عقوق شابين عاطلين عن العمل

حالة من الانكسار الداخلي أصابت الحاج (عوف)، الذي لم يعتقد لبرهة أن يقوم فلذات أكباده بالاعتداء عليه وضربه، فقد كان يراهم حتى الأمس القريب عونه وسنده في الأيام المقبلة، لكن توقعاته اصطدمت بحقيقة مرة وصعبة. فها هو اليوم طريح الفراش بعد أن انهال ابناه عليه دون رحمة أو شفاعة، محدثين به إصابات متفرقة، وكسراً في أصابعه... قصة تابعتها «سيدتي نت» في قسم الشرطة، وكواليس المحكمة.

دخل الأب المصدوم على غرفة ابنيه (سلمان 19 سنة)، و(حمود 18سنة) لنهرهما، ومنعهما من أخذ أي شيء من ممتلكاته التي اعتادا أخذها، والتصرف بها دون إذن منه، وفي يوم الواقعة أمهلهما 3 أيام لإعادة ما أخذاه من السيارة، لكنهما أنكرا معرفتهما بما يتكلم عنه، وقاما دون أي اعتبارات أخلاقية بالاعتداء عليه بالضرب، يتابع الأب: «لم أصدق ما تراه عيناي؛ ووجدت نفسي بين وحشين كأنني لست والدهما، ولم أنجبهما، فحاولت الدفاع عن نفسي لكنهما كانا أشد قوة مني، فأصبت بجرح في الفم، وكدمات في شتى أنحاء جسدي، وتورم في العين اليمنى، وكسر في الخنصر اليسرى».

ولم يكن الحاج (عوف) بعد ازدياد الضرب قادراً على معرفة ما الذي استخدماه للاعتداء عليه، فقد كان عاجزاً عن رؤيتهما؛ لأنهما انهالا فوقه، يستدرك الأب المفجوع: «ما آلمني أكثر أن الواقعة حدثت من ولديّ الصغيرين اللذين مازالا يعيشان معي في المنزل».

عالة!
الشابان الصغيران، حسب أقوال الأب، عاطلان عن العمل، ويعتمدان على كل ما لدى والدهما من مدخرات، ويحاولان دوماً سرقة أشياء من المنزل والتصرف بها.

صمت الحاج (عوف) متألماً، ثم نظر إلى الجبيرة التي تلف خنصره اليسرى، وقال: «إنها ليست المرة الأولى التي أتعرض فيها للإهانة والضرب من قبلهما، لكنني بصراحة لم أبلغ سابقاً، واليوم طفح الكيل».
الشابان من زوجة الحاج (عوف) المتوفاة، واستغرب أن يتهماه بشتم أمهما بألفاظ نابية وخادشة للحياء، قائلاً: «كيف أذم في زوجتي التي حملت اسمي، وهي اليوم بين يدي الله، بل إنني أدعو لها بالرحمة، ولهما بالهداية فهما أولاً وأخيراً ابناي، ومن لحمي ودمي».

المحكمة وجهت للشابين العاطلين عن العمل تهمة الاعتداء على سلامة جسم الغير، المعاقب عليها في المواد 339 من قانون العقوبات الاتحادي رقم3 لسنة 1987 وتعديلاته لسنة 2006، وإحالتهما إلى محكمة جنح الأسرة؛ لمعاقبتهما وفقا لمواد الاتهام.

لكن الابن (سلمان) صاحب الـ18 ربيعاً أنكر الاعتداء بالضرب على والده، وزعم أن الأخير هو من دفعه وشقيقه ليقوما بذلك عندما اتهمهما بسرقة ساعة يد عائدة له، تابع (سلمان): «ألح عليّ أن أخرج الساعة لأنها بحوزتي، حاولت أن أقنعه بأنني لم أرها لكنه لم يقتنع، وفي تلك الأثناء خرج أخي من دورة المياه في الغرفة وقال لأبي أقسم بالله إننا لم نسرق منك شيئاً، لكنه لم يصدق وألقى بعلبة الساعة الفارغة التي كانت معه على أخي فقام برد الاعتداء، وأنا ساعدته في ذلك».

منع الطعام
حسب اعتراف (سلمان)، في نهاية المطاف، أنه ضرب والده بدعم من شقيقه؛ حتى نزف دماً من فمه، ومن ثم تركاه، وبعد ذلك فوجئا بأنه قام بإبلاغ الشرطة، وتم جلبهما إلى مركز الشرطة.
أما حمود -الذي يبلغ من العمر 20 عاماً- فقد قال إن والده صفعه على وجهه متهما إياه بسرقة بعض المقتنيات الخاصة به ما أثار غضبه، وجعله يعتدي عليه بالضرب ضارباً عرض الحائط بالتعاليم الدينية، والأعراف، والتقاليد التي تحث كلها على احترام وطاعة الوالدين، لكنه أنكر استخدام سلاح أبيض، وذكر أن الاعتداء على الوالد تم باليدين، واشترك هو وشقيقه وتعاونا على أبيهما الذي تجاوز الخمسين من العمر.

تابع حمود: «نعيش مع أبي وزوجته وإخوتي التسعة الذين هم ثمرة زواج ثانٍ، وبعد وفاة والدتي -قبل ثلاث سنوات- أصبحت الحياة مع العائلة أصعب، فنحن نعيش جميعاً تحت سقف منزل واحد، ووالدي دائماً يتهمنا بالسرقة، وهذه ليست المرة الأولى التي أتهجم عليه بالضرب؛ لأنه ببساطة يقوم بالاعتداء عليّ فأرد له ذلك».

وتحدث عن مشاكل بينه وبين والده، فبعد وفاة والدته منذ ثلاث سنوات قال: «إن والده طرده هو وأخوه من المنزل، وعند حدوث أي مشكلة بسيطة يطردهما، ويمنع عنهما الطعام، ويقطع المصروف».

حمد، ورغم سجله الإجرامي في السرقة، واللواط إلا أنه أنكر سرقة والده، وقال: «إن ذلك اتهام غير صحيح نهائياً منه، وأن ذلك هو السبب وراء الخلاف الذي حدث بينهم وأوصلهم إلى أروقة المحاكم».

المزيد:

أم مفزوعة تسلم ابنها للعدالة

أم تضرب ابنتها بوحشيَّة بسبب وضعها الهاتف داخل المايكروويف

عائلة تشاهد احتضار ابنتها عبر الإنترنت

طفلة تعرضت للضرب لاتصالها بوالدتها!