يُعرف رقصُ الباليه برشاقةِ مؤدِّيه، وأناقتهم، وحساسيَّتهم الفنيَّة، وهو شكلٌ أساسي من أشكالِ التعبيرِ الفني الذي أسرَ الجماهيرَ لقرونٍ من الزمن، ولا يزال يروي قصصاً، أو يُعبِّر عن أفكارٍ ملهمةٍ، أو مفاهيمَ، أو يُجسِّد حالاتٍ عاطفيَّةً.
يستمدُّ رقصُ الباليه جذوره من تاريخٍ غني، ويُعبِّر عن مجموعةٍ منوَّعةٍ من الأساليب، وهو رحلةٌ آسرةٌ عبر عوالمِ الحركة، وروايةِ القصص، والجمالِ الخالص. عروضُ فنِّ الباليه عالميَّةٌ، وقديمةٌ، وتجذبُ كثيراً من السائحين من فئاتٍ عمريَّةٍ مختلفةٍ، خاصَّةً عندما لا تتوفَّر عروضُ هذا النوع من الرقصِ في بلادهم. يرجع تاريخُ الباليه إلى عامِ 1500 في إيطاليا، وبحلول 1850، أصبحت روسيا مركزاً إبداعياً رائداً في عالمِ الرقص، ومع استمرارِ تطوُّر الباليه، انتشرت مظاهرُ جديدةٌ في إطارِ هذا الفن، وصارت عصريَّةً للغاية. مثلاً، أمسى الرقصُ على رؤوسِ الأصابع شائعاً خلال الجزءِ الأوَّلِ من القرنِ الـ 19. أمَّا في أمريكا، فنمت شعبيَّة الباليه خلال ثلاثينيات القرنِ العشرين. ومع تطوُّر الباليه على مرِّ السنين، ظهرت أنواعٌ، وأساليبُ مختلفةٌ منه، هي: الباليه الرومانسي، الباليه الكلاسيكي، الباليه المعاصر والباليه الكلاسيكي الجديد. ويجذب فنُّ الباليه مختلفَ الأعمار، والخلفيَّاتِ الثقافيَّة، إذ يقدِّم عروضاً تفاعليَّةً، تلبِّي تطلُّعات الباحثين عن تجاربَ فنيَّةٍ جديدةٍ ومثيرةٍ. لناحية معظمِ عروضِ الرقص، يمكن العثورُ على أفضلِ مشاهدةٍ من الجزءِ الخلفي من المسرح، لا سيما المقاعدُ الواقعةُ في منتصفِ الصفوف، أو في مقدمةِ الصفوف. ستساعدك المعلومةُ المذكورةُ في حُسن حجزِ مقعدك لعرضِ الباليه المقبل. في الآتي خمسةُ مواقعَ سياحيَّةٌ، تستضيفُ هذا النوعَ من الرقص، علماً أنها تُقصَد لمشاهدته، إضافةً إلى معاينةِ عماراتها، وديكوراتها الفخمة.
يمكنكم متابعة الموضوع في نسخة المجلة الديجيتال من خلال الضغط على الرابط.
مسرح البولشوي
يعدُّ مسرحُ البولشوي في موسكو من الأماكنِ الأشهر على صعيدِ العالم لمشاهدةِ عروضِ الباليه، إذ تسهم عروضُ الأوبرا، والباليه المذهلة التي سبقَ أن قدَّمها البولشوي على مرِّ قرونٍ في شرحِ التاريخِ الغني للفنون المسرحيَّة في روسيا. المسرحُ الفخمُ الذي بُني عامَ 1825، يُعرف بهندسته المعماريَّة المذهلة، إضافةً إلى فرقةِ الباليه المشهورةِ عالمياً، وهي فرقةُ البولشوي للباليه التي تضمُّ أكثر من 200 راقصٍ (الأكبرُ في العالم)، بقيادةِ ماخار فازييف، المديرِ الفني. تُقدِّم الفرقةُ في المقامِ الأوَّلِ أعمالاً من القرنَين الـ 19 والعشرين مثل بحيرةِ البجع، وكسَّارةِ البندق، والجميلةِ النائمةِ لتشايكوفسكي (عُرِضَت الأولى للمرَّة الأولى في البولشوي في مارس 1877)، إلى جانبِ جيزيل لآدم، وروميو وجولييت لبروفوكييف. يشتهر مسرحُ البولشوي في أنحاءِ العالم براقصيه الموهوبين أمثال مايا بليستسكايا، فلاديمير فاسيلييف، جالينا أولانوفا وماريس لييبا. في الوقتِ الحاضر، يُعرف المسرحُ بمواهبَ جديدةٍ.
وتعني كلمةُ بولشوي «الكبير» باللغةِ الروسيَّة، وكان له تأثيرٌ مذهلٌ في تاريخِ، وتطوُّرِ الفنون المسرحيَّة الروسيَّة. منذ تأسيسه، أصبح البولشوي مرادفاً للأوبرا، والباليه من الطرازِ العالمي، ولا مكانَ أفضل منه لتقديرِ سحرِ الرقص، والموسيقى، والمسرحِ الروسي.
دار الأوبرا الملكيّة في لندن
لا تكتملُ الجولةُ بكوفنت جاردن في لندن دون التوقُّف عند دارِ الأوبرا الملكيَّة التي تستضيفُ عروضاً مشهورةً عالمياً، تقدِّمها فرقةُ الرقصِ الداخليَّة المقيمة The Royal Ballet، كما تشتهر بهندسةٍ معماريَّةٍ جميلةٍ، وأجواءٍ مميَّزةٍ. تأسَّست دارُ الأوبرا الملكيَّة عامَ 1732، وكانت بمنزلةِ مركزٍ بارزٍ للعروضِ الأوبراليَّة، والباليه. وعامَ 1734، قُدِّم أوَّلُ عرضِ باليه فيها. وقد شهد المكانُ الأيقوني عديداً من التجديداتِ والتغييرات.
مسرح لا سكالا
لا سكالا، دارُ أوبرا مشهورةٌ على الصعيدِ العالمي. تقع بميلانو في إيطاليا، وافتُتحت في 3 أغسطس 1778، وتتَّسع لأكثر من 2000 متفرِّجٍ. خلال الأعوامِ الـ 200 الماضية، اعتلى خشبةَ لا سكالا معظمُ فنَّاني الأوبرا الأكثر تميُّزاً في إيطاليا، وعديدٌ من المغنين من أنحاءِ العالم. وحتى يومنا هذا، لا يزالُ المسرحُ معترفاً به بوصفه أحدَ مسارحِ الأوبرا والباليه الرائدةِ في العالم، ويضمُّ جوقةَ مسرحِ لا سكالا، وباليه مسرحِ لا سكالا، وأوركسترا مسرحِ لا سكالا. تجسِّد واجهةُ البناءِ الجميلة هندسةَ العمارةِ الإيطاليَّة التقليديَّة، وداخل الصرحِ، يحلو استكشافُ مجموعةٍ من التماثيلِ، والأزياءِ، واللوحاتِ، والتحفِ الأخرى المتعلِّقة بدارِ الأوبرا في متحفِ مسرحِ لا سكالا الشهير المتمركزِ في المبنى نفسه. يمكن أيضاً الحصولُ على هدايا تذكاريَّةٍ من المتحف. المسافةُ من المطارِ إلى المسرح، تبلغ 41 كيلومتراً بالقطار، ونحو 49 كيلومتراً بالسيارة. يعدُّ القطار، بدوره، وسيلةَ النقلِ المفضَّلة.
قصر جارنييه
تُقام معظمُ عروضِ الباليه في باريس داخلَ قصرِ جارنييه، أحد أرقى مسارحِ فرنسا. تُشبه زيارة القصرِ دخولَ عالمٍ من البذخِ والرقي، إذ نجحت عبقريَّةُ المهندسِ المعماري شارل جارنييه، وجرأته في خلقِ تناغمٍ فريدٍ بين النحتِ، والرسمِ، والهندسةِ المعماريَّة تحت سقفِ الصرحِ الذي يُبهر بشرفاته المصنوعةِ من العقيقِ، والرخامِ الفاخر، ولوحاته الجداريَّة الدقيقة، والتذهيب. هو بحقٍّ جوهرةٌ حقيقيَّةٌ في قلبِ باريس، تُقصَد لمعاينةِ الديكورِ الداخلي، وحضورِ عروضِ الباليه.
أوبرا ميتروبوليتان
تستضيف أوبرا ميتروبوليتان فرقَ الباليه الوطنيَّة والدوليَّة، وتقع بمركزِ لينكولن في برودواي، وتحديداً بلينكولن سكوير في مدينةِ نيويورك. منذ افتتاحِ الصرحِ عامَ 1966، وهو موطنٌ لشركةِ أوبرا ميتروبوليتان التي تقدِّم عروضاً كلاسيكيَّةً ومُعاصرةً، كما يستضيف مسرحَ الباليه الأمريكي خلال أشهرِ الصيف كلَّ عامٍ. يتَّسع المكانُ لـ 3800 مقعدٍ، ما يجعل أوبرا ميتروبوليتان أكبر دارِ أوبرا في العالم. إضافةً إلى ما تقدَّم، يتميَّز المكانُ بعمارةٍ مذهلةٍ، ومرافقَ عدة، وصوتياتٍ متقنةٍ.
أوبرا ميتروبوليتان مَعْلَمٌ ثقافي مهمٌّ مع تقديمِ أكثر من 200 عرضٍ كلَّ موسمٍ، وجذبِ نحو 800 ألف شخصٍ من أنحاءِ العالم بصورةٍ سنويَّةٍ.