مهندس ديكور يتحدث عن الأسقف والجدران الحديثة الملبسة بالجبس بورد

لطالما استُخدمت مادة الجبس، في البناء، منذ عام 7000 قبل الميلاد، وذلك في مصر القديمة. كان يُنظر إلى الجبس على أنه جميل ومتين، ومنذ العصور القديمة، وقد انتقلت تكنولوجيا المعالجة الخاصة بالمادة، من العصر الفارسي إلى العصر اليوناني والعصر الروماني...
عند الحديث عن الألواح الجبس، تحديدًا، والمعروفة أيضًا باسم الألوح الجصية أو الحوائط الجافة، لا بد من ذكر أوغسطين ساكيت (1841-1914)، الذي شغل خلال الحرب الأهلية الأميركية مهنة مهندس مساعد في البحرية النظامية. نال ساكيت براءة اختراع، عن أنموذجه الأولي من الجدران الجافة، وذلك في عام 1894.
كان لوح ساكيت المعروف باسم Sackett Board مؤلفًا من الجبس، ومحصورًا بين ورقتين سميكتين من الورق، وكان صلبًا لا يتشقق أثناء التثبيت أو الاستخدام العادي، وأيضًا ناعمًا بما يكفي لاستقبال المسامير. حلت ألواح ساكيت محل الطريقة التي تستغرق وقتًا طويلًا وتتطلب عمالة مكثفة لبناء جدران الجبس الرطب، إذ كان يمكن تركيب الألواح المبتكرة في يوم واحد. وعرفت المادة تحسينات على مر السنين، بما في ذلك نسبة القوة إلى الوزن والمتانة ومقاومة الحريق.
إذًا، مثّلت الألواح الجبس، تحولًا في عالم التصميم، ولمّا تزل تُستخدم في إكساء الأسقف والجدران.

خصائص الألواح الجبس

يُعرّف مهندس الديكور الداخلي المصري إسماعيل عمّار، الألواح الجبس، قائلًا إنها "مصنوعة من الجبس، بشكل عام، ومن مواد أخرى عدة، لذلك تختلف أنواع الألواح المذكورة، ومنها: العادية وتلك المُقاومة للرطوبة والحرارة". وُيضيف أن "الألواح الجبس تُغلّف الجدران، بصورة كلّية، أو أجزاءً منها لأغراض الديكور، أو هي تعدّ فواصل (بارتشن) جدارية؛ كما تُستخدم في إكساء الأسقف وتجميلها".
وعن خصائص الألواح الجبس، يشرح أن "سمك الواحد منها لا يتجاوز 15 ميلليمترًا، مع خصائص، مثل: تسهيل تنفيذ أعمال الديكور، خصوصًا أن الألواح ذات حواف مستقيمة لا تحتاج لتعديل وقابلة للتلوّن بأي لون وللتشكّل بأي شكل تقريبًا".

هل لا تزال الألواح الجبس دارجة؟

لا تزال الألواح الجبس دارجة، في إطار أعمال الديكور الداخلي الحديثة والمعاصرة، بحسب المهندس عمّار، الذي يعتقد أنها لن تندثر قريبًا، موضحًا رؤيته بالقول إن "الألواح الجبس، ونظيراتها من الألواح الأخرى التي تزداد أنواعها عامًا تلو الآخر، فتحت أفقًا جديدًا في عالم الديكور الداخلي، إذ لا يمكن تصوّر أي تصميم من دونها، فهي توفّر مرونةً وحرّيةً للمصمّم الداخلي وبدائل لا نهائية لتشكيل الجدران والأسقف".

استخدامات الألواح الجبس

عن استخدامات الألواح الجبس في الديكور الداخلي، يوضح عمّار أنّها "حاضرة في المشاريع السكنية، مهما كانت طرزها ومساحاتها، كما في المكاتب والعيادات والمطاعم والمقاهي"، مضيفًا أن "لهذه المادة قدرة على التشكل والتكيّف مع أي طراز، حالها حال الجدران يتم تشكيلها وتلوينها بحسب المرغوب".ويوسّع المهندس الحديث عن استخدامات الألواح الجبس، قائلًا إنها "تحلّ، بشكل رئيس في الأسقف، فهي اما تغطّي الأسطح المذكورة بصورة كلية أو إطارات الأسقف حصرًا، لغرض استقبال وحدات الإضاءة المعاصرة، ومنها: السبوت لايت والتراك لايت والماجنيتك لايت والليد لايت، وغيرها من أنواع تركيبات الإضاءة التي يظهر منها النور حصرًا". ويزيد أن "الألواح الجبس الموزعة في الأسقف توفر بيوتًا للستائر. كما يمكن أن تترك بين السقف والجدار مسافة تعرف بزاوية الظل، تظهر منها إضاءة مخفية تكون مناسبة، في حال عدم استخدام الإضاءة الأساسية".
ويلفت إلى أن "السقف قد يحمل مستوى واحدًا أو مستويين؛ فتضاف إليه الكرانيش في حال كان التصميم من النمط النيو كلاسيكي أو الكلاسيكي، وذلك بمساعدة الألواح المذكورة".
باستثناء حالة انخفاض سقف المنزل لأقل من 280 سنتيمترًا، لا موانع أخرى من توظيف الألواح الجبس في الجدران أو الأسقف.

مهما كان أسلوب الديكور

تُستخدم الألواح الجبس، مع طرز الديكور كافة، بحسب شروح المهندس؛ ففي الأسلوب النيو كلاسيكي، من الممكن أن تركّب البانوهات على الألواح الجبس، مع إضافة الإضاءة الخفية. وفي الأسلوب المعاصر، تُصمّم الألواح الجبس، مع فواصل وحزوز متقاربة ومتباعدة، أفقية ورأسية. وتدمج الألواح الجبس بمواد أخرى، ومنها: الخشب والرخام وحتى ألواح أخرى، وعلى مستويات مختلفة من التصميم.
ويلفت عمّار إلى أن "الألواح الجبس تحلّ في الفراغات المنزلية المختلفة؛ مثل:

• غرفة النوم، وذلك عند تصميم خلفية السرير (الهيدبورد) وأرفف التخزين.
• غرفة المعيشة والـمجالس، وذلك على الجدران المختلفة.
• الحمّامات، في إطار تشكيل أرفف التخزين.
• المطبخ، إذ يمكن أن تغلق الألواح الفراغات بين خزائن المطبخ والسقف".

في الخلاصة، يقول المهندس: "يكاد لا يخلو سقف فراغ منها".___

• الصور تعكس تصميمات مهندس الديكور الداخلي المصري إسماعيل عمّار