تملأ المجتمع العديد من الأفكار والقناعات الخاطئة التي يتم توارثها جيلاً بعد جيل بشكل مسلّم به، والتي تكون كفيلة في أن تشكل عائقاً أمام تطوره.
ولأن الجيل الحالي يوجد أفراد كُثر نجدهم بطموحاتهم وتطلعاتهم الكبيرة يميّزون الأفكار العقيمة فيرفضونها، ويقدّرون الإيجابي منها فيتمسكون بها ويواكبونها، مع تغيرات العصر نلحظ ذلك جليّاً عبر ظهورهم في وسائل التواصل الاجتماعي التي تعكس تفكيرهم وتوجههم.
وفي تويتر نشط ترند #لازم_نغير_فكرة أوضح لنا العقلية الواعدة التي يحملها شباب المستقبل، وكان أبرزها تغريدة «sara»: (#لازم_نغير_فكرة أن أي تطور مجتمعي وثقافي حيعود علينا بالمساوئ والأضرار)، و«yasmin»: (إن المرأة مضطرة تتحمل اضطهاداً وتعنيفاً وعضلاً عشان ما في مكان تروحه)، و«مولي»: (#لازم_نغير_فكرة التسرع في الحكم على الأشخاص من المظهر الخارجي).
وفي هذا الشأن توجهت «سيدتي» إلى أخصائي تدريب وتطوير الأفراد والأعمال مصطفى عبدالله للحديث عن «مبدأ تغيير الفكرة»، وكيف يتصرف الفرد تجاه الحرب التي تقام ضد من خالف بإيجابية؛ رغبةً في التطور والتميز فأوضح أن الإنسان عادة لا يغير فكرةً في رأسه ويؤمن بها إلا إذا تعرض إلى ما يثبت أن هذه الفكرة لا تتناسب تماماً مع واقعه، وأحياناً يصر عليها لأنه يجد فيها ارتياحاً في منطقة راحته، ما يجعله يصر على إنكار الواقع بسبب ما هو متراكم لديه في ثقافته. ولأن الفرد جزء لا يتجزأ من المجتمع وأفكاره، فهي في آخر المطاف تشكل أفكار المجتمع، فمتى ما استطاع الفرد أن يغير أفكاره ويتراجع عن السيئ منها، فبالتالي سيتأثر بشكل أو بآخر بمن هم حوله بهذه الأفكار، فيجب عليه أن يعبر عن أفكاره التي يؤمن بها.
وتتمثل أهم نقطة في تغيير الأفكار وإدارتها في القدرة الذاتية للشخص للتخلي عن أفكاره، وهذه بالعادة لا تأتي إلا من خلال العديد من الأمور، أهمها تيقنه الكامل بعدم جدوى البقاء ضمن ما يؤمن به من أفكار، أو تعرضه للصدمة القوية، وأيضاً تداول الأفكار ونقاشها في وسائل الإعلام، مما يجعلها متداولة في المجتمع بشكل كبير وتوضع تحت التطبيق، ونلحظ تغيير الكثير من الأفكار من خلال وسائل التواصل الاجتماعي والتأثر الواضح منها. ومن أهم الأمور التي يجب إدراكها أن الفرد مهما تشبث بأفكاره فهي تتغير بشكل تلقائي بين كل 5- 10 سنوات، فما كنت تؤمن به من أفكار قبل عشر سنوات أنت الآن لا تؤمن بأغلبها سواء كانت مبادئاً أو قيماً لديك.