مسرحية "بحر ورمال".. تخرق دائرة العبث

الفنان خالد الطريفي في أحد مشاهد العمل
من العمل
هلا البديري من العمل
الفنانان هلا بدير ومحمد الجيزاوي من العمل
الفنان خالد الطريفي والفنان بلال زيتون من العمل
5 صور

البحر والرمال.. شقيقان نقيضان، قريبان كثيراً من العبث، وبعيدان جداً كذلك، فيهما من اللا جدوى كثيراً، ويشبهان إلى حدٍ أكبر "غودو"، الذي لم يلتقيه حتى الآن كاتبه "صيموئيل بيكيت".
العبث الذي يزاحم أيامنا بشكل خفي، يتسلل من بين الساعات والدقائق والثواني، يأكل الوقت، حتى يغدو الزمن لعبة سخيفة لا أهمية لها، وربما يضرب بأهمية أي شيء عرض الحائط.
هذا ما قدمته فرقة "شمس" المسرحية بالعرض المسرحي "بحر ورمال" للمخرج سلام قبيلات، وأداء الفنان خالد الطريفي، برفقة كل من الفنانين بلال زيتون، هلا بدير، ومحمد الجيزاوي، على خشبة مسرح المركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان.

متى سوف نرسو..؟
يتناول العمل قصة أربعة أشخاص على متن سفينة، ينتظرون من سلطات المرفأ السماح لهم بأن يرسو، ولكنهم ومنذ زمن بعيد يجدون جواباً بالرفض من السلطات، بحجة وجود حمولة غير آمنة على متن السفينة، ومع مرور الزمن الطويل يفقد الركاب عقلهم ويصيبهم الجنون، حتى يكتشفون جميعاً أنهم بالأساس راسون على الشاطئ.

العبث في العمل..
"بحر ورمال" عمل بني بشكل كامل على فكرة "العبث المسرحي"، حيث لا أهمية للزمن، وليس هناك هدف من الأفعال والأقوال، لا سيما الانتظار على وجه التحديد، فاعتمد قبيلات على التكرار في الحوارات بعدة أشكال وحالات مختلفة، لإيصال مقولة العمل، لأنه مهما حاولنا أن نغير الشكل يبقى ذلك المضمون الميت.. ميتاً.
وكان ذلك جلياً حتى في تبدل أفعال الشخصيات ببعضها البعض، فكل تلك التحولات هدفها قتل الزمن فقط، ذاك الزمن الذي لم يعد له أي أهمية، وترك المكان معطلاً لأنه هو الآخر فقد أهميته كالزمن تماماً. وختم عبثه بأن أنهى العمل بنفس مشهد البداية.

الموسيقى..
من المؤكد بأن الموسيقى التي ألفها الموسيقار الشاب موسى قبيلات، كانت من أهم عناصر العمل، والتي خدمته بشكل كبير، فكانت قادرة تماماً على وضع الحضور بأجواء العرض والعبث الذي فيه. فكانت بعيدة عن الموسيقى التقليدية للأعمال المسرحية، وربما ما ساعد على ذلك أنه قد تم تأليفها خصيصاً للعمل، فاستطاعت أن تأخذ روحه جيداً.