سلافة معمار وقصي خولي إسمان لامعان في الدراما العربية. وجودهما يغني العمل ويضعه في المراتب الأولى. التقيا مؤخراً سوياً في عمل درامي بعنوان "بنت الشهبندر" من إنتاج مفيد الرفاعي، يتكلم عن حقبة تاريخية مرت بها بلاد الشام بأوجّ ازدهارها سيعرض في رمضان المقبل.
التقت «سيدتي» سلافة معمار وقصي خولي في مكان التصوير في منطقة بجة شمال مدينة بيروت. ولقاؤها بهما كشف عن شخصيتين تلتقيان سوياً على قناعات ومبادئ ذات جذور عريقة في التربية الأخلاقية بالتعامل مع الآخرين. فهما نجمان أمام الكاميرا وأثناء التصوير. وبعيداً عنها هما في قمة التواضع والاحترام. لقاء "سيدتي" معهما جعلهما في حالة طبيعية في التصرف والتلقائية وأعادهما إلى أيام الطفولة من خلال وردتيّ شقائق النعمان والمارغريت. كيف جمعتهما هاتان الوردتان وبماذا اعترفا؟ هذا ما سنعرفه خلال هذا اللقاء معهما، بالإضافة لتحوّلهما إلى صحافيين في "سيدتي" يتبادلان الأسئلة والأجوبة
اعترافات سلافة معمار الخاصة
سلافة أنت اليوم تقومين بأداء دور بنت الشهبندر وهو مسلسل سيعرض في شهر رمضان المبارك؟ من هي بنت الشهبندر؟
هي فتاة بسيطة حلوة مدللة من عائلة عريقة من أم دمشقية وأب لبناني.
هل تشبهك؟
ذكّرتني بنفسي من خلال حالة الحب التي تعيشها في المسلسل، حيث بقيت متمسكة بمشاعرها وبخياراتها وتدافع عنها حتى لو خسرت في النهاية.
هل أنت مثلها تتمسكين بمشاعرك مهما كلفك الأمر من خسارة؟ أو أنك تندمين؟
أمرّ بهذا الموقف، حيث أتمسك أحياناً كثيرة بمشاعري. وقد أندم أحياناً أخرى وأسأل نفسي وأؤنبها في حالة الانكسار، وأقول ليتني لم أقم بهذا الأمر أو ذاك. لكن أقول الإنسان لا يستطيع أن يكون غير نفسه.
هل إذا نسيت قصة حب عشتها قد تندمين على حبك للحبيب في حال لم يكن يستحق حبك؟
عندما يكون الحب حقيقياً ومتبادلاً، فإن نظرتك إليه تكون مختلفة. إذ لا تنظرين وأنت في حالة الحب للأمور أنها تستحق أو لا، حتى لو تأذيت من الحب. بعدما ينتهي الحب تتغير مواقفك ونظرتك للأمور خاصة عندما يحصل خلافات. حينها لا وجود للمشاعر ولا يبقى للوجدانيات مكان.
هل تستخدمين هذه المشاعر في أدوارك الدرامية؟
هذا صحيح. عندما ينتهي الحب، يتحول إلى مخزون في مشاعري أستعين به في أدواري التي تتطلب مني مشهد حب أسترجع من خلاله حالة حب عشتها وأسكبها في كل مشهد أقوم به. وأحياناً كثيرة قد أستعين بصورة حبيب مضى أكون بحاجة إليها تقنياً لتوصيل المشهد للمشاهد. بالنتيجة، الممثل هو مخزون مليء بكافة المشاعر الإنسانية ويفرغها في تنفيذ أدواره.
هل سلافة معمار في الحب ابنة هذا الزمن أو ابنة زمن بنت الشهبندر؟
حقيقة، لما قرأت نص «بنت الشهبندر» أخذتني قصة الحب بين ناريمان (بنت الشهبندر) وزين (قيس الشيخ نجيب) ومشاعر راغب (قصي خولي) تجاه ناريمان. فالحب في تلك المرحلة كان بسيطاً وواضحاً وصادقاً وقيمة واضحة للحبيبين، على عكس حب هذا الزمن الذي تحكمه النسبية التي تتأثر بفلسفته ومعرفته وحالته الاجتماعية في الحياة والتي تؤثر مباشرة على نظرة الحبيب إلى الحب، وكل شخص يفسر الحب نسبة إلى ثقافته.
من هي سلافة معمار؟
ردت سلافة ضاحكة «لا أعرف». لكن عادت وقالت: «أنا جداً بسيطة في علاقاتي مع محيطي. فأنا دائماً أعود بالفطرة لأشياء لها علاقة بمشاعرنا وعاداتنا لأنها هي الميزان الأصح. وهذا ما يسبّب لي أحياناً كثيرة شعوراً بالوحدة بعلاقاتي مع الآخرين وفي المحيط الذي أعيش فيه؛ لأن من الصعب أن يفهمك الآخرون. أحياناً في العمل وأثناء التصوير نلتقي بأشخاص قد يحصل بيننا موقف إنساني ووجداني من خلال موضوع ناقشناه سوياً. وبعد فترة إذا التقيتهم أشعر أن هناك شيئاً ما قد جمعنا روحياً. فأنا بطبعي هناك أمور كثيرة، وإن كانت مجرد نقاش، تتمّ بيني وبين أي شخص، لها قيمة معنوية في حياتي».
عندما تقرأ سلافة سيناريو لمسلسل، ما السؤال الأول الذي قد تطرحينه قبل موافقتك على العمل؟
أول سؤال أطرحه عن اسم كاتب النص ثم اسم المخرج ثم أقرأ النص ومن ثم أسال من هم الممثلون المشاركون.
هل سبق لك ورفضت المشاركة في مسلسل بسبب ممثل أو ممثلة غير راضية عنهما؟
حقيقة، لم يحصل معي ذلك من قبل. فنحن ممثلون محترفون لا نتصرف كهواة لأن اختيار الممثلين يعود للمخرج بالدرجة الأولى. فهو من يرسم الشخصيات حسب رؤيته المتكاملة للنص. والممثل المحترف لا يتدخل في رؤية المخرج ويستطيع أن يتحكم بمشاعره إن كان في مواجهة في أحد الأدوار وجهاً لوجه مع ممثل لا يستلطفه. وأنا لغاية الآن لم يحصل معي مثل هذا الموقف من قبل.
أنت مشهود لك بصراحتك ووضوحك. ومؤخراً، أدليت برأيك عن الممثلات اللواتي دخلن عالم التمثيل من باب الجمال لا من الباب الأكاديمي وقد حصل التباس في فهم رأيك، هل هذا يزعجك؟
لا، إنما أكون سعيدة بإبداء رأيي. لكن لا أستغرب بأن تكون ردة الفعل سلبية على صراحتي؛ لأننا لغاية الآن لم نرتقِ بالحوار ولم نصل إلى مستوى مهني حقيقي. فعندما أعطي رأيي بأي عمل فني درامي، تصيبني حالة إحراج لأنني لا أقصد ممثلاً أو ممثلة معينين بشكل شخصي. عندما أحكم على الأداء في التمثيل، فذلك من باب خبرتي كممثلة أكاديمية لها خبرتها وقادرة على تقييم الدراما في الدورة الإنتاجية السائدة. والممثل من مهامه تقييم الأعمال الدرامية وأداء الممثلين بشكل بنّاء لكي نرتقي بالقيمة المهنية للدراما؛ لأننا بالنتيجة كلنا كممثلين يهمنا مستقبل الدراما.
دخول الممثل السوري في سوق الدراما اللبنانية تحديداً ماذا أضاف لها؟
تواجد الممثل السوري في سوق الدراما اللبنانية هو إضافة للعمل اللبناني. وقد فتح تواجده باب التسويق للدراما اللبنانية عربياً بشكل أوسع. وهذه حقيقة وليس انتقاصاً من قيمة الممثل اللبناني. الممثل السوري منتشر عربياً واسمه يبيع العمل. وقد أثبت حضوره على المستوى العربي. فهو بالنهاية ورقة رابحة.
بعد هذا الانصهار للممثل السوري في الدراما اللبنانية، ماذا يترتب برأيك على الدراما اللبنانية من نتائج إذا توقف مستقبلاً هذا الانصهار وهذه المشاركة؟
اندماج الممثل السوري في الدراما اللبنانية أتى نتيجة الأوضاع والظروف السائدة في سوريا. وهذا نتجت عنه خطوة للأمام لصالح الدراما اللبنانية والإنتاج اللبناني الذي يستثمر في ظل هذه الظروف المتاحة لدمج الممثل السوري واللبناني سوياً. والمنتجون أذكياء فهم يؤسسون صناعة درامية حالياً في ظل هذه الظروف. وإذا انسحب الممثل السوري مستقبلاً وعاد إلى الحاضن الأساسي لمهنته (سوريا)، حينها ستكمل الدراما اللبنانية بالمعطيات التي اكتسبتها وبالأسماء الجديدة التي بدأت تعرف عربياً. فالظروف الصعبة التي مرت بها سوريا كانت مفيدة للدراما. وقد أنتجت نَفَساً ورؤية درامية جديدة. بالنهاية، لا أحد يستطيع التعبير عن المجتمع اللبناني أكثر من الممثل اللبناني. لكن، هذا لا يمنع من الاستمرار مستقبلاً للعمل سوياً.
هل أنت كممثلة، قادرة على الدخول في تفاصيل الحياة اللبنانية وتعكسين دور المجتمع اللبناني؟
نحن نعيش نفس البيئة لكن تفاصيل الحياة اليومية اللبنانية هي أكثر انفتاحاً. لكن نحن نتقاطع كشعوب بالأمور الإنسانية الأساسية. والممثلان السوري والمصري يجدان لنفسيهما مكاناً في الدراما في أي بلد عربي.
إذا اجتمعتِ بممثلات لبنانيات أي مكانة تجدينها لنفسك بينهنّ؟
لغاية الآن لم يحصل ذلك. فالممثلتان اللبنانيتان اللتان احتككت فيهما هما ورد الخال وسميرة بارودي. فعندما أجالس ورد أشعر أننا أصدقاء نتناقش في أمور كثيرة ونتكلم عن الدراما والحياة بشكل عام.
ما رأيك بأداء ورد الخال؟
ورد ممثلة «منيحة» (جيدة). وأنا لست بوارد تقييمها كممثلة. فهي لديها رصيد درامي وتجربة ورؤية مهمة للمهنة.
الوجه الآخر لقصي خولي بعيداً عن الفن
قصي هل أنت رجل تخاف الحب؟
لا، أبداً، بالعكس، الحب جميل جداً. فنحن موجودون نعمل كل شيء تحت عنوان الحب. إذ لا نجاح بلا حب. والحب ليس فقط حب الحبيب إنما هو حب كل الناس وكل ما هو حولك.
هل للكره مساحة في شخصيتك؟
أنا بطبعي لا أكره، لكن أزعل، وإذا زعلت من شخص ثم عدت واجتمعت به يزول زعلي منه. فأنا بطبعي خجول لا أعرف الحقد، والحمدلله، هذه نعمة من ربنا.
ماذا تعلمت من تجاربك في الحياة؟
مازلت أتعلم. فعلم الحياة لا ينتهي. لقد تعلمت مسامحة الآخرين وتعلمت نصيحة من الفنانة يسرا بأن الغرور مقبرة الفنان وأن النجاح والنجومية لا يعنيان عدم الالتزام، وأن الناس والجمهور هم أهم من النجم وأن النجومية هي الالتزام واحترام الآخرين. أنا، والحمدلله، مازلت قصي الإنسان قبل وبعد الشهرة.
عندما يقع قصي في مشكلة لمن يلجأ ولمن يشكو مشكلته؟
اعتدت أن أشكو لقصي. فأنا وحيد لا أشقاء شباب لدي. وليس لدي أخ أشكو إليه فأشكو لنفسي. وهذه ميزة أنني أحلّ مشاكلي بنفسي. فأحكي مع نفسي كثيراً ومع ربي وأصلي. فتزول مشكلتي. وأنا بطبعي هادىء لا أغضب بسهولة وإذا عصّبت أعصّب بقوة وأهدأ بسرعة.
هل تخاف من الزمن؟
طبعاً، كل إنسان يخاف المستقبل وما يخفيه. لكن، الحمدلله، إيماني كبير ولا يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
أي موقف في الحياة قد يستوقفك؟
هناك العديد من المواقف التي أقف عندها منها الأطفال وكبار السن وكيف تتغير ملامح الإنسان من الطفولة تباعاً ليصبح كهلاً.
هل تخاف الموت؟
الموت حق على كل إنسان. لكن أخاف من العجز. المهم بعد الموت ماذا أكون تركت خلفي من رسالة للناس لكي تتذكرني. لا أخاف الموت لأنه راحة للنفس وربنا سبحانه يحب لعبده كل خير.
أي نوع من النساء قد تختارها لتكون زوجة لك وأنت نجم محاط باهتمام النساء؟
بصراحة، أحبها أن تشبه أمي وأخواتي في الأخلاق والتربية. أحبها مثقفة وأحب حبها للبيت وليس مهماً لدي إن كانت موظفة أو لا. فأنا شخصية رومانسية وأحب الهدوء وأكره المشاكل وقد أتنازل عن بعض الأمور إذا وجدت تنازلي مفيداً للطرفين لأنني شخص يسر وليس عسراً.
أي صفة تعتز بها في شخصيتك؟
الصدق وأكره الكذب.
أي مقولة أو مثل شعبي تعمل به في حياتك عن قناعة؟
هناك مثل مصري يقول (داري على شمعتك تقيد) فأنا حريص جداً على عملي ومتابع له. وهناك مثل آخر يقول (خيراً تفعل شراً تلقى). وهذا حصل معي لقد خدمت العديد من الأصدقاء لكنهم لم يكونوا أوفياء معي للأسف.
عندما يخذلك الأصدقاء ماذا تفعل؟
أذهب إلى والدتي ووالدي وأقبّل يديهما وأقول لهما شكراً لكما على حسن تربيتكما لي.
هل تندم عندما تلمس نكران الجميل من أصدقائك وكيف تتصرف؟
في حياتي لم أندم على مثل هذه المواقف من الأصدقاء. أكيد تنتهي علاقتي بهم ونبقي فقط على إلقاء التحية والسلام. وهناك أشخاص يشعرونني بقوة عندما أسلم عليهم وهم أساؤوا التصرف معي. فأنا أكبر من خلال أخطائهم معي.
أي بلد في العالم يشعرك بالراحة؟
في أميركا شعرت براحة كبيرة لأني تصرفت فيها بحرية. ودخلت مطاعمها وأكلت «براحتي». الحرية الشخصية جميلة. الشهرة حلوة لكنها مقيِّدة. في أميركا عندما أتعرف على أشخاص يتعرفون عليّ كشاب عادي لا كقصي المشهور. بينما في بلادي يتعرفون عليّ كقصي الممثل. فلا أعود أعلم إن كانوا يحبونني لشخصي أو لشهرتي. وهذا أمر مزعج للمشاهير الذين يبحثون دائماً عن أشخاص يحبونهم لشخصهم لا لشهرتهم.
بحكم عملك تعيش معظم وقتك مستقلاً من يهتم بأمور منزلك؟
أنا شخص مرتب ومنظم ونظيف جداً. وأحب النظافة المنزلية. لدي مدبرة منزل لكن أنا بطبعي أرتب أغراضي. عندما يكون لديّ عمل أسكن في الفندق وإذا لا عمل لديّ أسكن مع أهلي. حالياً لا أملك منزلاً خاصاً خارج سوريا. وإذا فكرت بامتلاك منزل فسيكون ذلك في دبي أو لبنان أو أميركا.
هل شكّل قصي خولي ثروة لنفسه تقيه غدر الزمان؟
لا أملك ثروة، لكني والحمدلله «عايش» مرتاح. ومحبة الناس أكبر ثروة وأقولها عن قناعة لأننا بلا محبة الناس لا عمل لدينا.
هل تحب اقتناء سيارات جديدة وهل أنت من الذين يحبون التغيير دائماً؟
أحب السيارات وأتمنى كلما تيسرت أموري أن أغير السيارة. وبالمقابل، أنا أتعلق بأشيائي وأحتفظ بها. لديّ ثياب لم أعد أرتديها. لكني مازلت أحتفظ بها لأنها تربطني بها ذكريات ولا أحب أن أرى غيري يرتديها.
أنت خال لطفلين هما غمار وألكسندر هل هذا الشعور يدفعك للزواج وإنجاب الأطفال؟
ألكسندر وغمار أحبهما كثيراً، هما «حبايب قلبي» وهما الحفيدان الوحيدان في العائلة. أهلي دائماً يقولون لي: «يا قصي نريد أن نرى لك أطفالاً». إن شاء الله يجمعني بابنة الحلال. لكن أنا كوني حالياً غير مستقر في مكان واحد فموضوع الزواج مؤجل لدي
سلافة وقصي يتبادلان الأسئلة على أوراق شقائق النعمان
في هذه الفقرة، لم تطرح «سيدتي» الأسئلة على قصي وسلافة إنما اكتفت بنقل الأجواء بينهما حيث تحوّلا إلى صحفيين تبادلا الأسئلة والأجوبة
تابعوا تفاصيل حوارهما كاملة في مجلة "سيدتي".
أخبار المشاهير على مواقع التواصل الإجتماعي عبر صفحة مشاهير أونلاين
ولمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"