ما بين الإجهاد من التخطيط وجنون التغييرات الجديدة التي تطرأ في الجسد، وقائمة الممنوعات والمحظورات، ليس من المستغرب أن يسبب لك الحمل حالة من الذعر والخوف والرهبة، فحمل طفل بين أحشائك بالطبع ليس أمراً هيناً، ويعتبر رحلة لمدة 9 أشهر على متن سفينة أنت قبطانها، لذا عليك الوصول بها إلى بر الأمان.
ولكي تحققي مرادك، عليك أولاً تحديد المخاوف التي سوف تواجهك لكي تستطيعي التحضر لها ومواجهتها، ونحن هنا في "سيِّدتي نت" نقدم لك أكبر المخاوف التي يمكن أن تواجهينها في حملك:
سحق الطفل: تخشى العديد من النساء الحوامل التقلب أثناء النوم خوفاً من النوم على معدتهن، فيقمن بسحق للطفل، ولكي نزيح عنك هذا العبء، أثبتت الأبحاث أنه من الآمن النوم على بطنك في المراحل المبكرة من الحمل، ولكن عندما يبدأ بطنك في النمو، فمن الطبيعي أن النوم على بطنك سوف يكون أمراً غير مريح كأنك تنامين فوق بالون، ولكن إن حدث ذلك، فهو لا يشكل ضرراً على الطفل، ولكن عليك الحذر وتغيير وضعية نومك من وقت لآخر حتى لا يسبب النوم لفترات طويلة أي ضرر للطفل.
تغييرات بشرة الوجه: بعض النساء أكثر ما يخفيهن في الحمل تغير بشرتهن ونعومتها، فيما تخشى بعضهن تضخم أنوفهن كما يحدث مع بعض السيدات، حيث يتضاعف حجم الأنف مع تقدم الحمل.
قد يكون ذلك صحيحاً، ولكنه لا يحدث لكل النساء، فبعضهن لا تطرأ عليهن تغيرات كبيرة في الوجه، ولكن ذلك له علاقة مع زيادة الوزن، واحتباس الماء، والتحولات الهرمونية التي تجري في جسدك الخاص بك، والخبر السار أنه بعد الولادة بمجرد التخلص من وزن الطفل تهدأ الهرمونات ويعود الأمر إلى طبيعته.
تناول شيء من شأنه أن يؤذي الطفل: قلق وخوف وتوتر من تناول أطعمة تضر الطفل، الكثير من النساء يعشن في ذعر بسبب تلك التخوفات، ولكن ليس هناك الكثير من الأمور محظورة، فقط عليك استشارة طبيبك الخاص ليجري لك التحاليل لمعرفة الممنوعات من الأطعمة، ولكن مبدئياً تعتبر اللحوم النيئة والأسماك البحرية والحليب والجبن الغير مبستر من أهم الممنوعات التي يجب تجنبها، ويجب عليك الحفاظ على نظام غذائي متوازن وصحي.
فقدان الطفل: من أكبر المخاوف التي تصيب الحامل إجهاض الطفل، فهو يشكل خوفاً دائماً يؤرق حياتها ويومها، تلك المخاوف هي أمر طبيعي لكل حامل، ولكن من المهم أيضاً عدم السماح لهذه المخاوف للتحكم في أفكارك، ومعظم حالات الإجهاض تحدث في الثلث الأول من الحمل، وتحدث بنسبة تتراوح بين 15% و25% من جميع حالات الحمل، ولكن بعد مرور 3 أشهر من الحمل، يبدأ الخطر في التراجع بشكل كبير.
الولادة المبكرة: يصيب الحامل هاجس أن من المحتمل أن تحدث الولادة قبل الموعد المحدد لها، والتي تحدث نتيجة تشنجات تتسبب بفتح عنق الرحم قبل الأسبوع الـ37، هي مخاوف صحيحة، ولكن التعامل الصحيح مع الجسم أثناء فترة الحمل قد يقلل من مخاطر الولادة المبكرة بشكل ملحوظ، ومع ذلك عليك تهدئة نفسك، فنسبة حدوث ذلك ضئيلة، وكل ما عليك فعله هو أن تقومي بتحضير حقيبة مخصصة للطوارئ، وعند حدوث الأمر اتجهي فوراً صوب المستشفى أو قومي بالاتصال بزوجك وأقاربك.
تشوهات الجنين: تتسبب المواد الكيميائية والإشعاعية في تغيرات عديدة على الأجنة، مما جعل العديد من الأطفال يولدون مشوهين أو بإعاقة، وهو أمر يسبب رعباً لبعض الحوامل بأن يرزقن بطفل غير مكتمل النمو أو بإعاقة، وقد يحدث ذلك الأمر، لكن بمباشرة الطبيب والمتابعة الدورية يمكن كشف ذلك مبكراً، والكثير من الحالات يمكن علاجها أثناء فترة الحمل، وهو أمر يحدث بنسبة قليلة، لذا لا تدعي الخوف يسيطر عليك.
تظل تجربة الحمل والولادة فريدة من نوعها، فكونك تحملين روحاً وجسداً داخل جسدك هو بالفعل أمر مذهل، فدعي الخوف جانباً، وتمتعي بتلك التجربة وبجوانبها، وكوني دائماً على ثقة بالله، ولا تدعي للخوف مكاناً يسكنه في قلبك، وحافظي على صحتك جيداً وعلى ممارسة الرياضة والغذاء السليم.