أكدت العديد من الدراسات النفسية أن الإفراط في تدليل الطفل ينطوي على مخاطر كبيرة ربما أشد خطورة من ضربه، خاصة إذا كان الطفل وحيداً.
اختصاصية علم النفس وتقويم السلوك أية محمد مختار ترى أن الوالدين يجب أن يكون لديهما خطة تربوية جادة تضمن تدريب وتعليم الطفل على انتهاج سلوك يحمل في طياته العديد من القيم، وقيمة العمل بالتحديد قد يواجه الأهل صعوبة في تنشئة طفل يتسم بها على الوجه الأكمل، فمن الملاحظ في الآونة الأخيرة ومع توافر وسائل التكنولوجيا المختلفة للطفل تنامي سلوك التكاسل وفتور الهمة والاتكالية بين الأطفال، خاصة المدللين منهم وينتج طفل لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب الحياة فيما بعد؛ لأنه غالباً ما يكون عديم الشخصية.
الخبراء من ناحيتهم شددوا على ضرورة الاعتدال في تربية الأطفال وعدم المبالغة في التدليل أو الإهمال، بالإضافة إلى أهمية امتناع الآباء عن تلبية بعض احتياجات الطفل بقصد تنشئته نشأة سليمة من منطلق ليس كل شيء ميسراً وليست كل الرغبات متاحة، وبذلك يكون قادراً على مواجهة مصاعب الحياة مستقبلاً.
• قيمة العمل
عندما تسلحين طفلك بالقيم والأخلاق ليسير عليها في حياته سيصبح بلا شك شخصاً يحدد أهدافه ويتخذ قراراته الحياتية بما يتفق مع قيمه وغاياته، والتي إن حققها بالعمل الجاد فإنه سيشعر بسعادة بالغة وبالرضا عن نفسه.
• العمل متعة
إن إقناع الطفل في سن ما قبل دخول المدرسة بأن العمل أمر ممتع يعتبر سهلاً بعض الشيء، ويمكنك تنفيذه عن طريق تحديد بعض النشاطات الممتعة، مما سيجعل الطفل يكوّن نظرة إيجابية عن الموضوع، ويمكنك أن تسمحي لطفلك باختيار المهمة التي يريد تنفيذها، الأمر الذي سيجعله يشعر بالحماسة، وتستطيعين مثلاً أن تسمحي له بوضع المناديل على طاولة الطعام، أو طي ملابسه، أو المساعدة في إعداد كيك أو فطائر، أو وضع الزينة في المناسبات والأعياد، وكوني حريصة على الثناء عليه في حالة قام بالانتهاء من عمله بنجاح.
• الحافز
ونحن في سبيلنا لغرس قيمة العمل في نفس الطفل لا يجب أن ننكر أن للعمل ثمرة يجب أن يشعر بلذة قطفها من قام ببذل الجهد، لذا عليك أن تحددي الأمور التي قد تكون بمثابة الحافز لطفلك، فالمكافأة على إنجاز العمل أو المهمة الموكلة إليه يجب ألا تكون دائماً مكافأة مادية، حيث يمكن أن تكون رحلة أو نزهة أو زيارة لمتحف أو السماح له بزيارة أحد أصدقائه وغيرها من المكافآت، واعلمي أن ثناءك على الطفل سيجعله يدرك أنك تقدّرين عمله الجاد ولا تنظري فقط لنجاحه أو فشله.
• كافحي الدلال
في الدول المتقدمة على الرغم من توافر كل وسائل العيش المترف لأطفال العائلات الغنية إلا أنهم يطلبون من أطفالهم الكبار إن أرادوا شراء غرض ما باهظ التكلفة أن يساعدوا بما يستطيعون الحصول عليه من أموال لشراء ما يريدون، سواء كان من مدخراتهم أو بالقيام بأعمال للغير يتقاضون عليها مالاً أو أعمال النظافة أو جز العشب من الحدائق، فلا تترددي في الطلب من طفلك أن يغسل السيارة أو يقوم برعاية الأطفال الصغار لمدة محددة ويتقاضى أجراً مقابل ذلك.
• تحديد الأهداف
ابدئي بتعليم طفلك كيف يقوم بوضع أهداف مختلفة ليعمل على تحقيقها، واطلبي منه أن يختار في بادئ الأمر أهدافاً قريبة، أي يمكن تحقيقها بسهولة؛ لأن الأهداف البعيدة الصعبة قد تصيبه بالإحباط عندما يعجز عن تحقيقها، فعلى سبيل المثال: إذا كان طفلك يريد الحصول على الدرجة النهائية في إحدى المواد الدراسية فيمكنك أن تساعديه على وضع وتحديد مجموعة من الخطوات لتحقيق هذا الأمر كأن يقوم بالاستذكار لمدة 15 دقيقة يومياً إضافية خلال الأربعة أيام التي تسبق يوم الاختبار، وفي الليلة التي تسبق الاختبار فيمكنه أن يستذكر لمدة نصف ساعة إضافية.
• اقضي على الملل
كلما شعرت بأن طفلك لديه ملل من عمل ما ابحثي عن شيء جديد واهتمام جديد في حياته، فالملل علامة وإشارة من الطفل على عدم تفاعله مع الموضوع، وبالتالي انعدام الدافعية والرغبة، ويمكن القيام بعملية التجديد في حياته من خلال أنشطة جديدة، مثل: حوار ومناقشة جديدة، زيارات لأماكن قد تثير فضوله واهتمامه، إدماجه في ألعاب معينة، اقتناء لعب أو كتب أو مجلات أو حضور دورات متخصصة ومحاضرات، وهي عملية تهدف إلى إثارة الدافعية وتنمية هوايات جديدة من أجل اكتشاف مواهب الطفل والعمل على صقلها.
• القدوة
لكي تبدأ الأم بتعليم الطفل كيف يعمل بجد لتحقيق أهدافه فإنها يجب أن تكون مثالاً أمامه فيما يخص كيفية النجاح عن طريق العمل الجاد، كما يجب أن تصل رسالة عملية للطفل منها بأن العمل يجب إنجازه حتى وإن كان شاقاً، ويجب أن يرى الطفل أمه وهي راضية وسعيدة بقيامها بعملها ليعلم أن اللجوء للشكوى لن يجدي نفعاً.