«الموت الأسود» إصدار جديد من «كلمة»

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة، التابع لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، كتاباً جديداً بعنوان «الموت الأسود» للمؤلف جوزيف بيرن، وترجمه إلى العربية عمر الأيوبي. ويأتي الكتاب ضمن سلسلة الحياة اليومية عبر التاريخ، التي تتألف من 10 عناوين.
لم تكن الحياة اليومية في أثناء تفشي الطاعون، أو الموت الأسود، طبيعية البتة. فطوال القرون الثلاثة والنصف، التي شكّلت ما يعرف بالجائحة الثانية للطاعون الدبلي، بين عامي 1348 و1722، تعرّضت أوروبا لهجمات الأوبئة المنتظمة التي أعملت فيها الفتك والقتل دون هوادة. وعندما يضرب الطاعون مجتمعاً ما، تنقلب جميع جوانب الحياة رأساً على عقب؛ من العلاقات داخل الأسر إلى الهيكل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. تضطرب الأسواق، وتفرغ المسارح، وتمتلئ المقابر، ويحكم الشوارع حملة الجثث الذين يُسمع صرير عرباتهم ليل نهار. وفي زمن الطاعون ظهرت أعظم البطولات وأسوأ سلوك «لاإنساني» على الإطلاق. ومع ذلك استمرت الحضارة الغربية؛ لتشهد عصر النهضة، والإصلاح الديني، والثورة العلمية، وبداية عصر التنوير.
في هذا الكتاب، يجمل جوزيف بيرن مسار الجائحة الثانية، وأسباب الطاعون الدبلي وطبيعته، ووجهة النظر التنقيحية حيال حقيقة الموت الأسود. ويعرض ظاهرة الطاعون بحسب الموضوعات؛ بالتركيز على الأماكن التي عاش فيها الناس، وعملوا وواجهوا الأهوال في البيت، والكنيسة، والمقبرة، والقرية، ومشافي الطاعون، والشوارع والطرقات. ويقود القارئ إلى صفوف كليات الطب التي تدرّس فيها النظريات الخاطئة بشأن الطاعون، وعبر مهن الأطباء والصيدلانيين الذين حاولوا معالجة الضحايا من دون جدوى، إلى مبنى البلدية ومجالسها، التي سعى قادتها للتوصل إلى طرق للوقاية من الطاعون ومعالجته. كما يبحث في الأدوية، والأدعية والصلوات، والأدب، والملابس الخاصة، والفنون، وممارسات الدفن، والجريمة التي تفشّت مع تفشي الوباء. ويقدّم «بيرن» أمثلة حيوية من جميع أنحاء أوروبا، ويعرّج على العالم الإسلامي أيضاً، ويعرض نصوصاً لشهود عيان وللضحايا أنفسهم حيثما أمكن. وينهي الكتاب بإلقاء نظرة وثيقة على طاعون مارسيليا (1720 – 1722)، آخر تفشّ رئيسي للطاعون في أوروبا الشمالية، والاختراقات التي حققتها الأبحاث في نهاية القرن التاسع عشر وأدّت إلى هزيمة الطاعون الدبلي في نهاية المطاف.
جوزيف بايرن أستاذ مشارك للتاريخ الأوروبي في جامعة بلمونت، ناشفيل، ولاية تنيسي. أجرى العديد من الأبحاث ونشر الكثير من المقالات في مختلف الموضوعات؛ من الأضرحة الرومانية إلى العمران الأميركي، غير أنه متخصص في إيطاليا في حقبة الموت الأسود. من كتبه «موسوعة الطواعين والأوبئة والجوائح» وموسوعة «الموت الأسود».
المترجم عمر الأيوبي يعمل في الترجمة والتحرير منذ أكثر من خمس وعشرين سنة. ترجم ما يزيد على مئة كتاب، منها من منشورات «كلمة»: «الإستراتيجية التنافسية: أساليب تحليل الصناعات والمنافسين» لمايكل بورتر، و«خرافة التنمية: الاقتصادات غير القابلة للحياة في القرن الحادي والعشرين» لأزوالدو دي ريفيرو، و«ملفات المستقبل: موجز في تاريخ السنوات الخمسين المقبلة» لريتشارد واطسون، و«فن الحدائق الإسلامية» لإيما كلارك.