أزمة إنطفاء الرغبة بعد الخمسين

تبدأ العلاقة الزوجية بين المحبين مشرقة ومفعمة بالحيوية والمشاعر، وتستمر هذه الحالة في حال استمرار مشاعر المحبة والمعاملة الحسنة بينهما، والتي تتأثر بها العلاقة الزوجية صعوداً وهبوطاً، حتى تمر السنوات ويتقدم العمر ليصل الرجل لسن الخمسين، والذي قد يراه البعض منهم أزمة منتصف العمر وانطفاء الرغبة، فهذه المرحلة تتأثر بالعديد من العوامل التي تنعكس على العلاقة الحميمة بين الزوجين.


المستشار الأسري عبدالرحمن القراش يوضح لنا العديد من النقاط الحساسة حول الموضوع من خلال السطور التالية:


بداية يقول القراش: "حين تدق الخمسون باب عمر الرجل يتعكر مزاجه، فيشعر بالانكسار أمام الرغبة في العلاقة الحميمة  التي لم تعد كالسابق لاسيما أمام زوجته، ويعيش حالة اكتئاب وتوتر وتقلب في المزاج"، مشيراً إلى أن أسباب هذه الحالة قائمة على أمور عديدة، منها:


- إنكار حقيقة هذه المرحلة من عمره من خلال المكابرة والعناد.


- الخوف من المعايرة إذا قل عطاؤه فيبحث عن أخرى ليثبت كفاءته.


- اتباع الرجال للعادات السيئة التي تدهور صحتهم، مثل: التدخين، ارتفاع التوتر، استخدام علاج غير موصوف من قبل الطبيب، اتباع نظام غذائي سيئ، الافتقار إلى ممارسة التمارين الرياضية، مشاكل نفسية وضغوط عصبية.


ويعقب القراش: لذلك أغلب الرجال يعيشون هذه المرحلة رغم اختلاف درجات أعراضها من واحد إلى آخر، إلا أن جميع الرجال يشتركون في الشعور بالفتور المصحوب بالشعور بالخيبة والتعب وضعف الرغبة وعملية الانتصاب والقوى العضلية مع ازدياد ألم في الظهر، وكل هذه العوارض تترافق مع نوبات غضب لا مبرر لها.


• نتائج ضعف الرغبة في الخمسين
يقول القراش عن نتائج ضعف أداء الزوج في الفراش: "كنتيجة طبيعية لحالة الضعف التي تعتري الرجل في هذا العمر يتخذ مواقع دفاعية عن نفسه، فيلجأ لخوض تجارب عاطفية كالتي كان يعيشها في سنوات الشباب، ويسعى إلى إصلاح ما أفسده الدهر بطريقة خاطئة وربما يكون ضررها كبيراً عليه مستقبلاً، خصوصاً في مرحلة مراهقة الخمسين التي لا تؤمن عواقبها أسرياً واجتماعياً، حيث أن هروب الرجل من هذا الواقع بطريقة خاطئة يسبب اختلالاً في التوازن النفسي والسلوكي لديه".