يعتقد الكثيرون أن مجرد الحصول على الشهادة الجامعية يعتبر بداية النجاح، وهذا صحيح نسبياً، غير أن الشهادة الجامعية ليست سوى وسيلة داعمة تمهد الطريق نحو النجاح، إذ إن هناك الكثير من المشاهير حققوا نجاحات استثنائية في شتّى الحقول من دون أن يحصلوا على شهادات جامعية.
ووفقا للتقرير الصادر عن مؤسسة Wealth-Xالسنغافورية وبنكUBS السويسري لعام 2014، فإن أكثر من ثلث المليارديرات في العالم الذين وصل عددهم إلى 2325 مليارديراً لا يحملون درجة جامعية.
من هؤلاء المشاهير والمليارديرات رجال أعمال ومخترعون وفنانون، وغيرهم من المتميزين في مجالات عديدة، ومن أكثرهم شهرةً:
• بيل غيتس
يعتبر البعض أن الأمريكي بيل غيتس، ورفيق دربه بول آلان، قد غيرا ملامح التطور التكنولوجي عبر إنشائهما شركة مايكروسوفت. لكن قد يفاجَأ الكثيرون بأن بيل غيتس لم يكمل دراسته الجامعية! فحين كان طالباً في جامعة «هارفارد»، أمضى وقتاً طويلاً في استخدام حواسيب الجامعة، ثم غادر جامعته؛ ليؤسس شركته الخاصة مع صديقه آلان، ويصبح بالتالي أغنى رجل في العالم بثروة قدرت بنحو مائة مليار دولار. ولكنه عاد لاحقاً في عام 2007 ليحصل على شهادة في الحقوق.
• ستيف جوبز
لو قُدِّرَ لهذا الرجل أن تكون حياته الدراسية ناجحة، ربما لما وصلت إلى أيدينا تلك الأجهزة الذكية، مثل: الآي باد، والآي فون، والآي بود. ستيف جوبز هو أحد أعمدة التكنولوجيا العالمية، وقد اهتم منذ صغره بعلوم الكمبيوتر، فكانت باكورة اختراعاته عبارة عن شريحة إلكترونية وهو لايزال في المرحلة الثانوية. ثم التحق بجامعة ريد في بورتلاند في ولاية أرغون، حيث لم يصمد فيها سوى لفصل واحد، فغادرها متجهاً للأعمال الحرة، وأنشأ شركته الخاصة التي بدأت رحلة نجاحه فيها.
• فرانك لويد رايت
أحد رواد هندسة العمارة في النصف الأول من القرن العشرين. التحق بجامعة ويسكونسون ماديسون في عام 1886، ولكنه هجرها بعد عام واحد فقط، وانتقل إلى شيكاغو، ليتدرب على يدي لويس سوليفان الذي يعدّ أبا «الحداثة». وقد أبدع أكثر من 500 عمل، من أشهرها: «فولينغ ووتر»، ومتحف «غوغنهايم» في نيويورك.
• مارك زوكربرغ
الملياردير الأشهر والأصغر في العالم، ومؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير «فيس بوك»، لم يكمل تحصيله الجامعي أيضاً! وظهر شغف مارك بالكمبيوتر وعلومه منذ الصغر، حيث قام بتطوير عدة أجهزة وتطبيقات بشكل لافت. وبعد التحاقه بجامعة «هارفارد»، نجح مع مجموعة من زملائه في إنشاء موقع للتواصل الاجتماعي في الجامعة، ثم ترك جامعته وانتقل بهذا الإنجاز المميز إلى عالم المال والأعمال.
• توم هانكس
يعتبر توم هانكس أحد أشهر نجوم هوليوود، وهو أيضاً لم يحصل على شهادة جامعية، حيث ترك مقاعد الدراسة في إحدى الكليات في ساكرامنتو متجهاً إلى التمثيل، لينتسب إلى المسرح الاحتفالي في أوهايو، حيث تعلم معظم تقنيات المسرح، وأرسى أسساً لمهنته في هوليوود، منطلقاً منها كممثل ومنتج ومخرج وكاتب.
• هاريسون فورد
وهو أيضاً كسابقه واحد من أهم ممثلي هوليوود، وقد حصل على العديد من الجوائز مقابل أدواره المميزة. ورغم التحاق هاريسون بالجامعة، لكنه تركها قبل التخرج بفترة بسيطة، واتجه نحو التمثيل، فحصل على بعض الأدوار البسيطة التي لم ترضِ طموحه، ثم ترك العمل فيه ليعمل نجاراً حتى جاءته الفرصة المناسبة في هوليوود التي انطلق منها كنجم وبطل للكثير من الأعمال الفنية.
• جيم كاري
واحد من أشهر ممثلي الكوميديا في العالم، وقد حصل على جائزة الجولدن جلوب مرتين. أكمل تعليمه الثانوي ولم يستطع الالتحاق بالجامعة بسبب الظروف المالية السيئة لأسرته، حيث اضطرّ للعمل مبكراً. ونظراً لتميزه في تقليد الشخصيات منذ صغره، قرر التركيز على ما يحب، وبدأ يتلقى أدواراً بسيطة، ليصل بعدها إلى أدوار بطولة.
وبعد، ثمة تساؤل مشروع يبقى برسم الإجابة: هل الشهادة الجامعية وحدها تضمن للمرء النجاح أو الشهرة أو المال؟ من يجيب؟