التغذية الصحية للأطفال: تجربتي كأخصائية تغذية لجعل الغذاء الصحي نمط حياة لطفلي

التغذية الصحية للأطفال هي أكثر ما يشغل بال الأمهات كل يوم، وهي مهمة ليست سهلة بالطبع، لكنها ليست مستحيلة ببعض النصائح والحيل المجربة لأخصائية التغذية العلاجية "ندى بهاء" التي شاركت "سيدتي" بتجربتها الخاصة في تغذية طفلها بشكل صحي وبناء علاقة إيجابية بينه وبين الطعام.

يجب تعليم الطفل مبادئ التغذية الصحية من عمر مبكر

تجربتي مع طفلي، التي سهلت مهمة جعل الطعام الصحي أسلوب حياة؛ هو البدء مبكراً، فالطفل الذي يتعلم مبادئ التغذية الصحية خلال مرحلة الطفولة غالباً ما يتمتع بعادات غذائية صحية عندما يكبر.
مهم أن يتعلم الطفل في سنوات عمره الأولى الصحيح والخطأ في تناول الطعام، وأن الطعام يدخل أجسامنا؛ لذلك من المهم جداً اختيار نوع الطعام قبل تناوله للتمتع بالصحة، والقوة والطاقة لعيش الحياة بسعادة.
وتنصح أخصائية التغذية الأم بعدم الشعور بالإحباط مع عدم استجابة الطفل لنصائحها ومحاولاتها لإكسابه عادات غذائية صحية؛ فالأمر يحتاج لمتابعة واستمرار.

يجب تجنب استخدام الطعام بوصفه مكافأة أو عقاباً فهذا قد يسبب علاقة غير صحية بين الطفل والطعام -تصوير: يحيى أحمد

تجنب استخدام الطعام بوصفه مكافأة

مهم جداً أن يتعلم الطفل لماذا يأكل؛ فالطعام مهم لتزويد الجسم بالطاقة، ومهم ليساعدنا على النمو بشكل صحي، وأن الأكل ليس فقط للمتعة؛ لذلك الطعام شيء أساسي في اليوم له موعد ومكان وكميات تناسب احتياجات كل جسم وكل مرحلة نمو.
ويجب تجنب استخدام الطعام بوصفه مكافأة أو عقاباً؛ فهذا قد يسبب علاقة غير صحية بين الطفل والطعام.
ربما تودين التعرف أيضاً إلى: علامات تشير إلى نمو طفلك بشكل طبيعي.. اهتمي بمتابعتها

من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الوالدان هي عدم الالتزام بموعد ومكان خاص بتناول الطعام -تصوير: يحي أحمد

الالتزام بموعد ومكان خاص لتناول الطعام

من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الوالدان هي عدم الالتزام بموعد ومكان خاص بتناول الطعام، أو تناول الطعام أمام الشاشات كالتلفزيون والهواتف؛ لأن مشاهدة التلفزيون في أثناء الأكل يشتت انتباه الطفل، ويبعد تركيزه عن تناول الطعام؛ فلا يعرف هل شبع أو ما زال يشعر بالجوع، وقد يأكل كمية أكبر من حاجاته، وهو من أهم مسببات السمنة، أو قد يشتت انتباهه عن الطعام ولا يتناول طعامه بشكل كامل.
قد يفيدك التعرف إلى: أسباب وتأثير الإفراط في تناول الطعام في مرحلة الطفولة

كوني قدوة للطفل

الطفل في سنوات عمره الأولى مصدر معرفته الأولي بالطعام هو المنزل؛ فعندما يكون الأساس بالمنزل هو تناول الطعام الصحي والابتعاد عن المقليات وتناول الأطعمة المصنعة التي تحتوي على مواد حافظة، سيعتاد الطفل هذه النوعية من الطعام، وحتى عندما يكبر ويختبر أنواعاً أخرى من الأطعمة سيعرف الفرق وسيكون اختياره هو الطعام الصحي في معظم الوقت.
ومهم جداً أن يكون الوالدان قدوة للطفل؛ فيجب ألا تنصحي طفلك بتناول أطعمة معينة أو الامتناع عن تناول أطعمة ومشروبات غير صحية، ويجدك تتناولينها أو تكون متاحة بالمنزل، فعندما يراك الطفل تستمتعين بتناول الأطعمة الصحية أمامه؛ فسيكون هذا مثالاً رائعاً له.

يُفضل اختيار وجبات خفيفة صحية خالية من الألوان الصناعية والمواد الحافظة -تصوير: يحيى أحمد

الوجبات الخفيفة

الوجبات الخفيفة شيء أساسي في تغذية الأطفال، ولا جدوى من حرمانهم من كل الأنواع تماماً مثل بعض الأنواع من الشوكولاتة التي تحتوى على نسبة سكريات مرتفعة.
يمكن إحضار وجبات خفيفة وتقسيم تناولها على مدار الأسبوع واختيار الأنواع الخالية من الألوان الصناعية والمواد الحافظة.
قد يهمك الاطلاع على: أمراض تنتقل للأطفال عن طريق اللعاب وكيفية علاجها
ويمكن اختيار وجبات خفيفة صحية مثل المكسرات والفشار والفواكه المجففة.

التركيز على النوعيات الجيدة من الطعام

خطأ شائع تقع فيه معظم الأمهات، وهو التركيز على الأطعمة غير المسموح تناولها، وعدم التركيز على الأنواع المفيدة والمسموح بتناولها؛ فالممنوع مرغوب دائماً، فلا تبالغي في قول لا على طلبات الطفل، وركزي على فوائد الأنواع الصحية من الطعام.
وبدلاً من منع طفلك من تناول وجبات خفيفة كالحلويات والأطعمة الغنية بالدهون، يمكنكِ جعله يشاهدكِ وأنت تتناولين الطعام أولاً، ثم اطلبي منه تجربته حتى يشعر أنه من قام بالاختيار.

بناء علاقة إيجابية مع الطعام

ويُنصح دائماً بعدم ربط الطعام بوزن الطفل؛ فلا ننصحه بضرورة تجنب طعام معين حتى لا يُصاب بالسمنة، أو بضرورة زيادة الأكل لاكتساب وزن والبعد عن النحافة؛ فالكلام بهذه الطريقة قد يزيد فرصة إصابة الطفل باضطرابات طعام، المهم هو مساعدة الطفل على إقامة علاقة إيجابية مع الطعام.