كنت أستمع إلى دكتور في علم النفس وعلم الإحساس يقول: من كان بلا زمن جميل، فليصنع لنفسه زمناً جميلاً؛ لكي يعود إليه.. كلما ضاقت به الحياة.. فهذه المرحلة الجميلة.. من الزمن الجميل، لو لم تكن لدينا لاخترعناها؛ لكي نعود إليها.. عندما تبخل علينا الحياة بلحظة من لحظات هذا الزمن الجميل؛ لكي نحتفل بها.. كما نحتفل بأعياد ميلادنا الحقيقية، التي تحتاج منا أن نحتفل بها ونعود إليها.. هرباً من هموم الحياة.
في داخل كل واحد منا زمن جميل؛ يبقى في مكان قصي في الذاكرة كلما داهمتنا بشاعة الحياة وقبحها. نعود إليه كما كنا نفتش في أشيائنا القديمة. نفتش عنه في الجزء القديم في ذاكرتنا الجميلة؛ لكي يصبح مداداً ووقوداً لنا لإكمال مسيرة الحياة.
هذا الزمن الجميل... قد يكون صغيراً في حجمه وأهميته وتفاصيله الصغيرة، ولكنه يصبح كبيراً في تأثيره بفعل الأيام.. فهو الإحساس الأبيض
الذي ينفع في اليوم الأسود!
لذلك ترانا ندخره.. ونحافظ عليه.. كما لو أنه قيمة عظيمة نعود إليها بذاكرتنا.. ليس حباً فيه.. بقدر ما هو حب لذاتنا التي تركناها هناك.. فنحن دائماً نعود إلى الأماكن التي تركنا فيها شيئاً من بصماتنا.. وذاكرتنا.. وأشيائنا الجميلة.. تماماً مثل المجرم الذي يحوم دائماً حول مكان جريمته. فجريمتنا أننا تركنا شيئاً من أنفسنا.. وأرواحنا الجميلة.. في مكان ما.. نعود إليه دائماً لسبب ما!!
فنحن نعود لنفس الموسيقى.. التي سمعناها هناك، ونعود لنبحث عن رائحة نفس العطر الذي كان في الذاكرة.. وتصبح لدينا علاقة حميمة مع نفس الملابس التي لبسناها هناك، كما لو أننا نقوم بتمثيل الواقعة في مسرح الجريمة، فهل هناك جريمة أكبر من أن يترك الإنسان جزءاً من ذاكرته الجميلة ليستبدلها بذاكرة أكثر قبحاً؟ ولكن أليس غريباً أن تبقى هذه المساحة الصغيرة الجميلة أهم من مساحة القبح الكبيرة في ذاكرتنا؟!
■ شعلانيات:
* لا تختر شَخصاً جميلاً، بل اختَر من يَجعل حَياتك جَميلة!
* بعض الناس يحبون الشخص الطيب، ولكن لا يعطونه حقه، ولا يحبون الشخص السيئ، لكنهم يحسبون له ألف حساب!
* نحن لسنا مسؤولين عمَّا نفعل فقط، وإنما عمَّا لم نفعل أيضاً!!
* بعض الناس ترى قطعة الخبز تبدو لها دائماً أكبر ممّا في الواقع حين تراها في يد غيرها!!