تمَّ، يوم الاثنين الماضي، تسريب فيديو على «الفيس بوك» يظهر امرأة وهي تضرب «معتمد» منطقة «سيدي حسين» بتونس العاصمة ضرباً مبرحاً، وتكيل له اللكمات، وتقضمه بأسنانها من أماكن مختلفة من جسده، كما خنقته من رابطة عنقه وضربته فوق رأسه بالنعال.
وحصل ذلك أمام جمع من الناس، وكانت المرأة في حالة هيستيرية تضرب وتصرخ، في حين لم يرد المسؤول الفعل محاولاً فقط الإفلات من المرأة وحماية رأسه من الضرب المبرح الذي انهال عليه.
والغريب أن لا وجود لحراس لحماية المسؤول السّامي، كما إن الجمع من الناس الذين حضروا الحادثة لم يتدخلوا لمسك المرأة أو حماية الرجل من ضربها له، بل يبدو أن البعض منهم كانوا مناصرين لها.
ووظيفة «المعتمد» هي وظيفة إدارية وسياسيّة سامية؛ فالمعتمد يأتي مباشرة في السلم الوظيفي بعد الوالي «المحافظ»، وله مكانة مهمة في الدولة، وأن امرأة تشبعه ضرباً يمثِّل إهانة كبيرة له ولهيبة الدولة أيضاً!
ويقول من سرّب الخبر إنّ المعتمد تحرّش بالمرأة، ولكن لم يتم إلى وقت إعداد هذا الخبر، كشف كل ملابسات الحادثة التي تؤكّد الانفلات الكبير في تونس والفوضى التي تسود في بعض الأماكن والعنف الذي انتشر بشكل كبير في المجتمع.
وذكرت مصادر أخرى أن المعتمد، واسمه كمال بوجاه، صرح بأن المرأة التي اعتدت عليه هي موظفة تعمل في «المعتمديّة» تحت إمرته، وما صدر منها من عنف جاء باعتباره رد فعل إِثر اتخاذه قراراً إدارياً ومعاقبتها.
هذا، وتم بإذن من النيابة العمومية إيقاف المرأة من رجال الأمن في انتظار محاكمتها بعد أن أثار الفيديو ضجة كبيرة وردود فعل متباينة بين متصفحي مواقع التواصل الاجتماعي.
والمؤكد أن الحادثة ستعرف تطورات كبيرة في الساعات المقبلة، بعد أن أصبحت في ظرف وجيز قضية رأي عام، تباينت فيه الآراء بين مناصر للمرأة ومستنكر لما فعلته، وسيتم الكشف عن خلفيات وانعكاسات هذه الحادثة التي هزت في ظرف ساعات الرأي العام في تونس.
