابي تجاه زوجك.

 8- امدحي زوجك في عمله وأسلوب حياته واشكريه على تميّزه وحسن تصرفه.

 

حوادث وطرائف

- زوجة أسترالية تعترف بوضع قطع من الزجاج في ساندويتش الزوج كنوع من الانتقام على خيانته لها وقاضتها المحكمة بـ 50عامًا سجنًا.

- زوج شديد الغيرة يحرق زوجته الجميلة جدًّا بسبب غيرته عليها.

- مقتل 44 امرأة وإصابة عدد كبير في حريق أشعلته غيرة زوجة في عرس زوجها الذي تزوَّج عليها بالكويت.

- زوجة تُصاب بالعمى الهستيري -الوقتي- نتيجة الغيرة ومحاولة منها لجذب انتباه زوجها.

- قامت زوجة أميركية بتحطيم «جيتار» زوجها لغيرتها منه، ولكثرة اهتمام زوجها به.

- غار الزوج الأميركي من اهتمام زوجته بالحديقة وأزهارها وأشجارها وثمارها، فقام ليلاً وزوجته نائمة وقام بتدمير الحديقة عن آخرها.

هل تشعرين بالغيرة على زوجك؟ كيف تتصرفين؟ هل تظهرين عدم المبالة أم تفتعلين اشكالاً؟ ما هي الطريقة الانسب لمعالجة ذيول الغيرة؟ شاركونا بأرائكم من خلال مساحة التعليقات