ظهر على الساحة الإعلامية أخبار عن فيروس غامض ونادر يلتهم دم الأطفال يسمى بفيروس "الأبتشين بار"، فبعد أن نشر موقع "سيِّدتي نت" خبراً عن حالة الطفل المصري أدهم الذي يعاني من فيروس "الأبتشين بار" النادر، ويمكث منذ ما يقارب الشهر في المستشفى دون أي تحسن يذكر، ومناشدة أسرة الطفل خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز والمسؤولين لمتابعة الحالة وإنقاذ الطفل وإنهاء معاناته الصحية مع المرض، ظهر خبر جديد عن وفاة الطفل السعودي سعود صالح الحارثي بعد معاناته مع المرض الذي شخص بداية على أنه فيروس مجهول، ولم يتمكن الأطباء من تحديده، الأمر الذي ضاعف سوء حالة الطفل وأدى إلى وفاته.
· أعراض المرض
يعتبر فيروس "الأبتشين بار" من عائلة فيروسات الهربس، ويصيب جميع الفئات العمرية، ولا تصاحب إصابته للأطفال عادة أي أعراض، بينما ينتج عنه عند المراهقين والبالغين داء وحيدات النوى الخمجي في 40% من الحالات.
وتتمثل أعراضه في ما يلي: الحمى، التهاب الحلق، التهاب في الغدد الليمفاوية، كما يؤثر هذا المرض على الكبد والطحال في كثير من الأوقات، وعادة ينتقل فيروس "الأبتشين بار" عبر الاتصال المباشر وخاصة عبر اللعاب، لذا سمي بـ"مرض التقبيل"، وأحياناً يكون الفيروس موجوداً داخل لعاب الأصحاء دون التسبب بالمرض، ويعتبر انتقال المرض عبر الهواء أو الدم قليل الحدوث.
· معاناة الطفل أدهم
ناشد والد الطفل أدهم المسؤولين من خلال "سيِّدتي نت" بعد تدهور حالة الطفل، حيث أن الفيروس يؤثر بشكل كبير على إنتاج كريات الدم البيضاء لديه داخل النخاع الشوكي، لذا يجب أخذ خزعة من النخاع الشوكي لمعرفة إذا كان النخاع الشوكي يفرز كريات الدم البيضاء أم لا، وذلك ليتم الإسراع في علاج حالته الصحية، حيث أن مضاعفات المرض أدت إلى عدم تواجد مناعة لديه، بالإضافة إلى تضخم في الكبد، مطالباً المسؤولين وولاة الأمر بنقله إلى مستشفى الحرس الوطني لتلقي العلاج اللازم له وإنقاذه "للمزيد من التفاصيل في الخبر المنشور سابقاً هنا".
· الطفل سعود ضحية الجهل الطبي بالفيروس
طالب والد الطفل سعود عبر الصحف بعد أن فقد ابنه ضحية لهذا الفيروس بمحاسبة المسؤولين، كما طالب وزارة الصحة بالتحقق ومعرفة الأسباب التي أدت إلى وفاة طفله، موكداً أن ابنه لم يجد العناية الكاملة التي تتصدى لهذا الفيروس الخبيث وطاله إهمال، مؤكداً أنه لم يتم التعرف على هذا الفيروس حتى هذه اللحظة.
يشار إلى أن سعود أصيب بارتفاع درجة الحرارة وطفح جلدي على الجسم في بداية المرض، وبعد محاولات في علاجه عبر المضادات الحيوية توفي نتيجة انخفاض شديد في صوديوم الدم، مما أدى إلى تجمع سوائل في الدماغ.
الرأي الطبي
ذكرت استشارية الأطفال الدكتور مروة عبدالرازق لسيدتي نت أن "ابيشتاين بار" مرض فيروسي يصيب الأطفال عن طريق الجهاز التنفسي وعن طريق اللعاب، ومن أعراضه: الإصابة بالحمى من خلال ارتفاع درجة الحرارة، ظهور طفح جلدي، التهاب الحلق، تورُّم الغدد اللمفيَّة، كما قد يُصاب المرء أحياناً بتورُّم في الطحال والكبد، بالإضافة إلى أنه قد يؤثر على النخاع العظمي، إذ يعمل على تقليل إنتاج كريات الدم البيضاء والحمراء والصفائح الدموية، الأمر الذي يعد من العوامل الخطيرة التي تستوجب العلاج والمتابعة.
وعن علاجه قالت عبد الرازق: "الفيروس ليس له علاج محدد، ولكن العلاج يكمن في معالجة العوارض التي تصاحب المرض، مثل: علاج ارتفاع الحرارة، تقوية مناعة الطفل، وعلاج أي مضاعفات تمثلت في تضخم للأعضاء، حينها يستلزم المتابعه الطبية النظامية للسيطرة على علاج المضاعفات تفادياً لأي أضرار قد تكون سبباً للوفاة"، مضيفة: "تعتمد نسبة شفاء الطفل على حسب قوة مناعته، فكلما زادت مناعة الطفل كانت مراحل علاجه أسهل مشابهة لنزلات البرد العادية، وقد لا يشعر الشخص المصاب بذلك المرض، وإن كان صاحب المرض ذو مناعة ضعيفة هنا تكمن المشكلة، حيث يتأثر بعوارض المرض الشديدة، وبشكل عام عند متابعة عوارض المرض وأخذ علاجات العوارض المصاحبة للمرض وتقوية مناعة الطفل وعزله فمن الممكن أن يتم الشفاء الكامل".
· لغز فيروس "الأبتشين بار"
تعقيباً على ذلك، علق المتابعون على حالات ظهور هذا الفيروس الغامض وفي فترة متقاربة جداً بأنه يعد أحد الأدلة الهامة التي تثير المخاوف، فهو أحد أنواع الفيروسات القاتلة التي يجب أن يتم الانتباه لها، مطالبين وزارة الصحة بأن تعمل على كشف لغز هذا المرض الذي يجهله الأطباء في بدايته، مما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية نتيجة تأخر الكشف عن الفيروس، وتأتي تلك المطالبات حفاظاً على عدم تفشي نوع جديد من الفيروسات والتصدي لها قبل انتشارها.