الدول العربية تستقبل «هدى وزينة» والنساء يتساءلن: لماذا نحن؟

7 صور

يأتي فصل الشتاء محملاً بالرياح وأجواء البرودة القارصة، التي تصاحبها العواصف الفجائية على جميع مناطق العالم، وعلى الرغم من الأضرار التي تأتي مصاحبة للعواصف البردية الشديدة التي تجتاح معظم البلدان العربية في الوقت الحالي، إلا أنها أتت كذلك محملة بتساؤلات طريفة من قبل الكثيرين عن تسمية بعض العواصف بأسماء النساء، فنجد السلطات اللبنانية تسمي إحدى العواصف الشديدة التي تواجهها خلال فترة الشتاء الحالية باسم «العاصفة زينة»، كما سميت العاصفة الثلجية التي تضرب الأردن باسم «عاصفة هدى».
 

كيف بدأت التسمية؟
عملت الأرصاد الجوية العربية منذ العام الماضي على قرار موحد، وهو تعريب أسماء العواصف الشتوية التي تهب على البلدان العربية؛ لجعل مسميات كل عاصفة ثلجية تهب على الوطن العربي تحمل معاني وهوية عربية وليس أجنبية، كما كانت سابقاً تسمى بعض الأعاصير والعواصف بأسماء أجنبية ليس لها أي مدلول يمت للعالم العربي بأي صلة، وإطلاق الأسماء على العواصف الشتوية يهدف إلى تفادي الخلط بينها وبين غيرها، خاصة العواصف التي تضرب مناطق وبلداناً متقاربة أو المناطق التي تجتاحها العواصف بصورة مستمرة، كذلك كي يسهل القيام بالتحذيرات والتنبيهات من قدوم العاصفة وأضرارها، حيث سيحمل الاسم ما تتضمنه من شدة وقوة حذر منها المسؤولون في هيئة الأرصاد؛ ليتم اتخاذ الحيطة والحذر.

 

تسمية العواصف بأسماء نسائية
اتفق العديد من الراصدين الجويين على إطلاق الأسماء العربية على بعض العواصف التي تجتاح البلاد حالياً، فتم إطلاق اسم «هدى» و«زينة»، اللتين تضربان بلاد الشام في الوقت الحالي.
وعقب مسؤولو الأرصاد على سبب تسمية العاصفة باسم «هدى» بأنه يحمل معنى الخير والإرشاد والصلاح؛ ليكون تفاؤلاً منهم بأن تكون هذه العاصفة عاصفة خير، تبشر بموسم مطري وزراعي.
كما ذكرت بعض مواقع الطقس أن أصل التسمية يعود لذكر كلمة «هدى» في القرآن الكريم في قولة تعالى: «مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ».
وعن تسمية العاصفة باسم «زينة» ذكر مسؤولو الأرصاد أن مسمياتهم أتت في البداية؛ لكي يبتعدوا عن تسمية العواصف العربية بالأسماء الأجنبية، وتفاؤلاً بالأسماء التي تحمل خيراً قريباً سيحل على البلاد.
وعلق مسؤولو أرصاد آخرون على تسمية العواصف بأسماء النساء ربما لتلطيف آثار العاصفة؛ كونها تحمل اسم أنثى.

واقع الأسماء على الجمهور
على الرغم من الخطر الذي تحذر منه هيئة الأرصاد لما ستحمله «هدى» و«زينة» من أضرار بالغة؛ بسبب انخفاضاتهما الجوية وموجة البرودة الشديدة التي ستصاحبهما، إلا أنه وفور إطلاق أسماء العواصف؛ بهدف التوعية والتحذير من قبل هيئة الأرصاد الجوية، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات الإنترنت بموجة تساؤلات وسخرية مصحوبة بتعليقات طريفة؛ بسبب تسمية العواصف بأسماء أنثوية، حيث عقب المتداولون على مواقع التواصل الاجتماعي بهاشتاق حمل اسم «#هدى»، متسائلين على سبيل المزاح عن سبب قدوم العاصفة الثلجية بتلك البرودة والمخاطر التي تهدد أجواءهم مغردين: «كيف أحوال هدى الآن؟» لتهب التعليقات الطريفة، حيث طالبت إحدى المغردات جميع الفتيات اللواتي يحملن اسم «هدى» باستبدال أسمائهن قائلة: «نصيحة كل بنت اسمها #هدى تغيره هالفترة لأنه راح يكون إلها نصيب بدعاوي الشعب الأردني».
فيما علق أحد المغردين قائلاً: «إن تسمية هدى جاءت بسبب مذيعة أرصاد جوية قررت أن تسمي العاصفة باسم حماتها». بينما علق آخر على التسمية قائلاً: «كل مصيبة لابد أن تجد وراءها أنثى حتى العاصفة الثلجية القادمة مسمينها #هدى».
أما عن تسمية العاصفة «زينة» بذلك الاسم، فقد كتب أحد المغردين: «ها المرة طلّت العاصفة وقالوا اسمها #زينة المرة الجاية نسميها «أم العيون الكحيلة».

لماذا نحن؟
لم تسلم هيئة الأرصاد والمسؤولون من السؤال المتكرر من قبل الفتيات، والذي طرح على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، حيث تساءلت معظم الفتيات: «لماذا نحن من سميت الأسماء بأسمائنا؟ ولماذا تسمى العواصف بأسماء النساء تحديداً؟
ومن بين التساؤلات: «ليش كل العواصف بأسماء بنات.. الشغلة مقصودة على فكرة»، وتساؤل آخر: «سؤال بريء ليش كل العواصف بأسماء بنات؟».
وأتت التعليقات متضاربة ما بين الجنسين، حيث جاء رد الذكور كالتالي: «إن المسؤولين بالأرصاد تعمدوا تسميتها بذلك الاسم؛ لكي يحذروا جميع الرجال من شر النساء وما بداخلهن من قنابل موقوتة»، كما أجاب آخرون بأنها عاصفة وثقيلة دم ومدمرة، فهي تناسب فئة النساء اللواتي يتصفن بذلك، كما أن المرأة عند غضبها تثور ثائرتها التي لا تتوقف، ولا يتوقع أحد عواقبها.
أما النساء فكان تعقيبهن على ذلك أن المرأة كائن لطيف، فهي تتمنى أن تكون العاصفة رحيمة ورقيقة مثلها، ونظراً لكون كلمة عاصفة أنثى فلا يصح أن تلقب باسم الرجال، حيث قالت إحدى المعلقات: «تخيلوا لو أن اسم العاصفة جعفر كيف سيكون الحال وقتها».
فيما رأت أخريات أنها لفتة لطيفة وأن تسميتها بأسماء النساء؛ لكي ينتظرها الجميع بمحبة دون تخوف ورهبة منها، ولأنها إن سميت بأسماء رجال فبالتأكيد ستنقلب العاصفة إلى نكد وهم وفقاً لصفات الرجال.

تاريخ تسمية العواصف
من الجدير بالذكر أن تاريخ تسمية العواصف يعود إلى عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج (1852 – 1922)، حيث أطلق على الأعاصير أسماء البرلمانيين، الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية، ويقال إنه في بعض الأحيان كان يطلق على الأعاصير أسماء النساء اللواتي يكرههن، فيما ذكر آخرون أن سبب التسمية بذلك منذ القدم بسبب التوافق بين الأعاصير والنساء، فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها وصاحبة مزاج متقلب وذات بطش عندما تكره وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال الإعصار، كما جاء رأي آخر ليقول: «إن تسمية الأعاصير بأسماء النساء كانت بدافع الأمل بأن تكون أعاصير المستقبل ناعمة ولطيفة وغير مخربة كحال النساء».
وخلال الحرب العالمية الثانية طوّرت القوات المسلحة الأميركية تسمية الأعاصير، فأطلق خبراء الأرصاد الجوية العسكرية على الأعاصير أسماء زوجاتهم أو صديقاتهم، وبعد الحرب العالمية الثانية أعدت الأرصاد الجوية الأميركية قائمة أبجدية بأسماء الإناث، ارتكزت على فكرة رئيسية هي استخدام أسماء قصيرة وبسيطة وسهلة التذكر.