لدي مشكلة مع الصوت العالي..
فأنا لا أسمع... لا أرى... ولكن أتكلم...
وكلما علا الصوت... انخفض معدل سمعي
فأنا أسمع بشكل جيد في الأجواء الإقليمية للهدوء
وتتعطل حاسة السمع عن ممارسة دورها كلما ارتفع الصوت
هذه الأيام الصوت مرتفع بمعدلات تشي بتشغيل صفارات الإنذار
ففي الفضائيات، والحوارات، والتجمعات، والمقاهي والبيوت جلبة من الصراخ، ولكن لا أحد يسمع
فطبيعة الصوت العالي تقابلها طبيعة انسداد حاسة السمع
ولكن من يسمع؟!
هناك رسم كاريكاتوري جميل للفنان علي فرزات
يظهر فيه عشرات ممن يمسكون الميكرفون ويصرخون..
وعلى الجانب الآخر مستمع واحد يصم أذنيه!!
في فلسفة الصمت والصراخ أسوأ شيء يواجهه الإنسان
هو أن يكون صاحب قضية عادلة ثم يسلم قضيته إلى فريق من الزاعقين
فالكلام قضية ناجحة يدافع عنها محامون سيئون زاعقون
ثم يطلبون من الناس أن تستمع لقضيتهم
فالناس هذه الأيام تتكلم أكثر مما تحتاج،
وهناك فائض من الكلام يمكن تصديره للعالم الأول،
بينما دول العالم الأول لديها مستمعون يمكن استيرادهم للعالم الثالث..
في الوطن العربي الكبير حفلة زار كبيرة
أو حفلة صراخ كبيرة
الكل يصرخ... لكن لا أحد يستمع
إذن فما فائدة الصراخ؟!
أو المشاركة في مظاهرة الصراخ
لأن التجارب علمتنا أن الصمت فضيلة لايعرفها إلا الراسخون
في علم الصمت
وتمارسها الغالبية في مظاهرة يومية صامتة دون رفع شعارات
فانصت يرحمك الله ويحبك الناس!
شعلانيات:
*ليسَ عليك أن ترُد الجميل ولكن كُن أرقى من أن تنكره!
*الصمت أفضل من النقاش مع شخص تُدرك جيداً أنه سيتخذ من الاختلاف معك حرباً لا محاولة فهم!
*اجعل علاقتك مع الناس كأوراق الشجر من يبقى يُثمر ومن يسقط لا يعود!
*الأصدقاء بالمواقف وليس بالسنين حقيقة ستدركها يوماً ما!!
*أصبحنا نعرف نوعية الناس.. بحديثهم عن الناس.. لا بكلامهم عن أنفـسهم!!