يعد الفنان التشكيلي الجزائري فاروق بن عبد الرحمان أول رسام عربي يحجز مكاناً له في صفحات موسوعة التشكيليين العالميين، والتي تضم الفنانين المتميزين الذين حققوا في مسارهم الإبداعي ثراء فنياً واحترافاً ذا خصوصية، وصارت لديه بيوغرافيا خاصة به يمكن للعالم أن يطلع عليها، وتحقق كل ذلك بعد أن قامت هيئة أوروبية بمتابعة المسيرة الفنية الخاصة بالمتوج، الذي نظم ما لا يقل عن 20 معرضاً دولياً، مؤكدة الموهبة الصارخة، والذوق الرفيع الذي اتسم به.
إنه فنان تشكيلي خريج المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر العاصمة، وتابع بالموازاة مع ذلك التحصيل العلمي بكلية الإعلام في تخصص النقد الفني، وعمر تجربته الفنية لا تقل عن 20 عاماً، نشط فيها بحركية محسوسة، منظماً العديد من المعارض في الكثير من الدول، نذكر منها: فرنسا وإنجلترا والإمارات وقطر والمغرب وتونس، وما إلى غير ذلك.
حقق الفنان في البداية حضوراً قوياً ببلده، وعلى مستوى المغرب العربي، ثم ارتقى إلى العالمية؛ لوجود اسمه في ثلاث موسوعات محلية، من بينها: معجم بيوغرافيا للفنانين الجزائريين من 1917 إلى 1999، ومعجم آخر من 1870 إلى 1910، وكذا معجم ثالث من 1925 إلى 2010.
يذكر أن الفنان ذو نزعة انطباعية تجريدية، ويركز في العديد من لوحاته على سحر المرأة، فيغازل تفاصيل جمالها بريشته الطيعة؛ من خلال الغوص في عمق التراث الجزائري، ويحرص على طبعه بلمسته العصرية، ويجد المتذوق نفسه يستمتع بلوحات واقعية تصور ملامح وجمالية المرأة الجزائرية، التي يستقي صورتها من عدة مناطق وأحداث مرّت بها الجزائر.
والجدير بالإشارة، فإن الفنان يستعين بتقنية التجاوز اللوني والأبعاد الخمسة في مجمل أعماله، ويعالج المواضيع الخاصة بالقضايا النفسية والاجتماعية والثقافية وحتى السياسية، ويوجد اليوم في جولة سوف تنظم فيها سلسلة من المعارض داخل وخارج الجزائر؛ أي بكل من مدينة الدار البيضاء المغربية، ومعرض آخر في دبي الإماراتية، ناهيك عن التواجد في صالون بروفانس بفرنسا.