المأكولات والمشروبات التي نراها في أيدي أبنائنا في المدارس تشير إلى وجود مشكلة كبيرة في العادات الغذائية غير الصحية، ولأن الصفة التي لازمت الغذاء الصحي بأنه «أكل مستشفيات» جعلت الكبار قبل الصغار ينفر من تناوله، فساهم ذلك في تدمير حاسة التّذوق عند الجيل الجديد؛ ليصبح الغذاء الغني بالدهون ومضافات الأغذية هو الأساسي، فكان ذلك كفيلاً لأن يجعل خط الرجوع للأكل الصحي يغدو صعباً، فعزز ذلك على الأمراض بالأجساد الصغيرة بسبب السموم التي أرهقت جهاز المناعة، فصعب عليه مقاومة هذا الكم الهائل من السموم التي غزت الجسم.
وكانت قد وصلت «سيدتي العديد من الشكاوى من قبل الأمهات، فيما يخص الطعام المقدم في مقاصف المدرسة، فقالت «سماح أحمد» والدة طالبين في ثالث ابتدائي وأولى متوسط: لكوني غير راضية عن الأطعمة الضارة المقدمة في المقصف المدرسي، فأقوم بإجبارهم على تناول الفطور في المنزل، وأعدّ لهم وجبة أيضاً للمدرسة.
وأم «رهف» وضحت لنا استياءها الشديد وعدم رضائها لكون المقصف المدرسي يقوم ببيع أطعمة غير مفيدة مثل الإندومي.
و«تهاني سلمان» تقول: أعطي لابنتي في الصف الثاني الابتدائي 10 ريالات كمصروف مدرسي، لكون المدرسة تقدم للطالبات وجبات كبيرة ودسمة مثل الباستا والبيتزا.
وفي هذا الشأن صرحت أخصائية التغذية لـ«سيدتي» أن حالات كثيرة تصلها لأطفال لديهم كوليسترول عال وضغط، وذلك بسبب الأطعمة الغنية بالدهون التي يتم تقديمها لهم بدون أي إشراف صحي. وقد جاءتني حالة لطفل يبلغ من العمر 9 سنين ووزنه يبلغ 90 كيلو، فكان يسرد لي نظامه الغذائي هو وأصدقاؤه بالمدرسة، فتفاجأت أن إفطارهم كان عبارة عن برجر وونجتس بطاطس.
وأشارت إلى أن دور الأسرة مهم جداً، واستسهال الأم للوجبة المحضرة سريعاً لتريح نفسها من عبء تحضير وجبات صحية أو اعتماد الأم على المساعدة المنزلية في الإشراف على تغذية الأبناء يعد أمراً خطيراً.
وبناءً على دراسة ميدانية قامت بإجرائها على المدارس الخاصة والحكومية ومراكز ذوي الإعاقة والاحتياجات الإضافية، وجدت أن مشكلة التدهور الصحي عند الأطفال بسبب سوء التغذية وسوء اختيارات الغذاء ليس بسبب قلة التوعية الغذائية، وإنما المشكلة الحقيقية تكمن في غياب الخيارات الصحية بالمدارس، فأفضل الخيارات المتاحة للطلاب يعتبر غير صحي (سيّء)، بالإضافة إلى غياب الرقابة الأسرية في المنزل وعدم وجود القدوة؛ لينتج بذلك نسبة عالية من الأطفال يمتنعون عن تناول الطعام الصحي والمعد بطريقة صحية.
وفيما يخص الدعم التجاري من قبل الوزارات المختصة؛ فإنه لا يشمل المنتجات الصحية للمدارس، فسعر حبة الفاكهة في حال توفرها في المدارس يكون بقيمة واحد كيلو من الفاكهة، ويكون وضع الأسعار تم بدون دراسة مسبقة لمعدل المصروف اليومي للطالب؛ لترجح بذلك كفّت الخيارات غير الصحية المتاحة أمام الطلاب.
أمهات يشكين تدهور الأطعمة في المقاصف المدرسية
- أخبار
- سيدتي - ليلى باعطية
- 19 أكتوبر 2016