أسفرت موجة التجديد التي ينادي بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن انتخاب عدد قياسي من النساء في البرلمان الفرنسي الجديد. فقد حملت نتائج الدورة الثانية من الانتخابات التشريعية، التي جرت أمس، فوز 223 امرأة بعضوية البرلمان. مما يمثل 38 في المائة من مجموع المقاعد النيابية المقدّر عددها بـ 577 مقعداً. وذلك مقابل 155 امرأة فقط في البرلمان المنتهية ولايته.
وكان حزب «إلى الأمام»، الذي يتزعمه الرئيس ماكرون، قد حثّ الطبقة السياسية الفرنسية على تحقيق المساواة بين الرجال والنساء في البرلمان. وتُرجم ذلك من خلال ترشيح 267 امرأة على قوائم الائتلاف الرئاسي الموالي لماكرون. وقد تمكنت187 منهن الفوز بمقاعد برلمانية. وبذلك حقق الائتلاف الرئاسي الجديد رقماً قياسياً، حيث فاق عدد النساء المنتخبات على قوائمه عدد الرجال (187 امرأة مقابل 174 رجلاً).
وقالت مصادر مقربة من قصر «الإليزيه» أن الرئيس الفرنسي يفكّر جدياً في تتويج هذه الموجة النسائية التي اكتسحت المجلس النيابي بإسناد منصب رئاسة البرلمان إلى امرأة لأول مرة في تاريخ الجمهورية الفرنسية. ومن بين الأسماء الأكثر تداولاً لتولي هذا المنصب، الذي يعد ثالث أعلى منصب سياسي في الدولة الفرنسية، بعد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الشيوخ، البرلمانية لور دي لاروديير، التي تنتمي إلى تيار يمين الوسط، وهي مقربة من وزير الاقتصاد الحالي برينو لومير.
النساء في فرنسا
يذكر أن النساء في فرنسا مُنحن حق الاقتراع والترشيح لعضوية البرلمان، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، عام 1945، تثميناً لإسهاماتهن في النضال المسلح لتحرير فرنسا من الاحتلال النازي. وتمكنت 33 امرأة آنذاك من الفوز بمقاعد برلمانية، خلال الانتخابات التي جرت في أكتوبر 1945. ثم ارتفع عدد النساء البرلمانيات إلى 42 امرأة في انتخابات نوفمبر 1946. لكن هذا الحضور النسائي لم يلبث أن تراجع ليصل إلى أدنى مستوياته، عام1958، حيث لم يضم البرلمان سوى 8 نساء. وظلت نسبة النساء البرلمانيات تحت عتبة العشرين مقعداً، طوال ربع قرن. ولم يحقق الحضور النسائي قفزة كبيرة سوى بعد فوز اليسار بالحكم، وتولي الرئيس فرنسوا ميتران السلطة، حيث انتُخبت 36 امرأة على قوائم الحزب الاشتراكي آنذاك. وارتفع هذا العدد إلى 63 مقعداً، إثر الفوز الثاني لليسار، عام 1997، في عهد «حكومة المساكنة» بين الاشتراكي ليونيل جوسبان والرئيس الديغولي جاك شيراك. ثم تضاعف العدد ليصل إلى 155 برلمانية مع وصول ثاني رئيس يساري إلى الحكم في فرنسا، وهو فرانسوا هولاند، عام 2012.
بالرغم من أن الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون تتلمذ على فرانسوا هولاند، وكان مستشاراً له ثم وزيراً للاقتصاد، إلا أنه يصف نفسه بأنه لا ينتمي لا إلى اليسار ولا إلى اليمين. لكن ذلك لم يمنعه من التمسك بهذا التقليد المتمثل في الانتصار لحقوق النساء مع كل فوز انتخابي تحققه قوى اليسار في فرنسا.
عدد قياسي من النساء في البرلمان الفرنسي الجديد
- أخبار
- سيدتي - أسماء رمضاني
- 21 يونيو 2017