الأم مدرسة وصخرة عاتية في وجه أي موجة تقذف بعائلتها، ومدينة تُصعّب على الإنسان مغادرتها بصورة روحية، حتى لو هو بعد كيلومترات كثيرة عنها. بالفعل، يصعب قطع الحبل السري بالأم، مهما تمرّد المرء أو كان تفكيره على طرف نقيض من تفكير أمّه، فالعلاقة بها معقدة، وكانت سبباً في تكدس مجلدات في علم النفس. لناحية الفن التشكيلي، كان للأم حضور متكرر، سواء من خلال لوحات الأبناء والبنات في كل العصور، أو من خلال تأثير الأم على تكوين الشخصية الفنية، فالأم مصدر للإلهام وداعمة للفنان(ة)، أو على النقيض من ذلك معارضة للمسير الفني.
في هذا التحقيق، تبحث «سيدتي» عن صورة الأمّ في عيون تشكيليّات عربيات.
أعدت الملف وشاركت فيه | نسرين حمود Nisrine Hammoud
بيروت | ماغي شمّا Maguy Chamma
دبي «سيدتي» - تصوير | عبد الله رمال Abdullah Rammal
الرياض | محمود الديب Mahmoud Aldeep
تصوير | محمد المانع Mohammed Almana
الرباط | سميرة مغداد Samira Maghdad
في مطالعة لعلاقة الفنانين العالميين بأمّهاتهم، سواء الداعمات أو غير الراضيات عن مسير الأبناء، نقرأ أن روابط متوترة جمعت فينسنت فان جوخ (1890-1853) بأمه، هاوية الرسم؛ أُرسل فان جوخ إلى مدارس داخلية في سن الحادية عشرة؛ ما تسبب بشعوره بالنفي طوال حياته. إلى ذلك، شعر فان جوخ بمزيد من الابتعاد عن العائلة بعد أن فشل في خياراته المهنية الأولى. عندما قرر أن يسير في درب الفن، اقترحت عليه عائلته امتهان مهن مربحة؛ ما أدى إلى توسيع الانقسام بين فينسنت وعائلته. كتب الفنان إلى شقيقه ثيو: «لا يمكنني الاستقرار في نظام الأب والأم؛ إنه خانق للغاية وسيخنقني». بالاتكاء على صورة فوتوغرافية بالأسود والأبيض، رسم فان جوخ صورة مفعمة بالألوان لأمّه آنا كاربنتوس فان جوخ، بعد ثلاثة أعوام من رؤيتها آخر مرة.
«ورثت قدرتها من أمها»
لناحية الأميركية ماري ستيفنسون كاسات (1926-1844)، التي عاشت معظم حياتها الراشدة في فرنسا، هي رسمت الأمومة، في لوحات عدة. والدة التشكيلية، كاثرين كيلسو جونستون، متحدرة من عائلة مصرفية ومتعلمة وقارئة، وكان لها تأثير عميق في ابنتها. عن ذلك، كتبت لويزين هافيميير، صديقة كاسات، في مذكراتها: «أي شخص كان له امتياز معرفة والدة ماري كاسات سيعرف على الفور أنها ورثت قدرتها من الأم».
كنية بيكاسو
في إحدى الحقائق عن بابلو بيكاسو (1973-1881)، يرد أن رائد الحركة التكعيبية كان يوقع لوحاته بـ«ب. رويز»، عائلة أبيه. لكن في العشرين من العمر، هو قرر استخدام لقب أمه ماريا بيكاسو لوبيز، من أجل التميز عن والده، معلمه الأول. رسم بيكاسو أفراد عائلته، مراراً، بما في ذلك أمّه.
«السيدة وارهول»
بعد تخرج فنّان البوب الشهير آندي وارهول (1987-1928)، بثلاثة أعوام، عاش مع والدته جوليا وارهول التي كانت ترسم وتطرّز، في شقة في نيويورك، صحبة 25 قطة. وهما تعاونا في مشاريع آندي الفنية؛ إذ ساهمت جوليا في رسومات ابنها.
غذّت الأم شغف ابنها آندي الفني، منذ نعومة أظفاره؛ خصوصاً عندما كان طريح الفراش، طفلاً، نتيجة الإصابة بمرض في الكبد تسبب في تشنج أطرافه، وهي علمته الرسم. عام 1966، أنتج الفنان ذائع الصيت فيلماً مدته 66 دقيقة بعنوان «السيدة وارهول»، من بطولة والدته. بعد عامين من وفاة الأخيرة، رسمها بضربات مرسومة بالأصابع، كما كان يفعل خلال طفولته. على الرغم من حياة وارهول الصاخبة، هو اتبع رغبة والدته في حضور القدّاس كل أحد.
تابعي المزيد: أجمل الخواطر للأم في يوم الأم
«دعوات الأم تخفّف عنا عبء الحياة»
غدير حافظ: لولا أمي ودعمها لما كنت وصلت إلى الشهرة التي حققتها
في تتبع لصورة الأم في عيون تشكيليات عربيات، قابلت «سيدتي» السعودية غدير حافظ، التي تعدّ الفن التشكيلي البوابة الأولى لها للتنفيس عن ضغوط الحياة والمشكلات والتحديات التي تواجهها. فالخط واللون، بحسب غدير يخفّفان عنها ضغوطاً كثيرة. تقول: «من خلال اللوحات والإبداعات تستطيع التشكيلية التعبير عن آلامها التي لا تستطيع البوح بها لأحدٍ، فهي التي تحمل معاناة الأبناء، بينما يستطيع الفن وحده حمل معاناتها، وفهم تفاصيلها بوصفها أماً وامرأةً عاملةً وزوجةً».
وعن موقف أم الفنانة من مسيرها الفني، تلفت إلى أن أمها، في الماضي، كانت تبدي رأيها في رسومها على الدوام، وأن أمها لا تزال تعلّق أعمالها في المنزل العائلي، وتحديداً في صالون استقبال الضيوف والغرف، وكانت تشجعها عند تنظيم المعارض الفنية، وتبشّرها بنجاح الأخيرة قبل إقامتها. تقول غدير عن أمّها: «الفضل لله أولاً، ثم لدعائها الدائم لي وثقتها بموهبتي في مواصلة نجاحي. لولا أمي ودعمها لما كنت وصلت إلى المكانة التي وصلت إليها أو الشهرة التي حققتها». تصف التشكيلية أمّها، بـ«نبع الحنان» و«مصدر الأمان» و«الملجأ الأول في الصغر والكبر أيضاً». وتثير التشكيلية نقطة مفادها أن «البعض يعتقد أنه عندما يكبر، يستطيع الاعتماد على نفسه، لينتهي بذلك دور أمه في تربيته والاهتمام به، كما كان عليه الحال في صغره بتلبية حاجاته، وهذه نظرة خاطئة؛ لأن دور الأم لا يقتصر على الاعتناء بابنها في الصغر، فحاجتنا إليها تكبر كلما تقدمنا في العمر».
وتضيف: «عندما نكبر، تزداد مسؤوليات الحياة على كاهلنا؛ صحيح أننا نستطيع الاعتناء بأنفسنا، لكن تتضاعف حاجتنا لدعواتٍ نسمعها من أمهاتنا تخفّف عنا عبء الحياة، وحيناً ننتظر منهن نظرة رضا، وفي حين آخر نتعطش لابتسامتهن، ربما لأننا نعاني من جفاف الحياة وقسوتها، لذا تصبح أقل الكلمات التي نسمعها من أمهاتنا زادنا في مواجهة هذه التحديات». وتزيد: «كلما واجهنا قسوة الدنيا، كثر بحثنا عن أي فرصةٍ للارتماء في أحضان أمهاتنا، ولو لثوانٍ معدودة، نعانقهن حتى نشعر بأننا في أمانٍ، وأن هناك من يغمرنا برحمته وحبه».
«الأم هي الأمان والحنان والاستقرار، تقوّي العلاقات بين الإخوة والأخوات، وتحمينا من صدمات الحياة، لذا وجودها ليس وجوداً لتلبية الرغبات والحاجات فحسب، فالدعم المعنوي والنفسي الذي تقدمه أكبر بكثيرٍ مما نتخيَّل، فحفظ الله أمي، وأثابها الجنة وكل أمهات المسلمين»، تختم التشكيلية الحديث إلى «سيدتي».
الفنّ لا يطعم خبزاً
ماغدة ملكون: أعتقد أن أناقة أمي واهتمامها بالتفاصيل كانا بمنزلة منبه بصري للفن
من جانب ماغدة ملكون، تشكيلية لبنانية مقيمة في دبي، فإن الرسم والفن رافقاها منذ الصغر، فهي كانت تقضي فترة الاستراحة في ملعب المدرسة بالرسم، وليس في اللعب مع الأقران. لذا، لم يستغرب أحد من معارفها عندما بدأت مسيرها الفني، بل بادروها بالقول: «أخيراً».
قبل أن تسلك ماغدة مسير الفنّ، درست التسويق التجاري تحت إصرار الأمّ التي تنتمي إلى جيل طالما ردد أن الفنّ لا يطعم خبزاً. كثيرة كانت النقاشات بين الأمّ والابنة، في هذا الصدد، إلى أن اقتنعت الأخيرة، من دون أن يغادرها الشغف الفني والإصرار على الغوص في درب التشكيل». تقول لـ«سيدتي»: «كنت أسجّل في صفوف الصيف بالجامعة لاستعجال إنهاء الدراسة الأكاديمية، كما خضت تجارب في العمل الجزئي باختصاصي خلال هذه الفترة لاكتساب الخبرة. لكن، لم تطفئ دراستي الأكاديمية شعلة الفن في داخلي. كنت أشعر بأن ثمة ما ينقص في حياتي، لذا أمسى إصراري يكبر». وتضيف: «منذ أعوام الدراسة في المدرسة، ثم في الجامعة، وبعدها في العمل في مجال التسويق ببيروت ودبي، ظللت حريصة على تطوير مهاراتي الفنية من خلال الالتحاق بدورات في الرسم الزيتي والأكريليك و«الميكسد ميديا» الذي أصبح راهناً الأسلوب الذي أعبر عن ذاتي بحسبه، بعد التجريب في الرسم الزيتي والأكريليك، كما إعداد المجسمات النحتية بوساطة الطين».
عن العلاقة بالأم، تقول الفنانة إنها «جيدة ومشجعة اليوم بعد أن حقّقت نجاحات في الفن»، وتلفت إلى أن أمها أنيقة للغاية وكثيرة الانتباه إلى تفاصيل المنزل العائلي، الذي كان مرتباً على الدوام ومؤثثاً بأثاث جميل ومتناسق الألوان، معتقدة أن ذلك كان بمنزلة منبه بصري للفن.
لم ترسم التشكيلية اللبنانية «بورتريه» لأمها، بل هي تركز في أعمالها على المرأة ونضالها ومدينة بيروت بكل ما تجسده من مرونة وتجدد وصعوبة واستبداد وحلم وطموح. تقول الفنانة: «في هذه الصفات شيء من أمي وشخصيتها وتضحيتها أيام الحرب والسلم، وإخفاء الخوف عنا، وعدم التقصير معنا، والقوة والمثابرة والتضحية».
تابعي المزيد: تقاليد الاحتفال بيوم الأم على مستوى العالم
ماكينة الخياطة
من المغرب، تتحدث صابرين لحرش، التشكيلية الشابة، خريجة مدرسة الفنون الجميلة المعروفة بتطوان شمالي المغرب عام 2018، عن الشغف بالفن التشكيلي الذي طالما غلب عليها، فتقول لـ«سيدتي»: «إن الرسم والفن التشكيلي رافقاني منذ الصغر، فقد اخترت منذ حداثة سني أن أكون فنانة؛ لأن الفن هو العالم الذي يريحني وأستطيع أن أكون سعيدة فيه، حتى لو عملت لليال طوال».
كان والد صابرين يشجعها كثيراً على تنمية موهبتها التي كانت واضحة للجميع منذ الطفولة، لكن مصدر الإلهام الأساس الذي يميز أعمال الفنانة هي أمها. تستحضر التشكيلية حياة أمها وكفاحها اليومي من أجل لقمة العيش وصون كرامة أبنائها الستة في رسومها، لا سيما أدوات عمل الأم التي اضطرت إلى العمل وإعالة الأسرة بعد مرض الوالد وعجزه عن الشغل. فقد استثمرت الأم في موهبتها بالخياطة، وأسّست مشروعها داخل البيت، وبفضل نضالها استطاعت أن تنقذ عائلتها. تعلّق الفنانة، قائلة: «عشت على صوت محرّك ماكينة الخياطة سنغر المعروفة (تلفظ سنجير في صفوف العامة)، وآلة أخرى لحياكة الصوف طيلة اليوم. كان بيتنا يعج بالناس والأقمشة والألوان، كأن المكان معمل صغير لا يتوقف! كل ذلك كان يمثّل نوعاً من المقاومة الحثيثة من والدتي، لتعيلنا وتساعد والدي على تجاوز محنة المرض، لكن المرض كان خبيثاً وتمكّن منه ورحل في سن مبكرة».
تضيف: «هذه الحياة الزاخرة بالمشاعر والمواقف بصمتني. مع الوعي بوجودي أكثر، اكتشفت كم كانت تلك الماكينة مهمة للعائلة. في هذا الإطار، أتذكر أنه إذا حصل عطل للماكينة، يسود صمت غريب في البيت، وتتردد لغة حزينة من أمي التي كانت الماكينة مصدر انعتاقها ووسيلتها الأساسية للعيش».
تصف التشكيلية أمها، قائلة إن الأخيرة «امرأة عظيمة رفعت التحدي عالياً من أجل أبنائها». وتضيف: «لم تمنعني أمّي من متابعة شغفي بالفن، فقد استمرت في تشجيع موهبتي كما فعل والدي دائماً، كما لم تستسلم لكلام الأقارب الرامي إلى أن طريق الفن غير مضمون مادياً، فلم تكن والدتي على الرغم من الضيق وصعوبة الظروف طماعة تنتظر من أبنائها أن يردوا جميلها، بل على النقيض من ذلك، هي ساندتني لأصقل موهبتي، وأمضي في المسار الذي اخترته لنفسي؛ لأخلص لشغفي الكبير بالفن والرسم».
توقع التشكيلية لوحاتها وأعمالها الفنية مهما كانت واسطتها برسم لماكينة الخياطة، وتوضّح أنها تعمل على الذاكرة الذاتية التي تصب أيضاً في الذاكرة الجماعية لكل من عاش مع كفاح أم خياطة جعلت بفضل هذه الآلة حياة أسرتها كريمة وممكنة. تقول لأمها في مناسبة 21 مارس: «أحبك»، متمنية أن تكون أمها دائمة الفخر بها والرضا عنها».
وسيلة فعالة للتعبير عن الذات
بحسب جويل زعيتر ناصر الدين، اختصاصية في علم النفس، في لقاء مع «سيدتي»، فإن «الفن التشكيلي، بألوانه وأشكاله وخطوطه، وسيلة فعالة للتعبير عن الذات، وترجمة المشاعر والأفكار التي يصعب شرحها بوساطة الكلمات المنطوقة»، مضيفة أن «الرسم يحدد الهوية الفردية ويعزز الثقة بالنفس، كما يساعد على تحسين المزاج والتخفيف من التوتر والقلق».
إلى ذلك، تعلّق الاختصاصية أهمية على الرسم في تحقيق التواصل والتفاعل الاجتماعيين؛ إذ يستطيع الفنان من خلال الريشة والألوان التعبير عن رؤيته الخاصة وثقافته وتجاربه في الحياة.
بالإضافة إلى تأثير الأم على خيارات الابن(ة) الفنية، لا يمكن الإغفال عن دور كل من المدرسة والأصدقاء والبيئة العامة والتجارب الشخصية الأخرى في تكوين الشخصية الفنية.
عن عواقب طباع الأم المباشرة وغير المباشرة، في الأبناء والبنات، تقول الاختصاصية: «قد تكون الأم مصدر إلهام ودعم لابنتها التشكيلية، على الصعيدين المعنوي والمادي، وحاثة على التعمق في المجال، علماً أن الأم الداعمة تساعد الأبناء في العموم، وليس الفنانين منهم حصراً، على التعامل مع الأزمات، وتشجعهم على تحقيق أهدافهم، والتعبير عن أنفسهم بشكل صحيح». وتثير الاختصاصية إيجابيات إضافية لحالة الأم الداعمة، مثل: تطوير مهارات التفكير الإيجابي لدى الأولاد، وتعزيز ثقاتهم بأنفسهم ومساعدتهم في بناء شخصيات قوية.
من جهة ثانية، دور الأم غير المسيطرة على المشكلات في المنزل سلبي على صحة الطفل النفسية والعاطفية، فقد يجد الطفل نفسه في حالة من الضيق النفسي والاكتئاب؛ الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن طرق للتعبير عن ذاته، مثل اللجوء إلى الفن والرسم.
من الجوانب الأخرى التي يمكن الإشارة إليها في هذا الصدد، الروابط القوية بين الأم والابنة؛ عندما تجد الأخيرة في الرسم طريقة للتعبير، هي قد تخلّد مشاعرها تجاه والدتها بالريشة. إلى ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن تكون الأم مصدر الإلهام للأولاد والبنات، الإلهام الذي يدفع إلى الوقوف خلف «الكانفاس». وعن النظرة الدونية للفن ووضعه في موضع النشاط الترفيهي، توضّح الاختصاصية أن «هذا الاعتبار الذي يقتنع به بعض الأهل، بما في ذلك الأمهات، يحول دون تطور الشخصية الفنية والإبداعية للطفل(ة)، خصوصاً مع التركيز على الجانب المادي للحياة حصراً». في المقابل، يمكن أن يؤدي التشجيع وتنمية الموهبة الفنية إلى تحسين الاستقلالية المالية للابن(ة)؛ إذ يمكن للفن أن يكون مصدراً للدخل. بشكل عام، يجب تشجيع الأمهات على دعم مواهب أولادهن في كل المجالات، بما في ذلك الفن، وإدراك الفرص الوظيفية المختلفة المتاحة في مجالات الفنون، سواء كان هدفها التعبير الشخصي، أو تحقيق أهداف مهنية في المستقبل، مع ضرورة التركيز على الجانب الإبداعي للشخصية، وليس على الجانب المادي حصراً. أضيفي إلى ذلك، النظرة الدونية للفن تُشعر الطفل(ة) بالحرج أو الخجل من اختيار الفن مهنة في المستقبل؛ الأمر الذي يقلل الثقة في النفس، ويعدم القدرة على تحقيق الأهداف المهنية المرغوبة.
تابعي المزيد: ماذا قال الشعراء عن الأم؟