الجميع يحب لعبة باربي؛ لأنها شقراء، جميلة، طويلة القامة، ذكية، لطيفة، موهوبة، وغيرها من الصفات الجميلة، التي قد ترتبط بالفتاة المثالية في نظر البعض، وقد أكدت شعبيتها الكبيرة في تأثيرها على الأطفال، وخاصة الفتيات مع مرور الزمن، ولكن أشهر الانتقادات التي وجهت إليها هو أنها تروّج لفكرة غير واقعية عن صورة جسد امرأة في مقتبل العمر، ما يؤدي إلى ظهور احتمالية إصابة الفتيات اللاتي سيحاولن تقليدها بمرض فقدان الشهية، ولكن ماذا لو أصبحت هناك بالفعل «باربي بشرية»، ودمية ثانية وثالثة حقيقية، أو حتى رجل دمية؟! هذا ما سنراه في السطور الآتية.
باربي البشرية
أثارت فاليريا Valeria Lukyanov أو «باربي البشرية» (28 عاماً)، من أوديسا في أوكرانيا، الجدل؛ بمظهرها الغريب، وقد اشتهرت في عام 2012، بعد أن أثار «يوتيوب» لها ضجة كبيرة في جميع أنحاء العالم، مع تساؤل العديد عن كمّ العمليات الجراحية التي خضعت لها، ومع ذلك تدّعي فاليريا أنها قامت بتكبير للصدر فقط، وأن مظهرها هو نتيجة اتباعها نظاماً غذائياً يعتمد على عصير الجزر والبطيخ والتوت فقط، إضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية.
ولكن صور فاليريا، التي نشرتها مجلة GQ، تظهر غرابة إطلالة الفتاة الشقراء، فقد سافرت محررة المجلة إلى أوكرانيا لمقابلة نجمة «يوتيوب»، التي شرعت بالتكلم عن حاجتها لضبط مظهرها، وشاركت أفكارها الغريبة عن الحياة الأسرية.
ومن ضمن ما قالته للمجلة: «إن رغبة الجميع بجسد نحيل وخضوع الكل لتكبير الصدر وإصلاح الوجوه ليس بأمر مثالي، الجميع يسعى نحو المعيار الذهبي، وقد بات الأمر عالمياً الآن»، غافلة عن التعديلات الكبرى التي قامت بها لجسدها.
إنفلونزا باربي!
ما لم يكن في الحسبان هو ظهور منافسة لفاليريا، وهي دمية بشرية أخرى ظهرت مؤخراً، تُدعى Alina Kovalevskaya ألينا (21 عاماً)، سبق أن كانت صديقة لـفاليريا، وهي أيضاً من أوديسا في أوكرانيا، ولكن العلاقة توترت بين الاثنتين مؤخراً، وتبحث العارضة المنافسة عن شريك مميز، وقد جذبت تسجيلاتها على يوتيوب مئات الآلاف من ردود الأفعال، ولديها أيضاً أتباع مخلصون على الشبكة الاجتماعية الروسية VK، وكثيراً ما يطلب منها تواقيع، كما تنال تصريحات حب، وحتى عروض زواج.
إذن على الباربي البشرية فاليريا أن تعيد النظر؛ فقد تكون الأخت الصغيرة على وشك سرقة لقبها!
ومن الغريب أن مدينة «أوديسا» قد أصبحت موقعاً لمقلدات باربي، مع وجود عدة فتيات أخريات إلى جانب Alina وValeria ممن تحاولن تحقيق إطلالة اللعبة الشهيرة باربي، وقد أصبح السكان المحليون يشيرون إلى هذا الهاجس باسم «إنفلونزا باربي»!
مخلوق فضائي عنصري
يعرف عن فاليريا أن لها إطلالة فريدة من نوعها، فمحيط خصرها 18 إنشاً، ولكن لها وجهات نظر مثيرة للجدل حول العرق، ما أدى إلى وصفها «بالمخلوق الفضائي العنصري».
ففي مقابلة لها مع مجلة GQ، زعمت أن الزواج المختلط بين الأعراق يجعل الجنس البشري أقبح، ويسبب زيادة في اللجوء إلى الجراحة التجميلية، وأثار كلامها ردود أفعال عنيفة؛ إذ أدلت ببعض التعليقات المثيرة للجدل، وقالت: «إن الأعراق تختلط الآن، لذلك هناك انحطاط، ولم يكن الأمر سابقاً هكذا!».
أما النسخة الأصغر ألينا، والتي تدرس علم النفس والخدمة الاجتماعية في جامعة أوديسا، فهي حتى الآن أقل إثارة للجدل.
صديق باربي البشري
عندما سافرت فاليريا إلى الولايات المتحدة والتقت (صديق باربي) البشري «جوستين جيدليكا»، الشاب الأميركي، الذي قام بإجراء 90 عملية تجميل؛ ليصبح مشابهاً لدميته المفضلة «كين»، والذي قدمه مصنعو ألعاب الدمى على أنه صديق باربي، ظنت أن الأمر سيكون مختلفاً، ولكن فاليريا فوجئت برد فعل الأخير، والغريب أن الاثنين لم يتفقا، وبدلاً من أن يصبحا صديقين، نشب الخلاف بينهما.
فتاة الأنمي الحقيقية
أما الأوكرانية أنستازيا شابغينا، والتي تلقب بـ(فتاة الأنمي الحقيقية)، فقد اختارت شخصية أنمي الكرتونية اليابانية وبصورة تثير الاستغراب تحولت إليها بالفعل، وتمضي أنستازيا ساعة كاملة كل يوم في تكحيل عينيها؛ لتبدو بهذا الشكل الجميل والساحر، وتقول إنها لم تخضع لأي عملية تجميلية، لكنها تسعى لفعل ذلك، وعلى العموم فإن شكلها الغريب جذب الكثير من الشباب والمراهقين، ولديها آلاف المعجبين والمعجبات على صفحتها على الفيس بوك.
وهناك دمية بشرية أخرى اتخذت شكل «فتاة الأنمي»، وهي الصينية وانغ جيا يون، فهذه الطالبة ذات السبعة عشر ربيعاً نالت شهرة واسعة في الصين وكوريا الجنوبية؛ بعد أن نشرت صورها على مدونتها عام 2012، إلى درجة أن الشركة المستضيفة للمدونة قامت بإغلاقها؛ نتيجة عدد الزوار الهائل، لكن وانغ لا تزال تتواصل مع معجبيها على صفحتها بالفيس بوك.
الأمثلة عن الدُمى البشرية كثيرة، ولكن المخيف بالأمر أن البعض لا يكتفي بتقليد المظهر فقط، فهناك من ترغب أن تكون مثل الدمية تماماً بلا عقل، أما فاليريا فترغب في أن تتحول إلى دمية حقيقية ولا تتناول الطعام، بل عليها الاكتفاء بالتغذية عن طريق الهواء والشمس!
ظاهرة "الدُمى البشرية".. وخطورة فقدان العقل!
- أخبار
- سيدتي - كندة صبيح
- 11 يونيو 2015