بالفيديو والصور.. حكاية الشابة المحشورة في جسد طفل رضيع

8 صور

أمر صعب أن يكون الإنسان كبيراً في عقله ومشاعره ومواهبه، وصغيراً في حجمه وفي قدرته على الحركة والمشي وتحقيق الأمنيات، وهذا تماماً ما تعاني منه الشابة الهندية "جيريجا"، التي وجدت نفسها محشورة في جسد طفلٍ رضيع على الرغم من أن عمرها قد تجاوز التاسعة عشرة، كما أنها غير قادرة أيضاً على تحريك رأسها الثقيل قياساً إلى وزن جسمها، الذي لا يتجاوز 12 كيلوغراماً، وطولها الذي لا يتعدي 75 سنتيمتراً، لأن أية حركة غير محسوبة يمكن أن تعرض رقبتها للكسر.


علامات المرض الأولى
تعاني "جيريجا"، التي تعيش في مدينة "بنغالوري" جنوبي الهند، من تشوه خلقي تسبب في وقف النمو الطبيعي لأطرافها، وقد لاحظ والداها غرابة شكلها منذ الولادة، حيث تقول أمها: "عندما ولدتها لم تكن تشبه بقية الأطفال وقد أخبرنا الطبيب أن حالتها هذه ستكون دائمة وستلازمها طوال العمر، وقد أحزننا هذا الخبر لأنه صعب وقاسٍ، ومازلت أشعر للآن بألم هائل كلما وقعت عيني على ابنتي". ولعل ما يزيد من معاناة العائلة هو الفقر وضيق ذات اليد، لأن الأم غير قادرة على العمل بسبب تفرغها للعناية بابنتها، التي لا تستطيع إطعام نفسها أو التحرك من فراشها بلا مساعدة. أما الأب فإنه يعمل خياطاً يتقاضى ما مقداره خمسة جنيهات إسترلينية يومياً، وهي غير كافية لتوفير الاحتياجات الأساسية لابنته وشراء الدواء الضروري.. وهنا جاء دور الفتاة المعاقة كي تنحت الصخر بأظافرها وتتجه إلى الرسم، الذي صار مهنة لها تدر عليها مبلغاً مقبولاً من المال بعد أن نجحت في بيع ما بين خمس إلى ست رسومات شهرياً، وهذا ما يوفر لها مورداً يتراوح مابين ( 86 - 106 جنيهات إسترلينية)"، حيث تقول: "علي أن أهتم بوالدّي، وأن أحصل على إيراد يساعدني في ذلك".


أبحث عن التقدير وأرفض الشفقة
والشابة "جيريجا" لا تحب أن يشفق عليها أحد، وتريد أن تثبت للآخرين إنها ناجحة بقدراتها الخاصة؛ لذا هي ترفض أن يساعدها أحد في الرسم وتحلم بالسفر والاستقلالية وتحقيق الشهرة، حيث تقول: "لا أريد أن أكون مشهورة بسبب حالتي الصحية النادرة، وإنما بسبب موهبتي الفنية.. فأنا لا أبحث عن شفقة وإنما عن تقدير".
وعلى الرغم من أنها لا تذهب إلى المدرسة بسبب وضعها الصحي، لكنها لا تهتم لهذا الأمر كثيراً وتقضي وقتها بالرسم ومتابعة التلفزيون واللعب مع حيواناتها الأليفة التي تفهمها جيداً، ولا تهتم بما تسمعه حولها من عبارات السخرية: "الناس تقول أشياء كثيرة عني وفي خارج البيت يضحكون مني ويقولون إني ممسوسة، ولكن أفراد أسرتي يعاملونني كإنسان طبيعي، وعندي أصدقاء عديدين في مثل عمري". وتضيف بإصرار: "أنا لست حزينة لأني صغيرة الجسم إلى هذا الحد، ولست متشائمة لأنني غير قادرة على المشي والتحرك كإنسان عادي، فأنا أعيش لتحقيق أحلامي وأهمها السفر والاستقلالية والشهرة".

لمشاهدة الفيديو الذي يصور جانباً من حياة "جيريجا"، اضغطوا على الرابط الآتي:
https://www.youtube.com/watch?v=JX6eccO19po