حياة العمري أستاذة جامعية في الثالثة والثلاثين من العمر، متخصصة في الكيمياء الصناعية، وحاصلة على الدكتوراه في الكيمياء التطبيقية.
باحثة ومخترعة، فازت بالعديد من الميداليات في فرنسا، وتم منحها أخيراً لقب رئيسة شرفية للفدرالية الفرنسية للمخترعين؛ لتكون بذلك أول عربية وأفريقية تحظى بهذا اللقب.
ميداليات وجوائز
حصلت د. العمري على العديد من الجوائز والميداليات، في مسابقات دوليّة، منها الميداليتان الذهبيّتان في الأولمبياد العالميّة للمخترعين سنة 2013، الذي انتظم بتونس، وشارك فيه أكثر من 100 مخترع من 10 دول، كما حصلت أيضاً خلال شهر آذار(مارس) على الميداليّة الذهبيّة لنفس المسابقة في نسخة 2014 بفرنسا، كما حصلت أيضاً علي الميدالية الذهبيّة للصالون الدولي للابتكار والمبدعين بفرنسا، وهي أوّل مرة منذ 90 سنة يحصل فيها عربيّ أو إفريقي على مثل هذا الجائزة، تقول حياة: «إن تونس تعجّ بالفتيات المتفوقات؛ حتىّ على الشبّان الذكور في كل المواد العلمية».
دور العائلة:
للعائلة أهمية كبرى في حياة العمري، فحين كرّمها رئيس الدولة في قصر الجمهورية بقرطاج طلبت المخترعة، وقبل انتخابها نائبة في البرلمان، أن يرافقها كل من أمها وأبيها، وهو ما حصل، وقالت لـ«سيدتي»: عائلتي ضحت بوقتها ومالها؛ لتوفر لي الظروف الملائمة لمواصلة دراستي، رغم أنها ليست عائلة ثريّة، ولكنّها كانت تؤمن بقيمة العلم».
أهم اختراع
تصف العمري الباحث والمخترع بأنه شخص ذو عزيمة صلبة وإصرار كبير، لا يستسلم، ولا يصاب باليأس، وعلى استعداد دائم لتكرار المحاولة، كما حدث معها عندما قدمت أعظم اختراع لديها، عبر اكتشاف طريقة لتثمين التراب، فلإزالة مادة الحامض الفسفوري تستورد تونس مادة باهظة الثمن تسمى «الصوّان النشيط»، في حين أنّ التراب التونسي بمنطقة الحوض المنجمي (المنطقة المنتجة لمادّة الفوسفات جنوب البلاد) غنيّ بهذه المادة بنسبة 80%، وتوصلت العمري لاكتشاف طريقة لاستخراج هذه المادّة من الأتربة المتراكمة بكثافة في تلك الجهة، وهو ما ساعد شركة المجمع الكيماوي التونسي على ربح حوالي 10 ملايين دينار في تلك السنة، والتوقف عن توريد هذه المادّة.
ولحياة العمري اختراعات أخرى كثيرة من بينها: اختراع طريقة لتثمين الفضلات النباتية، استخرجت منها مادّة «الفسفور» نقيّة من الشوائب، ويمكن استغلالها في عديد القطاعات الأخرى، كما لها اختراع آخر تمثّل في اكتشاف طريقة لإزالة مادتي «الكلور» و«الفسفور» من الحامض الفسفوري، وذلك بفضل استخدام بعض الأعشاب التي قامت بمعالجتها وتجفيفها، ثم سحقها وتحويلها إلى مادّة لزجة قادرة على امتصاص «الكلور» و«الفسفور».
تشجيع البحث العلمي
إلى جانب اهتماماتها العلمية والأكاديمية، دخلت العمري، والتي هي ابنة مدينة «الرقاب» في محافظة «سيدي بوزيد» منبع الثورة التونسية، معترك الحياة السياسية، وتمّ انتخابها منذ أشهر قليلة نائبة بمجلس نواب الشعب(البرلمان)، وبذلك أصبحت في موقع يسمح لها بالدفاع عن البحث العلمي، والمطالبة بزيادة الاعتمادات والميزانيات المخصصة له.
تقول النائبة بالبرلمان التونسي، حياة العمري لـ«سيدتي»: إن الباحث التونسي تعوزه الإمكانيات، ولا يلقى التشجيع الكافي من الدولة؛ لمواصلة أبحاثه والتفرغ للبحث العلمي، في حين يلقى أهل الفنّ والرياضة، على سبيل المثال، الاهتمام الكبير من الدولة ووسائل الإعلام، وهذا من حقهم ولكن لا بد من إعطاء أهمية أكثر للعلم والبحث العلمي، على غرار الدول الغربية.
حياة عمري رئيسة شرفية للفدرالية الفرنسية للمخترعين
- قصص ملهمة
- سيدتي - نت
- 17 فبراير 2015