جمال سليمان وزوجته رنا سلمان يخصّان «سيدتي» بأول إطلالة مع طفلهما محمد بالصور والتفاصيل

دون كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، قرّر النجم جمال سليمان «زعيم الدراما السورية» أن يتحدّث لـ «سيدتي» عن حياته الجديدة، بعد قدوم مولوده الأول محمد من زوجته رنا سلمان. وكان سليمان قد قطع وعداً على نفسه، منذ ثلاثة أشهر بأن يخصّ «سيدتي» بمقابلة حصرية دون غيرها من وسائل الإعلام. وقد علمنا بأن وسائل إعلام كثيرة قصدته في بيته، أثناء زيارته المتقطّعة والقصيرة لدمشق في فترات راحته من تصوير مسلسله المصري «أفراح إبليس»، إلا أنه رفض معللاً للجميع بأنه وعد «سيدتي» بأول حوار عن ابنه وقد وفى بوعده.

 

الإنطلاق

في الحقيقة، هذا التصرف ليس غريباً على نجم كبير مثل جمال سليمان. فالجميع يعرف عنه حسن أخلاقه ولباقته وصدقه في تعامله مع المحيطين به. وهو عملة نادرة في عالم فني مليء بالمظاهر الخدّاعة. لم يغترّ سليمان بنجاحه ونجوميته، وبقي ذلك الإنسان المخلص الصادق مع من حوله. إتصلنا بجمال سليمان بعد عودته إلى دمشق حيث أنهى تصوير جميع مشاهده في مسلسل «أفراح إبليس»، وقرّر أخذ فترة من الراحة يتفرّغ خلالها لزوجته وابنه محمد الذي يحبه جمال بدرجة لا توصف ـ حسب ما ذكرت رنا ـ ويخصص له وقتاً غير قليل. إتّجهنا إلى منزل جمال المؤقت في منطقة «يعفور» خارج دمشق. ضللنا الطريق في البداية. ولكننا وصلنا إلى المكان بعد تأخر نصف ساعة.

وكنا محرجين بسبب ذلك. فجمال منظم جداً ودقيق في مواعيده. عند وصولنا كان محمد ابن الأربعة أشهر الذي سيكون ضيفاً على غلاف «سيدتي» لهذا الأسبوع، قد نام.

وجدنا جمال بلباقته المعهودة في استقبالنا عند باب الفيللا، رحّب بنا وسار معنا إلى الداخل. وكانت زوجته رنا أيضاً في استقبالنا. ما إن جلسنا حتى قال لنا جمال: «سنوقظ لكم «الأستاذ» (ممازحاً) قاصداً ابنه محمد. أحضره لنا فبدأ مصوّر «سيدتي» بالتقاط الصور له. ولكن محمد بدا منزعجاً لأن والده أيقظه بعد ربع ساعة فقط من نومه. قال لنا جمال: «من أجل «سيدتي» كل شيء يهون».

 

أخاف على محمد

هنا، توجّهنا إلى ضيفنا النجم جمال سليمان متسائلين عمّا يعنيه له قدوم محمد الذي أضاف الكثير إلى حياته العائلية، وعن شعوره بهذه المناسبة، فماذا قال؟

كان الطبيب قد أخبرنا بموعد الولادة الذي كان بتاريخ الثالث عشر من شهر فبراير الماضي. قدمت قبل الموعد المحدّد من مصر حيث كنت أصوّر مسلسل «أفراح إبليس»، بثلاثة أسابيع، وقد تمّت الولادة في بيروت. لا شك أن شعوري يصعب وصفه. هو شيء رهيب لكنه مفرح جداً. وهذا الإحساس جعلني متوتراً كثيراً، لأنني وجدت أمامي مخلوقاً جديداً قد جاء إلى الحياة وعليّ أن أتحمّل  مسؤوليته وقد أصبح في عهدتي. وهو مخلوق ضعيف وغامض لأقصى الحدود، يبكي لأسباب كثيرة غير معروفة. وطوال الوقت علينا تفهمه بقلبنا وأحاسيسنا.

أدّيت  دور الأب في أعمال درامية. فهل كان قريباً من ذلك الدور الذي عشته مع ابنك محمد؟

مهما كنت ممثلاً مجتهداً بتجسيد الدور، فإنه لا يشابه الحقيقة. ولا يساوي حقيقة اللحظة. وهو شعور غريب من نوعه. أذكر أنه بعد أربعة أيام من ولادته، أخرجناه من المستشفى في بيروت، متجهين به براً إلى دمشق. وكان الجو بارداً جداً. وهطلت الثلوج على طريق دمشق ـ بيروت. علماً أنني سلكت هذا الطريق مئات المرات في حياتي، وفي ظروف مختلفة. ولم أكن يوماً مهتماً بظروف الطريق أو الأحوال الجوية السائدة. ولكنني ذلك اليوم شعرت بتوتر غريب وخوف على ابني وزوجتي، خشية حدوث أي شيء في الطريق. وطوال سفري كنت أفكر به. وقد تملّكتني كافة أنواع المخاوف حينها، وما قد يحصل لنا خلال رحلتنا تلك. ولكن الحمد لله وصلنا بالسلامة. لا أخفيك أنني بعد مجيء محمد أصبحت أفكر بالمستقبل أكثر من الماضي الذي يفقد كل أهميته تقريباً. (هنا قاطعنا محمد الذي جاء مرتدياً لباساً جديداً. واستقبله جمال قائلاً: «أهلاً بابا أهلاً حبيبي». وقطع حواره ليداعب محمد ويلاطفه. (محمد كان منزعجاً ويصرخ ولا ندري لماذا). لا شك ـ يتابع جمال ـ أن الطفل الأول يجعلنا نكتشف أنفسنا كآباء. وهذا يحتاج لقوة كبيرة منا. الأبوة تشعرنا بالإحساس بالزمن، ويزداد خوفنا على أنفسنا، لأننا أصبحنا مسؤولين تجاه أشخاص آخرين ولم نعد أحراراً لنفعل ما نشاء. يعتقد الكثيرون أن الأطفال ملك الأهل والحقيقة هم من يملكوننا.

هل كنت تتمنى أن يرزقك الله طفلاً أو طفلة، خاصة أننا في مجتمع يتمنى أن يرزق طفلاً ذكراً في البداية، ليحمل اسمه كما يقولون؟

أنا لا أفرّق بين الذكر والأنثى. المهم صحة المولود وشكله السليم.


أشارك زوجتي رنا

كيف تصف علاقتك بزوجتك رنا سلمان مع بدء  فترة الحمل، وهل اختلفت عن السابق؟

بالتأكيد تغيّرت نحو الأفضل، فأصبحت أخاف عليها بشكل أكبر. والرجل بمجرد أن يعرف بحمل زوجته تصبح الصلة بينهما أكبر مما كانت عليه سابقاً. وبمجرد أن يكون هناك طفل، تصبح العلاقة أقوى وأكبر بين الزوجين لأنهما أصبحا شريكين في شيء يجمعهما دائماً، وهو الطفل الذي ينتمي إليهما والذي ساهما معاً في تكوينه ووجوده .

غيابك عنه أثناء التصوير كيف تصفه لنا، وأنت ـ كما قالت لنا رنا زوجتك ـ الأب الحنون؟

كان يخطر ببالي دائماً. وكنت أحدّث صورة له كنت أضعها في المنزل في القاهرة أمامي في غرفة النوم والصالون وعلى الكومبيوتر المحمول. بالإضافة إلى الاطمئنان عليه بشكل يومي مع والدته التي تعطيني تفصيلاً كاملاً عن نشاطاته: طعامه، نومه، ماذا يفعل، هل هو بصحة جيدة، أهو يضحك أم متضايق من شيء ويبكي، حتى مواعيد حمامه، كنت أسألها عنها. وهذه تفاصيل جميلة كنت أستمتع بسماعها وتريحني إلى حد كبير.

بطبعك ـ كما علمنا من زوجتك ـ أنت تمتلك مقدرة كبيرة على تحمّل الأطفال وبكائهم. فهل أنت فعلاً كذلك رغم عملك المضني والمتعب؟

بالفعل، أنا كذلك. وأعتقد أن من يترك الإعتناء والإهتمام بالطفل لأمه ويتنصّل من مهامه تجاهه لاعتقاده أنها ليست من اختصاصه، يحرم نفسه في الحقيقة من أشياء جميلة وممتعة في الحياة. أنا أحب الأطفال وصلتي بهم ممتازة. ومحمد هو ابني والتعامل مع كل شيء يتعلق به هو متعة بالنسبة إلي. فأنا أساهم بفرح في استحمامه وارتدائه للملابس وإطعامه مع والدته. وأحزن كثيراً عندما لا تساعدني الظروف في القيام بكل ذلك. (بعد الانتهاء من إجابته أخذ جمال سليمان الكاميرا من المصوّر ليلتقط بنفسه صوراً لمحمد).

 

لحظات لا تعوّض

هل يدفع الفنان ضريبة غيابه المتواصل والطويل للتصوير بعيداً من بيته وأطفاله؟

كل شخص ينشغل لوقت طويل عن بيته يحرم متعة أن يكون قريباً من عائلته وأبنائه. في لحظات معينة، قد لايكون هناك شيء أجمل من العائلة في هذه الحياة. فأي شخص عندما يضع ابنه في حضنه ويبدأ الأخير بالضحك ومداعبة والده، فهذه اللحظات هي في نظري أجمل شيء في الدنيا. اليوم مثلاً تركتنا رنا وحدنا في المنزل. فقمت بمداعبته وملاطفته وهو بدوره قام باللعب وإصدار أصوات تدلّ على رغبته بأن أداعبه. وهذا شيء ممتع حقاً حيث شعرت بأنه يتحدث معي. لقد واكبته عندما بدأ بتعلم أن يمسك الأشياء بيده. وعندما بدأ يتعرف على يديه والأشياء من حوله. إن الخلق شيء رائع يشعرنا بعظمة الخالق.

إذا استيقظ محمد ليلاً وبدأ يبكي، فهل تساعد زوجتك في إسكاته أو إطعامه؟

هو ينام معنا في الغرفة نفسها. وكثيراً ما أستيقظ معه ليلاً، وأساعد رنا في تحمّل مسؤولياته. وهذا مصدر سعادة لي (هنا قاطعنا جمال ليلتفت إلى محمد حيث يحاول المصوّر أن يلتقط له صوراً وهو على بطنه. وكان يدله على كيفية التصوير ولفت انتباه محمد  ليصوّره بطريقة جيدة).


مستقبله ملك له

هل خططت لمستقبله كما يفعل الكثيرون، وهل تتمنى له أن يمتهن شيئاً ما في المستقبل، كما يفعل الأب العربي غالباً حيث يعلّق أمله على ابنه في تحقيق ما لم يحققه هو في حياته؟

لست من هؤلاء، ولا يمكنني أن أرتكب هذه الغلطة. وما لم نحققه من أحلامنا هو مسؤوليتنا نحن وليس مسؤولية أبنائنا. وما يفكر به الكثيرون في هذا المجال هو خطأ كبير، و يجب ألا نحمّل أبناءنا أعباءً قد لايرغبون بها. من حقي أن أحلم بأن يكون له شأن وأن يكون متفوقاً، ولكن في المجال الذي يختاره هو وليس الذي اختاره له أنا أو والدته. وهذه حياته وهو من يقرر مصيره فيها. وعليه أن يحقّق أحلامه هو بنفسه، وليس أن نحلم ومن ثم نجبره على تحقيق ما نحلم به نحن.

كيف تصف نفسك كأب وزوج؟

أنا أب حنون ولدي إحساس كبير بالمسؤولية. وفي الأساس أنا ممن يفكرون بالمستقبل ومن يعش وير ويسمع كثيراً يصبه نوع من الحذر الشديد، ويصبح يخطط لأن يحقّق لابنه ما لم يتحقق له في حياته من عيش جيد. أحب التخطيط بشكل جيد لكي أقدّم لإبني كل شيء يحتاجه. ونحن لسنا في الغرب حيث هناك ضمانات للجميع. نحن في مجتمع إذا لم تكن فيه ذكياً أو حريصاً أكلتك الذئاب فيه. على الشخص فيه أن يخطّط للغد بشكل متوازن.

 

جمال سليمان في «أفراح إبليس»

هل تعيش فترة نقاهة حالياً بعد انتهائك من تصوير دورك في مسلسل «أفراح إبليس»؟

نعم أعيش فترة نقاهة ومتفرغ لعائلتي لفترة معينة. ومن بعدها أعود للعمل مجدداً.

ماذا تحدّثنا عن دورك في مسلسل «أفراح إبليس» في مصر وفي تجربة صعيدية ثانية بالنسبة لك بعد «حدائق الشيطان»؟

«أفراح إبليس» مسلسل إجتماعي. تدور أحداثه في البيئة الصعيدية من إخراج محمد سامي علي وكتابة محمد صفاء عامر. ويشارك فيه ممثلون كثيرون أبرزهم عبلة كامل وأولادي في العمل هم: ياسر فرج وأحمد سعيد وريهام عبدالغفور... أعتقد بأن العمل سيكون جميلاً وسيحبه الناس وهو يتحدث عن أولادنا وكيف نفكر فيهم. أجسّد  فيه شخصية همام ابو رسلان وهو زعيم في منطقته، ويريد من أولاده أن يكونوا مثله بأي ثمن وبشتى الأساليب. وهو رجل يفكر بالمصالح على حساب العواطف. وينسى أن لأولاده عواطفهم وأحلامهم ومشاعرهم. فهو يريد منهم عمل كل ما يريده دون نقاش ويعتقد أنه هو فقط من يعرف مصلحتهم ولا يعطيهم  أي حرية. ويفعل ذلك بحجّة أنه يحبهم ويريد الخير لهم. العمل صوّر في القاهرة وفي الصعيد وتحديداً في مدينة قنا. والعمل أنجز بشكل عذب وسلس والسبب أن الجهة المنتجة لها خبرة كبيرة في هذا المجال. وهذا ما ساهم في انتهائنا منه بشكل سريع. كما أن المخرج سامي محمد علي لطيف ومحترف وأخلاقه انعكست على العمل. وكذلك فريق العمل كانوا جميعاً أناساً محترفين ولطفاء جداً.

 

«حدائق الشيطان» ليس السبب

هل نجاحك في مسلسل «حدائق الشيطان» هو ما جعلك تعيد التجربة مجدداً؟

ليس شرطاً إذا نجحت في مسلسل صعيدي أن أنجح في عمل مماثل له. ما شجعني على المشاركة فيه هو نصّه وقصته الجيدان. علماً أن هناك فنانين عالميين، عملوا لسنوات طويلة، في المجال نفسه نجحوا في بعض الأعمال وفشلوا في بعضها الآخر. وأسأل: من قال إن من الخطأ أن يشارك الفنان في عمل، كان قد شارك في عمل من بيئة مشابهة له؟ لقد سبق وقدّمت أربعة أعمال بدوية، لم يعترض عليها أحد. فلماذا يقال لي الآن لماذا تشارك في مسلسل صعيدي آخر؟ ومن يقل إن سبب مشاركتي في «أفراح إبليس» هو نجاحي في مسلسل «حدائق الشيطان» كلامه ساذج. مع العلم أنه عرضت علي أدوار كثيرة قبله ومن البيئة نفسها ورفضتها لأسبا ب كثيرة. ولكن ما دفعني للعمل في «أفراح إبليس» هو اقتناعي به ليس أكثر من ذلك.

هل سنشاهدك في أعمال أخرى هذا الموسم؟

لا، هذا الموسم سأكتفي بـ «أفراح إبليس» ووقتي لا يسمح بسواه. ولدي عمل مؤجل سيعرض هذا العام وهو «فنجان الدم» هذا المسلسل عملنا فيه بإخلاص شديد وهو لا يسيء لأحد. ويقدم البيئة البدوية بكثير من الحقيقة والمصداقية وإخراجه مميز. والشركة المنتجة له قدّمت له الكثير. وسعدت جداً بأنه سيعرض وأن من سيشاهدونه سيرون أنه يقدم تراجيديا الحياة البدوية الصعبة التي تخضع للتقاليد والعادات التي استمرت لمئات السنين. ويناقش العمل لأول مرة تبدّل حياتهم في ظل ظروف سياسية واجتماعية تحيط بهم. وأنا من المحبين للأعمال البدوية. كما أحب السيَر التي يعيشون فيها. والحقيقة، لقد استمتعت بالعمل كثيراً لأنه واقعي جداً.

 


إكسترا

 

الجزء الأول من "باب الحارة"

يتحدثون هذا الموسم عن "أهل الراية 2" فهل ستشارك فيه أيضاً كونك بطل الجزء الأول؟

الحقيقة، إذا لم يكن نص الجزء الثاني أقوى من نص الجزء الأول، فأنا أفضّل التريث في العمل وعدم الدخول فيه. الجزء الثاني من "أهل الراية" يفترض أن يكون أفضل من الجزء الأول. وإذا لم نستطع  تقديم ذلك، فالاكتفاء بالجزء الأول، هو الأفضل للبقاء على الذكرى الطيبة التي ولّدها الجزء الأول في قلوب الناس. فالمسألة ليست فقط استثمار النجاح. وإذا أردنا استثمار أي نجاح فعلينا استثماره بطريقة ذكية.

كيف ترى الصراعات التي حدثت بين نجوم الأعمال البيئية في سوريا، وهل تسيء لمثل هذه الأعمال التي حققت نجاحاً كبيراً؟

ربما تقصد ما حدث بين فناني "باب الحارة" ومخرج العمل بسام الملا. في الواقع، كنت سعيداً جداً بالنجاح الكبيرالذي حققه الجزء الثاني من "باب الحارة" ولو أنني أعتقد بأن الجزء الأول منه كان أقوى، وقصته أكثر تشويقاً، وفيها اكتمال درامي. العمل قوي جداً وكنا نتابع الحكاية أكثر من الاستعراض الفلكلوري لدمشق في الأجزاء التالية. بعد الجزء الأول، ارتفعت نسبة المشاهدة بشكل كبير للعمل. وهذا شيء لا يمكننا انكاره بصرف النظر عن تقويمنا لنوع العمل ومحتواه. في الفترة الأخيرة سمعنا تصريحات كثيرة من فناني العمل ومخرجه. ولا زلت أتذكر تصريح المخرج الملا، وهو يقول: "من لا يحب "باب الحارة" فهو يكره الشام". وهذا الكلام يقطع الطريق على أي تعليق أو نقاش في الموضوع. عند هذا الحدّ أتوقف عن الكلام واعذرني عن عدم قول المزيد.

نعرف أنك تحب السينما كثيراً. فما هو جديدك في هذا السياق؟

إن شاءالله لدي مشاركة قريبة في فيلم وهو بعنوان "سحر العشق". يفترض أن نبدأ بتصويره أواخر العام الجاري وهو عن نص لرأفت الميهي ويتحدث الفيلم عن أهمية التعايش بين الأديان.

كيف ترى عملية التبادل والتعاون الفني الحاصل بين السوريين والمصريين درامياً هذا العام؟

هو شيء جميل. فهناك فنانون سوريون يعملون في مصر وكذلك قطاع الإنتاج المصري، ينتج عدة أعمال في سوريا. وهذا شيء ندعو له منذ عدة سنوات ونرحّب به. وأنا فخور جداً إذ اعتبرت نفسي مثل فأر اختبار على الصعيد الفني في مسلسل "حدائق الشيطان" وأنا فخور جداً في المقابل بأن هذا الاختبار، نجح على كل الأصعدة الفنية والمهنية. ولو فشل "حدائق الشيطان"، لكان هذا الموضوع تأجل قليلاً. وهذا النجاح جعل الفنانين يتشجعون ليزاوجوا بين خبراتهم. وما يجري الآن هو تعاون متكامل بين الدراما المصرية والسورية. وهذا شيء جميل. نحن نعيش في عصر العالم المفتوح والتواصل. ونحن أمة واحدة ومتكاملة، وسوقنا واحدة ولكل فنان الحرية بالعمل في بلد الآخر أو الرفض. أنا أدعو الفنانين  للتعاون فيما بينهم. وعلينا في المحصلة تقويم نتيجة العمل من ناحية فنية وليس أكثر. البعض يرفض العمل في مصر، بحجّة أنه لا يحب التحدث باللهجة المصرية، ونراه في المقابل في عدة أعمال بدوية يتحدث بلهجة بدوية رديئة. وهنا نتساءل: لماذا لا يمانع التحدث باللهجة الخليجية، ويعترض على اللهجة المصرية، ونراه يهرول إذا جاءه دور في فيلم أجنبي وحتى ولو لمشهد واحد ليتحدث عدة كلمات فقط؟ السوريون منذ عدة عقود تعاونوا فنياً مع المصريين، وجلّهم صنعوا نجوميتهم في مصر من فريد الأطرش إلى فايزة أحمد وعبد السلام النابلسي وأسمهان وميادة الحناوي وحتى أصالة نصري.



لماذا نرى أحياناً عنجهية لدى بعض الفنانين عندما يقدمون عملاً ناجحاً؟

إن غالبية الفنانين في سوريا جاءوا من بيئة متواضعة جداً. وحياتنا كان فيها شيء من الحرمان بشكل من الأشكال. مهنة الفن فتحت لنا مجالات عديدة وقدمت لنا الشهرة. لا شك أن شهرتنا كفنانين أكثر من ثرواتنا بكثير. فالتمثيل في العالم العربي باستثناء مصر، لا يصنع ثروة. ولكن بالرغم من ذلك، نعيش في وضع إقتصادي أفضل من زملائنا في المهن الأخرى. وفي هذه الحالة ينقص من جاء للفن من هذه الظروف الصعبة أن يتحمل المتغيرات التي حصلت له. على الفنان أن يحافظ على نفسه وكيانه وعلى تواضعه غير المفتعل الذي يقوم به بعض الفنانين. هناك فنانون لديهم غرور غير منطقي بل هو مبني على شيء وهمي حيث لا إنجاز لهم يذكر. أنا أحب الفنان الذي يحترم نفسه ويحتفظ بكرامته.

كيف كان عملكم في السابق؟

نحن في السابق عملنا لخمسة عشر عاماً، لنحصل على ما يحصل عليه أحدهم اليوم في عام واحد. ومع ذلك، البعض لا يزال يشكو ويندب حظه العاثر ليلاً ونهاراً. الدراما السورية أنتجت قرابة 50 مسلسلاً في العام. وفي رأيي الشخصي، أنه من غير المقبول أن تنتج سوريا أكثر من عشرين مسلسلاً في العام الواحد. وكما قلت إن إنتاج 50 عملاً في سوريا، لم يبقِ أحداً من دون فرصة عمل وأبواب الدراما فتحت لكل الناس والبعض جاءتهم فرصة لا يستحقونها. ومع ذلك، هناك كمّ لا يزال منزعجاً جداً ويتحدث ويتهجم على الوسط الفني وعلى القائمين عليه في الإعلام،  ولا أدري ما مصدر هذا الكلام وما سببه مع أنهم جاءوا ووجدوا طريق الفن معبّداً أمامهم وبسهولة وأجورهم جيدة. أنا من جيل كانت سيارة "الفولكس فاجن" (السلحفاة) أقصى أحلامنا. ونحن جيلنا أفضل من الذين سبقونا. لقد تقاضيت أجراً عن دور في مسلسلات كاملة بقيمة ألف دولار فقط، مكثت في تصوير دوري فيه لمدة 8 أشهر. كنا نبدّل ثيابنا في المراحيض العامة وفي مداخل الأبنية في فصل الشتاء القارس. وكنا ننام  في أبنية مستشفيات مهجورة قديمة، لأن المنتج لم يحجز لنا في الفندق. وكانت أفضل وسيلة مواصلات هي باصات النقل العام القديمة. وكنا نعمل في ظروف سيئة وبتقنيات متخلّفة جداً وأحياناً نعيد التصوير والتسجيل لأن الأشرطة قديمة وسيئة. ومع ذلك، كنا مبتهجين وسعداء بذلك ونطمح للعمل والنجاح بكدّ سواعدنا. وكانت الكرامة أهم شيء عندنا.

 

ماذا قالت رنا عن زوجها جمال ومحمد؟ وما حقيقة تعرض جمال للسرقة في إيطاليا؟ هذا والمزيد من التفاصيل والصور الحصرية تجدونه في العدد 1481 من «سيدتي» المتوفر في الأسواق.