من المعروف أن شهر الصيام هو شهر واحد في العام، وهو الشهر الذي يتم التغيير فيه بيولوجياً ونفسياً من حيث الجسد والروح، فالتغييرات الجسدية الناتجة عن نقص السكريات تؤثر على الروح والشخصية بشكل عام، ومن الضروري هنا أن نتوقف قليلاً لنتحدث عن انخفاض نسبة السكر في الدم، والذي يعطي إحساساً بالكسل والفتور ونوعاً من الصداع والدوخة، وأحياناً يحدث عند بعض الناس ارتعاشاً في أطراف اليدين مع ظهور حبات العرق، كما يؤدي نقص السكر في الدم إلى إحساس الإنسان بالعصبية الزائدة مع سرعة الإنفعال و"النرفزة".
ومن الكلمات المألوفة: أنا صائمة لا تثيري أعصابي، وهذه الكلمات خاطئة، وإن كان لابد فلتقولي: إني صائمة وكفى، فالهدف من الصيام هو التحكم في النفس البشرية وميولها العصبية، وهذا هدف متميز من أهداف الصيام.
وهناك العديد من النصائح للسيطرة على هذه العصبية أثناء الصيام:
- لا تفرطي في الطعام بعد الإفطار، ودعي جسدك يتأقلم على قلة الطعام على مدار اليوم، حيث يقول الدكتور العالمي ألكسيس كاريك الحائز على جائزة نوبل في الطب في كتابه الذي يعتبره الأطباء حجة في الطب "الإنسان ذلك المجهول": إن كثرة وجبات الطعام وانتظامها ووفرتها تعطل وظيفة أدت دوراً عظيماً في بقاء الأجناس البشرية، وهي وظيفة التكيف على قلة الطعام.
- لا تحاولي تذكير نفسك طوال الوقت باحتياجك للماء والطعام، فهذا يزيدك عصبية.
- تذكري دائماً أنك لست وحدك من تصوم، فكل من حولك صائمون حتى المدراء والزملاء والعملاء.
- لا تبرري تصرفاتك وانغلاقك على نفسك في وجه الآخرين بالصيام.
- تمتعي بالاستغفار دوماً فهو بداية الصبر.
- استمتعي باليوم ولا تنظري للساعة كل فترة قصيرة .
- عوّدي نفسك قبل رمضان على التوقف عن بعض العادات "بعض هذه الأسباب يتعلق بتوقف الصائم عن تناول أمر ما قد أدمنه، وهو أمر يتعلق بمدمني الشاي والقهوة والنسكافيه والكابيتشينو والشوكولاتة، إضافة إلى المدخنين وإدمانهم للسيجارة أو الشيشة وتدخينها، هذا الاعتياد الدائم الخاطئ هو الذي يجعل الصائم يشعر برغبة ملحة في تناول مكيفاته التي اعتاد عليها بنفسه وأدمنها، وهو سبب زيادة حدة إثارة أعصابه وليس الصيام ذاته".