الطقاقات يتمسكن بـ "التكنولوجيا" في إحياء الأفراح

شهدت انطلاقة الأجهزة الرقمية المعدة للعزف والموسيقى العديد من البدايات المتعثرة وغير الموفقة في بعض دول الخليج عامة والسعودية خاصة، نتيجة تمسك أصحاب المناسبات بالطراز التقليدي للحفلات أو المناسبات، التي لم تلتحق بركب التقدم التكنولوجي لكن رياح الثورة الإلكترونية تستعد كي تعصف بها مع ظهور جيل من الشباب المتحمس بابتكارات متنوعة وجديدة تلفت الانتباه.

ويعزى الفضل في التغير الإيجابي بحسب عهود الجابري رئيسة الفرقة الغنائية بالرياض، إلى رغبة بعض العرائس أو قريباتها بإحداث تغيير وتميز بحفل الزفاف، إضافة إلى أن مستوى الوعي والثقافة لدي فئة الشباب جعلهم يقبلون على كل شيء جديد بمرونة ويسر.
ولا تخفي عهود الجابري، في تصريح خاص لـ سيدتي نت، البداية المتعثرة لإثبات وجود آلات إلكترونية التي قوبلت بالرفض من قبل أصحاب الحفلات على الرغم من كونها تؤدي الغرض نفسه، وأرجعت ذلك لكون مثل هذه التكنولوجيا جديدة ويعدّون استخدامها مجازفة بقولها: إن السيدات تعودن على مشاهدتي بالأجهزة ومكبرات الصوت الضخمة والكبيرة الحجم وفجأة يرون معدات صغيرة جداً، إضافة إلى التقليد والتبعية لأعراف المجتمع فغالبية السيدات في الخليج يتباهين بالكثرة والتعدد، حتى أن بعضهن يغضبن عند انقسام الفرقة في حالة وجود أكثر من زواج في الليلة نفسها على الرغم من أن الفرقة تؤدي الغرض والنوع من الخدمة ذاتهما.
وقالت عهود الجابري إن ما يميز الأجهزة الإلكترونية أنها توفر لمستخدميها خيارات متنوعة وإبداعات متميزة وكذلك تقتصد التكاليف التي تدفع (لطقاقات الدفوف) حيث تحصل الواحدة منهن نحو 800 - 1000 ريال سعودي، وكذلك مهندس الصوت والعزف يحصل كل منهما على ما لا يقل عن 1400 ريال في الحفلة الواحدة ، وحول الأسعار أجابت إن الأسعار تختلف على حسب المنطقة ونوع الطلب وترتفع عند طلب (الروق) وتتراوح مابين 25 ألف إلى 30 ألف ريال.

وتخالفها الرأي أم وليد الراشدي، رئيسة فرقة ترانيم بالدمام، التي تعمل في هذا المجال منذ ما يزيد على 18 سنة، فهي ما زالت تستخدم الأجهزة والمعدات التقليدية الضخمة والكبيرة الحجم، باعتبارها أداة تسويقية لنا من جهة، وتمثل إحدى أهم شروط أصحاب المناسبة من جهة أخرى، وأفصحت أن هذين الأمرين جعلها تعيد النظر أكثر من مرة في مواكبة التكنولوجيا في حفلات الأعراس التي لا تلقى بالاً عند شريحة كبيرة من المجتمع الشرقي.

وتعتقد نورا العطاس، معلمة في إحدى مدارس الشرقية، أن الجهد الجسدي الكبير الذي تبذله الطقاقات جعلهن يقتنعن بهذا التوجه، إضافة إلى اختصار الوقت والمال. وبالنسبة إليها فهي لا تلتفت إلى نوع الأجهزة التي تستخدمها الطقاقات في الغناء بقدر ما يهمها إنجاح الحفل بقولها: لقد زوجت أبنائي الثلاثة بوسائل وأجهزة مختلفة، وما يهم هو تحقيق التوافق والمصلحة بين الطرفين، وبالنسبة لي ما يهمني هو إنجاح الحفل بغض النظر عما يستخدم.