شغف فنية المختبرات عبير حيدر بالقراءة منذ طفولتها دفعها لتأسيس نادي فتيات الرياض للقراءة، والذي انطلق من صفحة على «فيسبوك»، ومع ازدياد عدد العضوات إلى أكثر من 2000 عضوة من مختلف الجنسيات والفئات العمرية، تحول النادي من مشروع في العالم الافتراضي إلى واقع، وباتت لقاءات العضوات تتم مباشرة وبشكل شهري لمناقشة كتاب ثقافي، واستضافة عدد من المشاهير في مجالات مختلفة.
تقول عبير عن بدايتها: في طفولتي كانت تستهويني قراءة الكتب والصحف اليومية كثيراً، وكنت أشعر بمتعة حقيقية عندما أنتهي من كتاب وأحصل على آخر، ومع الوقت تحول الأمر إلى شغف وإدمان ورغبة في مشاركة الآخرين في قراءة كتاب ومناقشة محتواه، ومن هنا طرأت فكرة إنشاء صفحة كنادٍ للقراءة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» في شهر مايو 2014، واستقطبت الصفحة في بدايتها 10 عضوات، ثم تضاعف العدد إلى أكثر من 2000 عضوة من هواة القراءة، تطورت العلاقة بينهن سريعاً لتصبح صداقة وتفاعلاً ثقافياً يومياً تدور معظم نقاشاته حول الكتاب والقراءة والأدب والأدباء.
ومن أهم الأنشطة في هذا النادي اختيار كتاب من قبل العضوات لتتم قراءته من قبل الجميع خلال شهر كامل، وتتم عملية الاختيار بواسطة ترشيح 3 كتب، ثم التصويت من بينهم على كتاب واحد، ويتولى الجميع بعد ذلك البحث وشراء الكتاب سواء كان ورقياً أو إلكترونياً، وفي أوقات كثيرة تقوم العضوات بتوفير الكتب لعضوات أخريات يقمن في مناطق ودول لم يتمكنّ من الحصول على الكتاب.
وبعد ذلك يقوم الجميع بقراءة هذا الكتاب الذي يطلق عليه كتاب الشهر، وفي نهاية الشهر نتفق على يوم ووقت معين لمناقشة الكتاب وأبعاده الفنية والأدبية، ولمتعة أكبر رغبنا بأن يكون هذا التفاعل الثقافي على أرض الواقع، فأصبح هناك لقاء شهري لعضوات النادي في مدينة الرياض وتحديداً في مركز الملتقى النسائي.
وعن أهم مواصفات كتاب الشهر تقول عبير: لابد أن يكون له هدف وقيمة أدبية، وموافقة العضوات بالإجماع، وغالباً نحاول عند الاختيار الابتعاد عن الكتب الرومانسية والسياسية، وأنا شخصياً تجذبني، وكانت غالبية الكتب عربية، ولكن امتثالاً لرغبة بعض العضوات تم افتتاح قسم للكتب الغربية، والتي أصبحت من ضمن الخيارات المطروحة، فيخصص شهر للكتاب العربي وآخر للغربي.
وعن أكثر كتاب حقق أصداء وتفاعلاً بين العضوات تقول: كتاب «الأبله» وهو رواية روسية، وكتاب «الإسلام بين الشرق والغرب» لعلي عزت بيقوفتش.
أما عن توثيق تلك الملتقيات فتضيف: بكتابة ملخص بما يدور فيها من نقاش من قبل بعض العضوات اللواتي يملكن موهبة أدبية، كما تفضل بعضهن التوثيق عبر الصور، ويتم في نهاية الأمر نشر كل ذلك على صفحة النادي في «فيسبوك».
واختتمت حديثها عن مشاريعها المستقبلية قائلة: نحن الآن بصدد توسيع فكرة النادي، وإنشاء فروع له في مدن سعودية أخرى، مثل: جدة، والمنطقة الشرقية، كما نعمل على إنشاء موقع إلكتروني خاص بالنادي، وتخصيص قسم «super mommy» الذي يهتم بالكتب التربوية وزرع حب القراءة لدى الأطفال منذ طفولتهم المبكرة، أي من عمر 5 إلى 9 سنوات.