الكاتبة ناهد الشوا «طفلة لا يعجبها عالم الكبار»

كاتبة الأطفال، ناهد الشوا
من مؤلفات ناهد الشوا: «يحيا العدل»
ناهد الشوا
الكاتبة ناهد مع الأطفال
ناهد مع أحد الأطفال في مكتبها
كاتبة الأطفال، ناهد الشوا
6 صور

إنسانة ملكت حس الإبداع وروح الطفولة، تسعى لترك أثر جميل في هذه الدنيا المليئة بمواسم الخير والمحبة والعطاء، هي الكاتبة ناهد الشوا، كتبت وأصدرت للأطفال ما يقارب المائة كتاب حتى الآن، مشوارها الأدبي برز في عالم الكتابة للطفل؛ لتضع بصماتها الموثقة في عالم أحلام الأطفال، بكتابتها التربوية الممزوجة بالخيال والثقافة.
«سيِّدتي» دخلت مكتب أحلام ناهد الشوا، وكان لنا الحوار التالي:


كيف تصف كاتبة الأطفال طفولتها ونشأتها؟
تربيت وترعرعت وعشت طفولتي في السعودية، وقضيت مراحل التعليم فيها، وكان لمدرسات اللغة العربية الفضل الكبير؛ فهن المشجعات والموجهات لقلمي، ولا أنسى فضل أبي الذي شجعني على القراءة منذ نعومة أظفاري، وأحضر لي كتب المنفلوطي وطه حسين والرافعي وشكسبير لقراءتها وأنا في الصف الرابع، وكان لعدة كتب كـ«العبرات» و«الأيام» و«الفضيلة» و«مجدولين» أثر بالغ على رؤيتي وطريقة تفكيري وقدرتي على التحليل والتأمل في ذلك الوقت، بعدها أكملت دراستي الجامعية في إنجلترا في تخصصين، هما: علوم الحاسب، والرياضيات، ولكن ظل الكتاب هو صديقي، وأذكر أن كتاب «في صالون العقاد» كان رفيقي في حدائق لندن وعلى ضفاف النهر، وقد قرأت العديد من الكتب سواء العربية أو الإنجليزية في السياسة وعلم النفس والأدب والفلسفة والأدب المقارن والأديان، وشعرت في غربتي تلك بأنني أحتاج صديقاً وفياً، وكان الكتاب أوفى صديق.

رحلة الحلم والشغف الطفولي
حكايات الجدات والأمهات، هل كان لها دور في حبك لقصص الأطفال؟
بصراحة لم يقم أحد برواية قصص لي في صغري، لكنني كنت قارئة جيدة للقصص في طفولتي، وأذكر منها «طبوش ولولو» ومجلدات «سوبر مان»، أما «ألف ليلة وليلة»؛ فقد كان لها أثر عظيم، حيث فُتحت لي أبواب الخيال على مصراعيها، وقد شغفت بالاطلاع على كل فكر غير عادي، من باب البحث والفضول واكتشاف قدرات البشر على التفكير والنظر إلى الأمور من زوايا مختلفة.

كيف دخلت عالم الكتابة؟ ولماذا كان الطفل هو خيارك الأول؟
لقد بدأت الكتابة مع زميلاتي في مجلة أدبية مدرسية، ثم أصبحت أشارك بمقال أسبوعي في صفحة الثقافة في الجرائد السعودية والعربية، وتعتبر هذه هي بداياتي الرسمية مع عالم الكتابة بوجه عام، ومن تلك البوابة دخلت مجال النشر الأدبي لأوائل كتبي، وهو «همسات فتاة شرقية»، أما الكتابة للأطفال؛ فقد دخلت عالمها من عالم الأمومة وحرصي على أن أزرع في أطفالي معاني ومفاهيم تبني فيهم الإنسان الخير السليم الفطرة، وكنت أبحث في المكتبات عن كتب أدب الأطفال تروقني؛ فلم أجد بالعربية منها كتباً تستحق الذكر؛ فقررت بتشجيع من أساتذة في مجال أدب الأطفال والعلامة المعروف الدكتور إحسان عباس -رحمه الله- أن يتحول هدفي الخاص إلى هدف عام، وأن أخوض مجال نشر أدب للأطفال، هادف وممتع في ذات الوقت.

أنا طفلة لا يعجبها عالم الكبار
كيف ترين نفسك أثناء كتابة القصة، طفلة أم سيدة ناضجة؟
عندما أكتب «أنا طفلة لا يعجبها عالم الكبار»، أخرج أوراقي ودفاتري وأفكاري من أدراج الحلوى وأحملها معي في فقاعات صابون، بينما أتذوق الشوكولاتة وأتسخ ولا أبالي، لكنني في ذات الوقت أفتح أدراج الخبرة، وأضع قوائم الأهداف أمامي لكي أنجز ما أطمح إليه بصورة أكون راضية عنها نوعاً ما؛ فأنا دائماً مقتنعة بأن هناك أفضل وأجمل، الجميل بالكتابة أنك تعرف أن هناك الملايين من أبواب الخيال التي ممكن أن تفتحها، حتى لو أنك قد طرقت وفتحت الكثير منها.