الفرق بين القلق والخوف.. والعلاجات المتاحة

الخوف والقلق.. لكل منهما علاجه
الخوف والقلق.. لكل منهما علاجه

الخوف أمرٌ طبيعي تجاه أيّ خطر محتمَل، لكن عند الخوف الشديد، قد يتطلب الأمر معرفة كيفية إدارة الحالة.
أما القلق؛ فقد يتحول إلى حالة مَرضية تؤثر على حياة الشخص، وتحُول دون قيامه بالعديد من الأمور؛ لذلك يجب علاجه لمنعه من التفاقم.
اكتشفي بالتفصيل الفرق بين القلق والخوف، وعلاج كلٍّ منهما:


ما هو الخوف؟

الخوف هو رد فعل طبيعي لإشارة خطر حقيقية. في المواقف الخطرة، سنشعر بالتوتر الجسدي والنفسي؛ مما سيساعدنا على اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أنفسنا.
على سبيل المثال، في مواجهة عدوان وشيك، سيضع جسمنا نفسه فجأة في موقع القتال، عن طريق زيادة تقلص العضلات واستنفار الحواس.
لذا؛ فالخوف مفيد جداً لحماية أنفسنا وتنبيهنا إلى أن الخطر قريب. عندما يكون الخوف قابلاً للسيطرة بشكل كافٍ؛ فمن الممكن الاستعداد للموقف وتوقُّع الخطر. ولكن عندما يكون قوياً جداً؛ فإنه يمكن أن يزعجنا ويسبب عدم التوازن النفسي.

كيف يمكن إدارة الخوف؟

يُحدث الخوف رد الفعل هذا في بضعة أعشار من الثانية، ولكن في أعماقنا نخلط بين الإدراك والتفسير غير المتناسب أحياناً للحدث المدمر. تكمن الصعوبة برُمتها في فصلهما عن بعضهما البعض، أن نتخلى عن "الذات التي تدعي، والتي تفكر، والتي تريد"، كما يوضح الفيلسوف والمنوّم المغناطيسي فرانسوا روستانج قائلاً: "لإيقاظ وجود الفرد البشري كحيوان؛ حتى لا يفهم أيّ شيء آخر غير الحاضر". باختصار، محاولة وضع حد لشرور الماضي ومخاوف المستقبل. فيما يلي ثلاثة تمارين مهدّئة:

  • إشغال المساحة الداخلية الخاصة بك

هذا ما تقترحه كاثرين إيمليت- بيريسول، طبيبة ومعالجة نفسية، من أجل "تمييز الإحساس عن الشعور النفسي" بشكل واضح، وهو ما يعني، كما تشير، "تمييز الطعم عن ثمرة ذكراه". وتوصي بالتركيز على ما نشعر به في أجسادنا، مع الأخذ في الاعتبار، أن أحاسيسنا ليست نحن؛ بل هي موجودة، حاضرة، ثم نأخذ نفَسين قبل التصرف.

  • التركيز على التنفس

تؤكد الطبيبة النفسية ستيفاني هاهوسو، أن "هذا سيقلل من أحاسيسنا الجسدية والعاطفية، ويبعدنا مؤقتاً عن اجترارنا".
في حالة الخوف، ولتقليل معدل التنفس ومعدل ضربات القلب، تقترح التنفس السريع على أربع مراحل متساوية: وقت الإلهام عن طريق سحب القليل جداً من الهواء عبْر الأنف والعدّ إلى اثنين، وقت الحظر؛ حيث لا يجب على المرء أن يستنشق أو يزفر (أكثر من مرتين)، وقت انتهاء الصلاحية (على مرحلتين)، ثم مرة أخرى وقت الحظر (مرتين).
وتنصح الطبيبة بممارسة هذا التمرين يومياً لمدة دقيقتين، ومع التدريب ستلاحظين انخفاض معدل ضربات القلب. ثم، بمجرد أن تشعري ببدايات الخوف، لا تترددي في استخدامه.

  • المشي

يدعونا عالم النفس والمعالج النفسي إريك تشامب، إلى التركيز على ملامسة أقدامنا للأرض، وعلى الإيقاع الذي يفرضه جسمنا والتأرجح العميق الذي نشعر به. يتيح لك المشي بهذه الطريقة، عدم البقاء في حالة تأهب، والتحكم في بيئتك والتركيز على نفسك.
ربما يهمك قراءة المزيد عن فوائد المشي.

ما هو القلق؟

القلق المزمن يتطلب العلاج النفسي كي لا يعيق حياتك


للقلق خصائص مشابهة للخوف، مثل التوتر الجسدي والنفسي، لكن القلق لا ينشأ بالضرورة عن موقف من الحياة الواقعية.
في الواقع، يمكن أن ينشأ القلق بعد توقع خطر مستقبلي أو شيء مزعج للغاية قد يحدث، وأحياناً في غياب العناصر الحقيقية.
يعاني الجميع من القلق في حياتهم اليومية، ويمكن أن يكون محدوداً بفترة زمنية، وتكون شدّته متكيفة مع مواقف الحياة.
على سبيل المثال، من الطبيعي تماماً الشعور بالقلق بعد الامتحان أو المنافسة، الخوف من عدم الحصول على شهادتك، يمكن أن يولِّد شعوراً بعدم الارتياح، ولكن هذا لا ينبغي أن يشل مجال عملك.
لذا؛ فإن قدراً معتدلاً من القلق يمكن أن يوفر دفعة من الطاقة والتحفيز؛ مما يساعد الجسم والعقل على الاستعداد لمواجهة شيء مخيف.
لكن الكثير من القلق (المكثف أو طويل الأمد) يمكن أن يتعارض مع قدرات الشخص.

ما هو علاج القلق؟

كما هو الحال مع جميع الأمراض التي تتطور بمرور الوقت، تلعب المعلومات المقدَّمة للشخص الذي يعاني من القلق، وللمحيطين به، بموافقته، دوراً مهماً. وبالفعل؛ فإن مشاركته في علاجه يساعد على تحسين أعراض اضطرابات القلق، ويساهم في شفائها.
يتم تقديم النصائح للشخص الذي يعاني من القلق؛ حتى يتبنى بعض قواعد نمط الحياة المناسبة:

  1. التوقف عن تناول المنشطات: القهوة والتبغ وغيرها من المواد ذات التأثير النفساني.
  2. اعتماد نظام غذائي جيد ومتوازن.
  3. اتخاذ خطوات للنوم الجيد.
  4. ممارسة النشاط البدني بانتظام، واعتماد تقنيات الاسترخاء.

يتم تقديم المعلومات المتعلقة بالمخاطر المرتبطة باستخدام الأدوية المزيلة للقلق: النعاس أثناء النهار، وضعف الذاكرة، والاعتماد، والتأثير الارتدادي للقلق عند توقف العلاج، وخطر السقوط عند كبار السن، واضطرابات السلوك.
يعَد الدعم المقدَّم من الطبيب المعالج، والطبيب النفسي، وربما غيرهم من المهنيين الصحيين، بالإضافة إلى علاقة الثقة التي تم إنشاؤها مع المريض، أمراً ضرورياً.


* المصادر:
- Pshycologies
- Catherine Pulice Sangalli(Psychologue clinicienne à Clichy)
- Ameli


* ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج.. عليكِ استشارة طبيب مختص.