لا حديث في تونس منذ يوم أمس إلا عن إيداع معز بن غربيّة ووسيم الحريصي المعروف باسم ميغالو، بالسّجن بقرار من النيابة العموميّة في انتظار مثولهما أمام المحكمة يوم 25 مارس/ آذار2015 بتهمة ارتكاب عمل موحش ضد رئيس الدولة والتحيل ونسبة صفة لنفسه لدى العموم وفق الصيغة القانونية،وقد أثار هذا الخبر جدلاً واسعاً في كافة الأوساط الإعلامية والفنية والسياسية وشغل الرأي العام اعتباراً لشهرة الرجلين ولخطورة التهمة الموجهة إليهما والتي تصل عقوبتها إذا ثبتت إلى خمس سنوات سجن وبالإضافة غلى دفع غرامة مالية.
وقال سفيان السليتي الناطق الرسمي باسم النيابة العموميّة إن هناك معطيات خطيرة تهم القضية وإنه سيتم الكشف عنها لاحقاً بعد استكمال الأبحاث.
إلا أن المعلومات المسرّبة تفيد بأنّ رجل أعمال ثري واسمه حمّادي الطويل فرّ إلى فرنسا بعد قيام الثورة عام 2011 وهو مطلوب إلى العدالة التونسية لتورّطه في قضايا فساد في العهد السابق، فقد كان الذراع اليمنى لبعض المتنفّذين كصخر الماطري صهر الرئيس التونسي سابقاً زين العابدين بن علي وبلحسن الطرابلسي شقيق ليلى زوجة الرئيس المخلوع وكلهم في حالة فرار إلى الخارج وقد صدرت بشان حمادي الطويل بطاقة جلب دولية.
الخطّة
بحسب العديد من المصادر فإن معز بن غربية اتصل بحمادي الطويل وأوهمه بأنه بإمكانه أن يساعده على ربط الصلة برئيس الجمهورية أملاً في إنهاء أزمته مع القضاء وتيسير عودته إلى تونس.
ولانّ معز بن غربية له مداخله بحكم شهرته وكان أول من أجرى لقاءاً صحفياً مع الرئيس الباجي قائد السبسي بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بثته القناة الوطنية، فاإن رجل الأعمال اللاجئ في فرنسا صدّقه.
وفعلاً اتصل بن غربيّة هاتفياً بحمّادي الطويل وأوهمه بأنه سيمرّر له سيادة الرئيس الباجي قائد السبسي في حين أنّ المتكلم لم يكن سوى وسيم الحريصي الممثل البارع في تقليد الأصوات فشكا حمادي الطويل له معاناته وشرح له طلبه فطمأنه بأنه سيحيل ملفه لوزير العدل وأن أزمته ستنتهي.
وحسب شهادة حمادي الطويل نفسه فانه لم يشك لحظة في أن المتحدث إليه في الهاتف هو رئيس الدولة نفسه إلا أنه في آخر المكالمة انتبه إلى طلب غريب ويتمثل في الطلب منه تسليمه فيديو يورّط إعلامي آخر هو سمير الوافي سبق له محاولة ابتزازه وقد تفطّن إنه طلب غريب من رئيس دولة وحصل له اليقين في نهاية الحديث انّه ضحيّة تحيّل.
تصفيّة حسابات
علماً وأنّ بين معز بن غربيّة وسمير الوافي تصفيّة حسابات فهذا الأخير تم انتدابه في قناة "الحوار التونسي" وهو ما عارضه معز بن غربية وكان ذلك أحد أسباب مغادرته القناة حسب ما يشاع.
ويبدو أنّ معز بن غربيّة كان يسعى للحصول على فيديو يورّط سمير الوافي في قضية ابتزاز رجل الأعمال نفسه لفضحه والتشهير به في قناته "التاسعة" التي ستنطلق قريباً وأن القضية برمّتها هي تصفيّة حسابات.
إلا أن محامي معز بن غربية أعلن أن المسألة هي عمل صحفي إستقصائي يقوم به معز بن غربيّة عن ملف الفساد في تونس وأنه اعتمد هذا الأسلوب وهذه الطريقة للوصول إلى معلومات خاصة.
ونفى سمير الوافي علاقته بالقضية مؤكداً "أن الوسط الإعلامي في تونس أصبح غابة قاسية لا رحمة ولا أخلاق فيها" ملمّحا بأن حشره في هذه المسألة مرده نجاحه المهني كمعد وومقدم برنامج "لمن يجرؤ فقط" الذي يبث كل مساء أحد على قناة "الحوار التونسي"وهو الذي وصف معز بن غربية في وقت سابق بأنه "حسود"
السجينان
ومعز بن غربية هو أحد أشهر الإعلاميين في تونس والذي برز بعد الثورة أي بعد 2011 بإعداد وتقديم برامج تلفزيونية من أهمها برنامج التاسعة مساء على قناة "التونسية" التي أصبحت "الحوار التونسي" (وهي قناة خاصّة) وهو برنامج سياسي لاقى نجاحاً كبيراً ومتابعة واسعة، كما قدّم أيضاً على نفس القناة برنامجاً رياضياً حظي بشعبية كبيرة.
ولمعز بن غربية شركة إنتاج خاصّة به أنتجت برامج ناجحة كالكاميرا الخفية وهو يستعدّ، بعد أن غادر قناة "الحوار التونسي" إثر خلافات مع صاحبها سامي الفهري، لبعث قناته الخاصة "التاسعة" وقد شرع في الإنتدابات وإعداد بعض البرامج .
أما وسيم الحريصي والمعروف بـ"ميغالو" فهو ممثّل وهو الأن في تونس أشهر مقلّد للأصوات ويقدم يومياً بإذاعة "موزاييك أف. أم" فقرة :" سايس خوك " التي ينتقد فيه بشكل ساخر ولاذع الشان العام مقلداً تقليداً تاماً وناجحاً أصوات بعض المشاهير من السياسيين والرياضيين وغيرهم.
واكتسب وسيم الحريصي شهرة واسعة بسبب نصوصه الساخرة والمعدّة بأسلوب هزلي يضحك كل من يستمع لها لطرافتها وجراتها وهو يعرض أيضاً مسرحيات من تأليفه وتمثيله وتلاقي إقبالاً كبيراً.
ولا شكّ أنّ الأيّام المقبلة ستكشف المزيد من المعطيات عن هذه القضيّة المثيرة.
تابعوا أيضاً:
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"