الشاشات على اختلاف انواعها، من "التابلت" إلى الهاتف الخلوي والكمبيوتر، وصولاً إلى التلفزيون، تشكل جميعها عوامل خطر لإصابة طفلكِ بمرض السكّري من النوع الثاني، إذا لم يتمّ تحديد ساعات العمل عليها.
هذا ما اثبتته نتائج دراسة نُشرت في المجلة الطبيّة Archives in Disease for Childhood، حيث بيّنت أنَّ تمضية الأطفال فترات طويلة أمام الشاشات المضيئة، يشكل عامل خطر لإصابتهم بالنوع الثاني من مرض السكري. وفي واقع الأمر، فإنَّ هذا الخمول والجلوس الطويل، يعزز إصابتهم بالسمنة ومقاومة الأنسولين، والذي يتمّ إنتاجه عندما لا تستطيع الخلايا الاستجابة إلى الأنسولين، فيقوم البنكرياس بإنتاج هذا الهرمون للسيطرة على مستويات السكر في الدم.
فقد قام الباحثون في جامعة لندن وجامعة غلاسكو في المملكة المتحدة، بتحليل المعطيات الطبية لحوالى 4495 طفلاً: (2337 فتاة، و 2158 صبيّاً)، تتراوح أعمارهم حول 10 سنوات، وسلّطوا الضوء على الوقت الذي يمضيه الأطفال يوميّاً أمام الشاشات المضيئة.
3 ساعات من الجلوس أمام الشاشة يزيد السمنة ومقاومة الأنسولين
أثبتت نتائج هذه الدراسة، أنَّ الأطفال الذين يجلسون أكثر من 3 ساعات في اليوم أمام الشاشات، يراكمون دهوناً أكثر في أجسامهم، وتزيد مقاومة الأنسولين لديهم، مقارنة بالأطفال الذين يُمضون ساعة واحدة أو أقلّ في اليوم. ويشمل وقت الجلوس أمام الشاشة، تلك الساعات التي يقضيها الأطفال، وهم يشاهدون التلفزيون أو يستخدمون الكمبيوتر، أو يقضون الوقت يلعبون الألعاب على الشاشات المختلفة لصناديق الألعاب.
وقد ذكرت الغالبيّة العظمى من الأطفال، حوالى 37 في المئة، أنهم يقضون ساعة أو أقلّ أمام الشاشة، وذكر 18 في المئة منهم، أنهم يُمضون أكثر من 3 ساعات أمام الشاشة، بينما قال 4 في المئة إنهم لا يعرفون الفترة تحديداً التي يُمضونها أمام الشاشات.
وتكشف الدراسة أنَّ الأولاد هم أكثر عرضة للبقاء لفترة أطول من 3 ساعات يوميّاً أمام الشاشة من الفتيات، (22 في المئة للأولاد، مقابل 14في المئة للفتيات).
كما أنَّ الأطفال الذين يُمضون أكثر من 3 ساعات يومياً أمام الشاشة، أكثر عرضة لتراكم الدهون في أجسامهم، مقابل أولئك الذين يمضون ساعة واحدة في اليوم. كما أنَّ مؤشر كتلة الجسم لديهم أعلى بحوالى 1.9 في المئة، وسُمك الطبقة العليا من الجلد أعلى بحوالى 4.5 في المئة، ومؤشر تراكم الدهون أعلى بحوالى 3.3 في المئة، ومستويات اللبتين أعلى بحوالى 9.9 في المئة.
ووجدت الدراسة كذلك، أنَّ مستويات الأنسولين في الدم مرتفعة لديهم كذلك، ومقاومة الأنسولين أعلى، مقارنة بالأطفال الذين يمضون ساعة واحدة أو أقل أمام الشاشات.
واختتم الباحثون بالقول: "تشير نتائج دراستنا إلى أنّ الحدّ من الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشات، سيكون مفيداً في تقليل عوامل الخطر للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، لدى كلّ من الأولاد والبنات".