مغاربة يؤازرون ضحايا الإرهاب في باريس

4 صور
تجمع عشرات المثقفين والفنانين والنشطاء المغاربة مساء أمس في مدينتي الدار البيضاء والعاصمة الرباط، رافعين شعار "جميعاً ضد كافة أشكال الإرهاب ومن أجل التعايش والتسامح بين الشعوب" ومشعلين الشموع تعبيراً عن تضامنهم مع ضحايا هجمات باريس وبيروت.
وجرى تنظيم الوقفة الأولى أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، فيما الوقفة الثانية نظمت أمام القنصلية الفرنسية، بالمدينة نفسها، بدعوة من "الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان"، الذي يضم أكثر من عشرين هيئة حقوقية، أما الثالثة فنُظمت أمام القنصلية الفرنسية، بمدينة الدار البيضاء شمال المغرب ودعت إليها بعض الجمعيات غير الحكومية.
وخلف الحادث المأساوي الذي شهدته العاصمة الفرنسية باريس، مساء الجمعة الماضي، أجانب من أصل الـ352 جريحاً الذين سقطوا في الاعتداءات المتزامنة، التي نفذها 8 انتحاريين في 6 مواقع مختلفة من باريس وضاحيتها الشمالية، من بينهم مهندس شاب مغربي ينحدر من مدينة الرباط، يبلغ من العمر 28 عاماً، وحيد والديه، احتفل بزواجه خلال الصيف الماضي، وكان رفقة زوجته داخل باحة مطعم بشارع فولتير وسط العاصمة باريس، يتناولان وجبة العشاء.
الشاب المغربي توفي على الفور، على خلفية التفجيرات الإرهابية، التي ضربت "عاصمة الأنوار"، فيما زوجته توجد في حالة غيبوبة، من فرط شدة الانفجار، الذي ذهب ضحيته زهاء 129 شخصاً، و352 جريحاً، من بينهم 99 مصاباً بجروح خطيرة.
وفي نفس السياق، عمد عدد من المواطنين المغاربة الى مزج صورة "البروفايل" الخاصة بهم على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بصور للعلم الفرنسي تضامناً مع دولة فرنسا والشعب الفرنسي، إثر الهجمات الدموية التي عاشتها باريس مساء مؤخراً.
وكان العديد من الفيسبوكيون المغاربة، قد اعتمدوا هذا التطبيق بشكل مكثف قبل أيام، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء .
من جهة أخرى، وعلى خلفية هجمات باريس أصدر المجلس العلمي الأعلى لعلماء المغرب عقب هذه الهجمات تفسيراً يحدد معنى الجهاد في كونه "لا يتم إلا في حالة الدفاع عن النفس"، معتبراً ما حدث "عملاً إجرامياً وقتلاً للأبرياء". كما دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية العلماء والفقهاء إلى "مزيد من الجهود لتوعية الناس بخصوص الفرق بين الجهاد وقتل الأبرياء"، بينما أعلنت الخطوط الملكية المغربية تشديد مراقبتها في المطارات المغربية، حيث طلبت من المسافرين القدوم إلى المطارات "ثلاث ساعات على الأقل" قبل إقلاع الطائرات من أجل القيام بالإجراءات الأمنية المطلوبة".
وكان تقرير صدر قبل أسبوع من وزارة العدل والحريات المغربية أفاد أنه منذ بداية 2015 لغاية 23 سبتمبر "تم تسجيل حوالي 214 ملفاً تتعلق بقضايا الإرهاب، تمت فيها متابعة 230 متهماً، وتقرر الحفظ أو الإحالة للاختصاص على محاكم أخرى بالنسبة إلى 12 متهماً.