يعتقد العديد من الأهالي أنَّ شخير الأطفال أمر طبيعي وردة فعل لنشاطه طوال اليوم، كما يدلُّ على التعب أحياناً، لكن الدِّراسات تشير إلى أنَّ الشخير ليس أمراً طبيعياً وانما يدل على مشكلة صحيَّة لدى الطفل. وفي أغلب الأحيان لا تكون المشكلة خطيرة، خاصة إذا حدث الشخير عرضياً فقد يكون سببه البرد أو الحساسيَّة. أما الشخير المزمن أو الشخير بصوت مرتفع فإنَّه يتطلب العناية من الوالدين واستشارة الطبيب لعمل الفحص والتحليل المناسب.
«سيدتي نت» التقت بالدكتور عبد الحفيظ يحيى خوجة، استشاري طب المجتمع والاعلام الصحي، ومدير مركز المساعديَّة التخصصي بمستشفى الملك فهد سابقاً ليحدثنا أكثر حول هذا الموضوع.
• فما هو الشخير، وكيف يحدث؟
الشخير صوت غير طبيعي يصدر أثناء النوم وخلال مراحله العميقة ثمَّ يتطوَّر في الحالات المتقدِّمة ويصبح مسموعاً من لحظة الغفو للنوم.
والسبب في صدوره أنَّه يسمع حين يتم حظر مجرى الهواء أثناء النوم وعندما يكون هناك انسداد في مجرى الهواء العلوي عادة في الحلق أو من الأنف إلى الجزء العلوي من الحنجرة، كما هو الحال في معظم الحالات عند الأطفال. وكلما ضاق مجرى التنفس علا صوت الشخير.
ـ يتسبب الشخير في حدوث اضطرابات في النوم من درجات متفاوتة ومشاكل صحيَة جسديَّة ونفسيَّة واجتماعيَّة، وقد تصل هذه المضاعفات إلى حدٍّ خطير على صحة الطفل إذا تطوَّرت الحالة.
• ولتتبع ظاهرة الشخير عند طفلك يجب معرفة هل هي مشكلة عارضة أم مستمرة؟
تشمل الأسباب العارضة لحدوث الشخير لدى الطفل وجود التهابات أو عدوى في الجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحلق واللوزتين).
• متى يتحول الشخير إلى مؤشر خطر؟
ـ إذا كان مستمراً وعلى الأقل وبدأ يؤثر في مزاج الطفل وسلوكياته خلافاً للمعهود منه.
ـ توقف التنفس أثناء النوم لمدَّة تصل إلى 10 ثوانٍ.
ـ وجود خنق في نبرة الصوت بسبب التنفس من الفم.
ـ وقد يعاني من التهابات متكرِّرة في الأذن وفي الحالات المزمنة والمتطوِّرة نخشى من انقطاع التنفس والاختناق.
ـ تلاحظ الأم كثرة التعرُّق في الليل ويرجع ذلك إلى فرط نشاط الجهاز العصبي أثناء النوم نتيجة انخفاض أكسجين التنفس وإغلاق مجرى الهواء أثناء النوم.
ـ حركة القفص الصدري: عند توقف التنفس يحاول الطفل الحصول على الأكسجين الذي يبقيه على قيد الحياة.
ـ وضعيَّة النوم: يميل الأطفال الذين يعانون من توقف التنفس المصاحب للشخير أثناء النوم إلى تغيير وضعيَّة النوم ويتجلى ذلك بمد العنق بشكل مفرط في محاولة لإعادة فتح مجرى التنفس.
ـ التبول اللاإرادي المزمن: أشارت دراسة حديثة إلى أنَّ نحو 42% من حالات التبول اللاإرادي تنتج عن اضطرابات تنتاب الطفل ومنها توقف التنفس. وقد وجد أنَّه بعد علاج الشخير والتغلب على حالة توقف التنفس أثناء النوم استجاب 66% من الأطفال الذين يعانون من التبول اللاإرادي للعلاج.
ـ السير أثناء النوم: ربطت دراسة أجريت في جامعة ستانفورد قبل سنوات عديدة بين توقف التنفس من جهة والسير أثناء النوم والاستيقاظ المتكرِّر من جهة أخرى، وتوقفت هذه الأعراض عند العديد من الأطفال بعد علاج حالات توقف التنفس لديهم.
ـ متلازمة داون يعاني ما بين 40-70% من المصابين بمتلازمة داون من أعراض توقف التنفس أثناء النوم، وذلك بسبب ظاهرة ارتخاء العضلات عند هذه الفئة من الأطفال.
• كيف يمكنك السيطرة على ظاهرة الشخير لدى طفلك؟
ـ استبعاد جميع مسببات الحساسيَّة من بيئة الطفل مثل الحيوانات ذات الفراء والروائح النفاذة وعثة غبار المنزل.
ـ استعمال أدوية الحساسيَّة عند الحاجة إليها خصوصاً في أثناء نزلات البرد استشارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لتقرير حاجة الطفل إلى استئصال اللوزتين أو اللحميَّة إذا كانت هي المسبب.
ـ استشارة طبيب الأطفال لتقرير ما إذا كان الطفل يعاني من متلازمة توقف التنفس في أثناء النوم وتحديد مسار العلاج المناسب.
ـ وأخيراً نؤكد على أنَّه في حال لم يتم علاج هذه الأعراض والتغلب على الاسباب يمكن أن تشكل خطراً على صحة الطفل ونموه ومستوى ذكائه.