أثبتت دراسة جديدة أنَّ تناول الأسبرين بعد عام من السكتة الدماغية المصغّرة يمكن أن يقلّل من خطر حدوث سكتة دماغية تالية بنسبة تصل إلى 80% خلال الأيام القليلة الأولى.
اعتاد الناس، لعدة قرون، أخذ الأسبرين لتخفيف الصداع المزعج. وفي ما وراء ذلك، تشير الدراسات إلى أنَّ مسكن الألم يقدم العديد من الفوائد الصحية، بما في ذلك الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان. كما استخدمه الأطباء لعلاج المرضى الذين عانوا من نوبة نقص تروية عابر، وهي المعروفة بالسكتة الدماغية البسيطة. والآن، أفاد بحث جديد نشر في مجلة The Lancet بأنَّ المرضى الذين يتناولونه سيستفيدون من نتائجه الصحية.
تختلف أنواع السكتات الدماغية البسيطة عن الأنواع الرئيسية؛ فالنوع النزفيّ يحدث بسبب وقف تدفق الدم إلى الدماغ فقط، لفترة قصيرة من الزمن، وعادة لا تزيد عن خمس دقائق، وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). بالإضافة إلى كونها حالة طبية طارئة، فهي تعادل علامة تحذير من السكتة الدماغية في المستقبل. ومن الجدير بالذكر أنَّ السكتات الدماغية تعتبر مسبب الوفاة الخامس في الولايات المتحدة، أي بمعدّل شخص كلّ أربع دقائق.
سيعجبك 8 أطعمة تحمي قلوب النساء وفق دراسات عالمية
لاهتمامهم بمعرفة ما إذا كان تناول الأسبرين فوراً بعد حدوث سكتة دماغية بسيطة يقلّل من خطر حدوث السكتة الدماغية الثانية، قام باحثون أوروبيون بالاطلاع على بيانات نحو 16000 شخص شاركوا بالفعل في 12 تجربة تتمحور حول فعالية الأسبرين للوقاية طويلة الأمد من السكتة الدماغية، وقاموا بتحليل بيانات حوالى 40000 شخص في ثلاث تجارب حول استخدام الأسبرين كعلاج محتمل للسكتة الدماغية الحادّة.
فعالية عالية
يكون خطر الإصابة بجلطة دماغية أعلى بعد جلطة بسيطة لبضعة أيام. وأثناء هذا الوقت، وجد الباحثون أنَّ الأسبرين يقلّل بشكل كبير من خطر الإصابة بسكتة لاحقة بنحو 70 - 80 %، وهذه نسبة كبيرة مقارنة بنسبة 15 % توصّلت إليها الدراسات السابقة.
"العلاج الفوري بالأسبرين قد يقلّل بشكل كبير من خطر السكتة الدماغية المتكرّرة في وقت مبكر. لهذه النتيجة انعكاسات على الأطباء، الذين يجب عليهم إعطاء المريض الأسبرين فوراً عند الاشتباه بنوبة نقص تروية عابرة أو سكتة دماغية بسيطة، بدلاً من الانتظار لتقييم متخصص ولفحوص"، يقول كبير الباحثين بيتر روثويل.
وأضاف: "نحثّّ الناس على تناول الأسبرين، إذا كانوا يعتقدون أنهم عرضة لسكتة دماغية خفيفة إن شعروا بأعراض عصبية مفاجئة غير مألوفة، لأنه يمكن معالجة هذا الوضع بشكل عاجل، وبخاصة إذا كانت المساعدة الطبية غير متوفرة"، بحسب "توب سانتيه".