من الوهلة الأولى، بدا لكلّ شخص يعرف المطرب اللبناني مروان خوري أنّه وصل المكان الخطأ عندما قبل الحوار مع الإعلامي الباحث عن الإثارة "عمرو أديب"، في برنامج "كل يوم جمعة"، ولكنه نجح في "ترويض" محاوره وتخطى 9 ألغام زرعها أديب بحثاً عن تصريحات تبدو مثيرة، ولكن "لا تليق" بمكانة خوري في قلوب عشّاقه.
صراعات الملحن والمطرب بداخله، وشعور بعض المطربين والمطربات بالغيرة منه، وهل "يرمي" الألحان الضعيفة للمطربين ويستحوذ لنفسه على الألحان الجميلة، وحروب الحفاظ على الملكية الفكرية للملحن، وندمه على التعاون مع بعض المطربين، ورأيه فيما يحدث للمطرب فضل شاكر، وكيف تعامل مع ماجدة الرومي، وهل يحلم بتقديم لحن للسيدة فيروز، وأخيراً حياة العزوبية ورفضه مشروع الزواج ..كلها ألغام وضعها عمرو أديب في طريق مروان خوري، ولكنه تخطاها بابتسامة رقيقة وباقة من أغنياته الجميلة والقليل من "المجاملات العاقلة" بحق رفاق رحلة الغناء والتلحين.
منذ اللحظة الأولى حاول عمرو أديب إشعال فتيل أزمة بين مروان كملحن وكمطرب، ملمّحاً إلى لجوئه للغناء لأنه يغار من نجومية المطربين، ومنذ الوهلة الأولى بدا مروان متحفظّاً جدّاً وغير مستعد للانزلاق لقاع الإثارة، فأكد أنّه بدأ أوّلاً كمطرب، ولكن الظروف هي التي جعلته يعرف طريق الشهرة أوّلاً كملحن ومؤلف للأغنيات.
أضاف: أنه منذ البداية كان يريد الغناء، ولكن الخطوة تأخرت لأنه بحث عن "إطلالة جديدة ورومانسية" تميزه عن بقية نجوم الغناء في جيله، وكشف عن صدور ألبوم أوّل له بعنوان "خيال العمر" لم يعرف طريق الشهرة بسبب ضعف التسويق، ولكن مع نجاح أغنيته "كل القصائد" بدأ مشواره الحقيقي كمطرب.
اللغم الثاني كان واضحاً في سؤال "من الأهم الملحن أم المطرب؟" وتخطاه خوري بابتسامة وهدوء و"عقل" مؤكدا أنّ النجاح الحقيقي لأية أغنية يبدأ من الفكرة أو الكلمة، وبعدها يأتي دور الملحن، وهو مزدوج، ففي البداية يضع اللحن المميز، ثم يختار الصوت المناسب لأداء الكلمات والألحان، لافتاً إلى وجود ألحان جميلة ضاعت بسبب أدائها عبر أصوات غير مناسبة، واختتم رحلة نجاح الأغنية بمهمّة الموزّع الموسيقي.
هل يمكن لملحن ومغنٍّ أن يقدّم لحناً مميزاً لمطرب أو مطربة منافسة؟ لغم عبره مروان خورى بخفة ظل لافتة، مؤكداً أنّه بكل الأحوال ناجح، وبدلاً من الانخراط في تجربته الشخصية، استدعي تجربة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب الذي منح أجمل الألحان للمطربين والمطربات رغم أنه مطرب بالأساس، مؤكدا أنّ نجاحه كملحن لا يقل عظمة عن تألقه كمطرب، وأضاف أنه يعتز بنجاح أغنيات من ألحانه، مثل لو وأعزّ الحبايب وبتهون.
وقدم خوري شرحاً لكيفية تقسيم الألحان بينه وبين غيره من المطربين، لافتاً إلى أنه يكتب كلمات الكثير من أغانيه، وبعدها يقرّر ما إذا كانت هذه الكلمات تناسبه أم لا، إذا كانت تناسبه يلحنها لنفسه، وإذا كانت لا تناسبه يبدأ رحلة البحث عن المطرب المناسب ليضع لحناً مناسباً لصوته، مؤكدا أنّ هناك أغنيات حلوة جدّاً لو قدمها بصوته "لن تنجح"!!
عبد الوهاب كان حاضراً أيضا لمساعدة خورى في تجاوز اللغم الصعب حول "غيرة بعض المطربين" من أداء مروان خورى لأغنياتهم أفضل منهم، مؤكدا أنّ عبد الوهاب كان يقدّم كل الألحان بصوته بعد تقديمها بصوت المطربة الأصلية، وهذا لا يعد تنافساً، ولكن ترويجاً أفضل للأغنية وإضافة، مشيراً إلى أنه يقدّم اللحن بإحساس مختلف عن أداء المطرب الأصلي.
هل ندم مروان خوري على تقديم ألحانه لبعض المطربين، سؤال صعب كاد يفجّر الحوار كله، خاصة وأنّ مروان انفعل في البداية وكاد يتورط بتصريح يدفع ثمنه لاحقاً، ولكنه استدرك مؤكداً أنه لن يذكر اسماء أبداً، مكتفيا بقول في "حدات" ندمت على تقديم إلحان لهنّ، واعترف بأنّ هذه الأخطاء باتت أقل بعدما امتلك المزيد من الخبرة، وبدأ يعرف أين يضع لحنه وكيف يختار الصوت المناسب، لافتاً إلى أنّ الحانه تحتاج للإحساس والقدرة على التعبير أكثر من القدرات الصوتية، وقال إنّه قدّم 400 اغنية حتى الآن، وندم على 10 أغنيات فقط.
معارك مروان خورى فيما يخص حقوق الملكية الفكرية فتحت باباً كبيراً للإثارة، ولكن "لغة القانون" حسمت المعركة مبكراً، فقد لجأ مروان بداية لقانون الملكية الفكرية الذي يمنع الملحن والمؤلف من بيع حقوقه في الطلق، وأنّ العقود لبيع حقوق الاستغلال فقط، وأضاف: الملحن الذي يحترم فنه وألحانه لا بدّ وأن يدافع عن حقوقه، والأغنية بالأساس ملك الشاعر والملحن وهما معا يسمحان للمطرب بتقديمها بصوته، وهو ما يعني أنّ الأخير لا يملك حق التصرف فيها!!
واعترف بأنّ احترامه لنفسه ولألحانه تسبّب في قطيعة مع بعض النجوم وأزمات أثيرت بشكل "غير محترم" ولكن الأغلبية الآن تتعامل بشفافية مع حقوقه المالية والأدبية.
مروان قدّم رأيه في العديد من نجوم ونجمات الغناء، فأكّد أوّلاً أنّ نوال الزغبي تمثل حالة خاصة بالنسبة إليه، ووصفها بأنها صاحبة وجه قريب من القلب ولها اختيارات فنية قريبة من القلب، ولا تعرف أبداً معني السقوط الفني، حتى وهي تقدم الأغنية الشعبية.
واعترف مروان بصعوبة التعامل مع المطربة القديرة ماجدة الرومي في البداية، لأنها صوت نادر ولديها حضور فني طويل ،ولكن الأمور الآن صارت أفضل بعدما "وثقت فيه".
ووصف خوري المطربة كارول سماحة بأنها "تجربة مهمة جدّاً في مشواره الفني" وأنّ بداياته الفنية كملحن كانت معها.
وتخطى مروان مأزق التعليق على موقف المطرب المعتزل فضل شاكر، مكتفياً بالقول أنه "زعلان" على فضل شاكر الفنان و"زعلان" لأنه دائما يسأل عنه في البرامج الحوارية، مؤكّداً أنه يطالب الجميع بتذكر الفنان والصوت العاطفي، وكل هذا النجاح الذي تحقق وكم نشتاق لسماع أغنياته.
وحول تجربته مع المطرب الخليجي عبد المجيد عبد الله أكد مروان أنّها تجربة وحيدة، ولكنها جميلة، وأبدى اسفه لأنّ الظروف لم تسمح بتكرارها.
كما اعترف بأنّ تجربة سيرين عبد النور كممثلة خطفتها من عالم الغناء، مؤكداً أنها مطربة جيدة جدّاً، وعلق على تجربته هو كممثل مؤكّداً أنها تجربة لاختبار نفسه وكيف يراه جمهوره، مشيراً إلى أنّ المطرب ليس مطلوباً منه أن يكون محترفاً لفنون التمثيل، ولكن أن ينقل إحساسه كمطرب بأداء تعبيري يصل للمشاهدين.
لماذا لم يقدّم مروان ألحاناً للسيدة فيروز؟ سؤال عبره خوري بمجاملة عاقلة جدّاً، مؤكداً أن ما قدمته السيدة فيروز "مكتمل" ولن يضاف لها شيء، سواء في الكلام أو الألحان، ولديها مشوار ضخم حقق لها المجد، وأن غيابها قوي مثل حضورها، لأنها تعيش في وجداننا.
اللغم الأخير كان حول اختياره حياة العزوبية، رغم أنّ كل أعماله رومانسية، واعترف مروان بأنه كاد أن يتزوج مرتين، ولكن التجربة لم تكتمل، كما أكد أنه يمر بتجربة حب، ولا يصدق أن يمر عليه يوم من دون وجود المرأة، ولكن المرأة في حياته دوماً خارج مشروع الزواج، لأنه يشعر بأن مؤسسة الزواج لا تناسب مشروعه الفني.
9 ألغام عبرها مروان خوري بابتسامة وأغنية و"مجاملات عاقلة" في اللقاء مع عمرو أديب.
c
تابعوا أيضاً:
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستغرام سيدتي
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر تويتر "سيدتي فن"