تستوقفك أحياناً وجوه ترتدي قناع الحاجة، وتسلّم بأدب جمّ، ثم يدلف أصحابها شارحين انقطاعهم من الأموال والأهل وحاجتهم لملء خزان الوقود! وفي مكان آخر، تطرق سيدة عربية لا تبدو عليها الفاقة أبواب المنازل، طالبة ما تجود به الأنفس من الأوراق النقدية. وغير بعيد عن هذين المشهدين، يجوب الشوارع أناس يتصيَّدون الباحثين عن الأجر؛ ليسردوا لهم معاناتهم من مرض تطلّب إجراء عمليات جراحية كثيرة.
حول هذا الموضوع استمعنا إلى قصص لا تخلو من طرافة عاشها عدد من قاطني الإمارات، وجاءت كالآتي:
استهجان وشتم
- فوجئت بمتسوِّلة منقَّبة طلبت مني مبلغاً من المال؛ مدعية أنها فقدت المال ولا تستطيع العودة إلى منزلها في الإمارة التي قدمت منها، فأعطيتها نصف درهم هو كل ما كان معي، لكنها رمقتني بنظرة استهجان، ثم رمته في وجهي وشتمتني. (زياد طارق عبد الحميد، طالب، 17 سنة).
- استوقفتني متسوِّلة عند محطة الحافلات وأمطرتني بالدعاء، طالبة مني مساعدة مالية، فأعطيتها 5 دراهم، لكنها شتمتني ودعت عليّ بالشر. (إيمان عبد الحميد، مدرسة قرآن، 27 سنة).
- استعطفتني متسوِّلة أثناء خروجي من جامعتي التي كنت أتسلم منها نتيجة امتحاني؛ قائلة: «أريد حلاوة النجاح»، فاعتذرت منها لعدم توفر النقود معي حينها، غير أنها صبَّت عليّ وابل غضبها بكلمات سيئة. (يوسف الموسى، موظف علاقات عامة، 25 سنة).
تكلّم رغم «خرَسه»
- كنت أتحدث بالهاتف داخل سيارتي أثناء انتظاري لصديق، إذ داهمني متسوِّل طالباً مني 50 درهماً، فأعطيته 10 دراهم؛ لكنه امتعض قائلاً: تملكين هاتفاً حديثاً وتعطينني 10 دراهم فقط؟ (هدير ريحان، طالبة هندسة، 19 سنة).
- ناولني متسوِّل ورقة تفيد بأنه أخرس ويريد مساعدة، ملمحاً إلى أنه يريد مبلغاً من المال، فأشرت إليه أنني لا أحمل نقوداً، إلا أنه شتمني رغم ادّعائه الخرس! (مريم أحمد، سكرتيرة، 28 سنة).
- صادفت متسوِّلة أخذت تدعو لي بالخير، فأعطيتها ما معي وقلت سيعوضني الله خيراً. وما إن سرت خطوتين فقط حتى وقعت على وجهي وتأذيت! فحرَّمت التعاطف مع متسوِّلين. (منى جاسم، مصممة مجوهرات، 26 سنة).
تبادل الأدوار
- طلب مني شحّاذ مساعدة، فأعطيته 5 دراهم، لكنه نظر إلي بامتعاض، ورماها في وجهي وذهب. (عدنان حسن، إداري في الشارقة، 26 سنة).
- قابلت سيدة مسنَّة تريد الحصول على المال، ولم يكن معي وقتها سوى 50 درهماً خصصتها لتعبئة خزان السيارة بالبترول، لذا اعتذرت لها شارحاً الموقف، فمدت يدها وأعطتني 5 دراهم، وقالت اشتر بها خبزاً لأبنائك. (جاسم الطاهري، هيئة الطرق بالشارقة، 25 سنة).
- صادفت العديد من المتسوِّلين يقودون سيارات بلوحات خليجية، ويطلبون مساعدات مالية بذرائع؛ مثل العودة إلى بلدانهم، أو الجوع، أو المرض! ولأن حالهم يبدو أفضل كثيراً من حالي؛ لم أساعدهم، فأسمعوني كلمات غير لائقة. (جمال محمد شالواني، سكرتير بدبي، 24 سنة).
حتى في «الواتس آب»
- طرق باب بيتي آسيوي وضع على بطنه لاصقاً بطريقة متقنة، تظهر وكأنه أجرى عملية جراحية كبيرة، لكنني لم أعطه شيئاً، فأخذ يدعو عليّ، لذا طلبت الشرطة بعد أن أغلقت الباب في وجهه، إلا أنه لاذ بالفرار. (محمود آل علي، رئيس قسم بدبي، 26 سنة).
- استوقفتني حالة طلب مساعدة عبر «الواتس آب» في شهر رمضان الفائت، لأسرة بحاجة ماسة لدفع إيجار المنزل، وحين تحقَّقتُ من الأمر، اكتشفت أن الأسرة تقيم في فيلا بمنطقة حديثة وتبحث عمَّن يسدد عنها الإيجار، فلم أساعدها، بل نصحتها بالانتقال إلى مسكن إيجاره معقول. (عباس فرض الله، رئيس قسم علاقات عامة بدبي، 30 سنة).
- صادفت أحد المتسوِّلين يجرّ عربة تسوق في أحد مراكز التسوق، وطلب مني مساعدته على شراء احتياجات أسرته، مدعياً بأنه متنكر بمظهر شخص متسوق؛ لكي لا يلفت أنظار رجال الأمن إليه، فطلبت له رجل الأمن، إلا أنه لاذ بالفرار. (محمد الكعبي، رئيس قسم مشتريات في الشارقة، 27 سنة).