من المعروف أنّ المشاهير يجنون مقابل أتعابهم في مشاريعهم الظاهرة للعيان وأعمالهم الخاصة المال الوفير، إلّا أنّ ظهور العديد من المشاهير عبر الشاشة الفضيّة والشبكة العنكبوتيّة معلنين ومصرحيّن أنّ ما يجنونه من مجال الإعلان يفوق بكثير مبالغ تلك المشاريع، وتنوعت تلك الإعلانات، فمنها المسموع عبر الشبكات الإذاعيّة ومنها المرئي أو المكتوب عبر التلفاز أو شبكات التواصل الاجتماعيّة أو الصحف اليوميّة، في ذلك السياق تحدث الكاتب والممثل السعوديّ الكوميدي «عمر حسين» حديثًا في برنامجه اليوتيوبي «3 دقائق أسبوعيّة» مستعرضًا بأسلوب هزلي وفكاهي لمعضلة كثرة ظهور المشاهير والمؤثرين في الإعلانات التجاريّة، حيث استنكر ظهور أسلوب «الإعلان الخفي» في الآونة الأخيرة والذي قد يُسيء للمشاهير، فيؤدي إلى فقد الثقة تجاههم حين يكون الإعلان عن المنتجات الرديئة، لذا فهم يفقدون مصداقيتهم تجاه المعجبين بهم ويعدّ ذلك «من وجهة نظره» خيانة للجمهور، خاصة بعد أنّ اقتطع في الآونة الأخيرة الكثير من مشاهير مواقع التواصل في مختلف المجالات حصة الأسد من تلك الدعايات الترويجيّة، وذلك لأن الاستطلاعات والبحوث الحديثة تشير إلى أنّ 90% من الجماهير يتواجدون على شبكات التواصل الاجتماعي.
حصدت الحلقة أكثر من مليوني مشاهد خلال بضعة أيام و30 ألف إعجاب وأكثر من 3 آلاف تفاعل وتعليق، منها «Amal Afc» التي علّقت مخبرةً أنّ على المشاهير تحرّي الدقة والجودة قبل الإعلان عن أحد المنتجات، وترى أنّ الأمر قد تخطى الحدود لدى بعض المشاهير ليصل إلى التناقض، «فيه نقطة يمكن أنت غفلت عن ذكرها، وهي المصداقية، مثلاً أنا كبنت أشوف فاشنيستا تعلن عن ماسكارا وتمدحها جدًا، ورحت أشتريها وبعدين اكتشفت أنها رديئة وما تستاهل، وأكون أنا خسرت فلوس، فهنا لازم ننبه أنو أنت كمشهور يجب أن تلتزم بالمصداقية وما تعلن عن شي تحسه مو صحيح وما له قيمة، وكمثال حقيقي حصل على أرض الواقع، إحدى المودلز بدون ذكر أسماء أعلنت عن ليزر شعر، ومدحته بشدة ونصحت فيه، وقيمة الليزر 2000 وشويا، وبعد فترة قالت ما فيه ليزر كويس وما أنصح باستخدام أي نوع من الليزر».
وأما سوسو فترى أنّ إكثار بعض المشاهير من الإعلانات تجلب الملل للمشاهد، فيظنّ أنّه يتابع قناة مخصصة للدعايات: «عليهم عافية خل يترزقون الله، بس مو 5 إعلانات باليوم، وكل مشهور بيسوي كذا إعلان باليوم، خلاص الوضع صار يطفش تحسك تتابع قناة إعلانات».
تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة «Federal Trade Commission» الأمريكية أقرّت قانونًا يُلزم المُعلِّن بالتصريح عن المادة الإعلانيّة بأنّها إعلان تجاري بحت يهدف إلى الربح المادي فقط، وطالب الممثل «عمر حسين» وزارة التجارة والصناعة في المملكة العربيّة السعوديّة أنّ تصدر نظامًا في هذا الأمر كحمايةً للمستهلكين.