تحت مسمى التعايش

مها الأحمد 

لو حاولنا أن نعرف معنى كلمة التعايش، أو التكيّف، كما يطلق عليها البعض، وما هو أثرها علينا، وكيف تُغير هذه الكلمات أفكارنا، وكيف يمكننا أن نعبر عنها ومتى؟ سنجد أن لكل منا تركيبته الخاصة للتعبير عن معناها، وعن الزمان والمكان الذي سيقول به بصوته ذي القامة المنخفضة: أنا الآن متكيّف.. أو بدأت أتعايش.   
ولو استرجعنا الجمل والأوصاف التي سمعناها تبدأ بكلمة أنا متعايش، سنجد أنها متكررة ومستمرة التدفق، لا يتوقف الأشخاص عن ترديدها حتى وإن لم يقصدوا ذلك.
 فمثلاً، سمعنا الكثير عن أشخاص تعايشوا مع فكرة الفقد، فهل هذا يعني أنهم تعودوا على الألم، أم أنهم حاربوه حتى تخلصوا منه؟!
وهل التعايش هو وصفة سحرية تجعلنا نشفى مما أردنا التخلص منه تماماً؟
أم هو وهم نقنع أنفسنا به، ونكرره حتى نوقف أثر ما نعيشه من خيبات ونكران ورحيل، أو حتى حياة لا نقبلها كما هي ولم نستطع تغييرها، أو أننا لم نحاول، فسلكنا أكثر الطرق الآمنة والمضمونة وهو أن نتعايش معها بكل ما فيها ببساطة.
 وهل ممكن أن يأتي التعايش مع مشاعرنا السعيدة البسيطة، أم أنه حصراً خلق ليكون مرافقاً لمشاعرنا اليائسة التي لم تجد مفراً لها سوى بالتعايش!
لم يسبق لنا أن سمعنا عن أحد تعايش مع النجاح، أو مع الفرح والضحك، والحياة الهانئة! ولا قابلنا حتى ولو بالصدفة، أشخاصاً متعايشين مع وجود أحبتهم! أم أنهم تعايشوا مع رحيلهم إذا حان أوانه!؟

"التعايش ليس كما يعتقد البعض أنه قوة، بل هو استسلام داخلي يفقدنا خواص العيش تحت مسمى تعايش"