تحتضن مدينة مراكش السياحية (جنوب المغرب) من 7 إلى 18 نوفمبر الجاري فعاليات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ (كوب 22)، ليشكل محطة التقاء لكل الفاعلين والداعمين لقضية الحفاظ على البيئة، حيث يحضر الفنانون والموسيقيون والرياضيون، باعتبارهم مؤثرين في مجتمعاتهم.
ويحرص المغرب على استضافة أسماء بارزة من عوالم السياسة والفن والثقافة والإبداع، مشجعًا إياهم على التواجد في افتتاح المؤتمر الذي سيعرف مشاركة العديد من الوفود الممثلة لبلدان القارات الخمس.
ويحظى الفنانون والمبدعون والرياضيون، الذين تمت دعوتهم للمشاركة في هذا الحث العالمي، بكل التقدير والاحترام والعناية، خاصة أنهم معنيون بالمناخ وعلاقته بالتنمية ببعض البلدان الفقيرة التي سبق لهم أن سافروا إليها وشجعوا على إقامة مشاريع بها، في إطار أعمالهم الإنسانية المكملة لدورهم الفني والإبداعي.
ومن المنتظر أن يركز مؤتمر مراكش للبيئة والمناخ على إعداد خارطة طريق عالمية تضع آليات مساعدة للدول النامية، ونقل التكنولوجيا إليها لتلحق بركب البلدان المتقدمة في مجال الحفاظ على البيئة.
ومن أجل ذلك، أعدت الفنانة المغربية أسماء لمنور أغنية خاصة بالمؤتمر بعنوان «حان وقت التغيير» بمشاركة الفنان المغربي يانسين الذي أدى الأغنية باللغة الإسبانية، والفنانة كوثر براني التي أدت بعض المقاطع منها باللهجة الريفية، وبغية بعث رسالة عالمية لهذا المؤتمر الدولي الهام، أدت الفنانة أسماء المنور الأغنية باللغات المعتمدة لدى منظمة الأمم المتحدة وهي الإنجليزية والفرنسية والعربية، مع مشاركة لكورال فرقة جواهر.
ومن المنتظر أن تستقبل مراكش المغربية الفنان العالمي الأمريكي دي كابريو، حيث يشكل موعد المؤتمر فرصة سانحة بالنسبة إليه لعرض تقديمي جديد لفيلمه الوثائقي حول تغير المناخ «قبل وقوع الفيضانات»، ووجهت الدعوة أيضا إلى المغني الأيرلندي بونو، وهو أحد أعضاء فرقة الروك الأسطورية «يو تو» وثالث أغنى موسيقي في العالم، وذلك لإسهاماته المتميزة في التحسيس بخطورة الأعمال التي من شأنها الإضرار بالبيئة، ولصوته المسموع في هذا المجال.
هذا ويحل بمدينة مراكش خلال فترات المؤتمر الفنان ريدفور ريدفورد، الذي سبق له أن قام بأنشطة مكثفة رفقة جمعيات مدافعة عن البيئة.
ومن المفاجآت الكبيرة حضور أسماء لها صيت عالمي في هذا الحدث البيئي المتميز، ضمنها الفنان الأمريكي ذو الأصل السينغالي إيكن، المشتغل على تنوير الرأي العام الدولي بخطورة استهداف البيئة خاصة على مستوى الاستعمال السيئ للطاقة.
ويعد هذا الفنان من بين الشخصيات العالمية التي ما فتئت تحث على استخدام الطاقات الرخيصة في المنازل الأفريقية لكونها لا تعتمد سوى على أدوات بسيطة وتحتاج لإمكانيات متوفرة لدى هذه البلدان الفقيرة.
وعلى المستوى الرياضي، تم وضع النجم الرياضي الأرجنتيني دييغو مارادونا على رأس قائمة المدعوين، الذي تأتي زيارته بعد أن سبق له الحلول بالمغرب خلال السنة الماضية للمشاركة في مباراة استعراضية لكرة القدم أقيمت بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء بمدينة العيون (جنوب المغرب).
ومن الأسماء الرياضية، النجم العالمي في رياضة «الكيك بوكسينغ» المغربي بدر هاري، حيث تمت دعوته لقيادته منذ مدة طويلة حملات بيئية تحسيسية في إطار أنشطة «مؤسسة بدر هاري للأعمال الخيرية للعمل التطوعي».
ويؤكد منظمو مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 22) أنه يرمي إلى ترجمة العديد من المحاور المتفق عليها في اتفاق باريس (كوب 21) على أرض الواقع، من ضمنها التكيف مع الوضع، والشفافية، ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، وهو ما سيساهم فيه المشاهير بشكل جلي من خلال مختلف الأنشطة التي يودون المشاركة فيها أو تنظيمها.
ويعتبرون أن الاهتمام بالقضايا البيئية من أوليات السياسات العمومية للعديد من البلدان، خاصة في بلدان شمال أوروبا التي خطت خطوات هامة في درب التحسيس والتوعية بالحفاظ على البيئة واتخاذ إجراءات قانونية وإدارية من أجل تكوين استدامة هذا الاهتمام بمجال أضحى يعيش عدة إكراهات.
