الحياة هذه الأيام أصبحت «قبيحة» و«بشعة» بالنسبة لإنسان عاش جزءاً من حياته في الزمن الجميل.. والحياة هذه الأيام «مزعجة» بالتأكيد لشخص عاش مرحلة الهدوء.. الهدوء في كل شيء؛ عندما كان كل شيء هادئاً وجميلاً ووديعاً.
والحياة «مقرفة» و«مزدحمة» بالنسبة لمن عاش مرحلة الشوارع الواسعة والأحلام الشاسعة.. ويعيش هذه الأيام في مرحلة الشوارع الضيقة.
وهو لا يعرف إن كانت شوارع الزمن الجميل «واسعة» أكثر من اللازم.. أو أن شوارع الزمن القبيح «ضيقة» أكثر من اللازم.
وهي بالتأكيد «صاخبة» لمن عاش زمن «الرومانسية» في كل شيء.. حتى عندما يجلس رجل عجوز مع أصدقائه في المقهى يلعبون «طاولة».. ففي الزمن الجميل كان حتى العواجيز «رومانسيين».. ولكن في الزمن غير الجميل؛ أصبح حتى الشباب غير «رومانسيين».
كل ذلك يكون معقولاً ومقبولاً في ناس لا ينتمون لهذه المرحلة.. ومن حقهم أن يتظاهروا ويملأوا الشوارع للتنديد بهذه المرحلة واستنكارها..
لكن أن يتظاهر آلاف الشباب والشابات.. وفي لندن، عاصمة الحياة العصرية، للتنديد بالحياة العصرية.. رافعين شعارات تقول: «تسقط هذه المرحلة».. وأطلقوا على تظاهراتهم اسم «سخط الفتيان».. فهو الأمر المثير للدهشة!
وقال هؤلاء الفتيان الساخطون والناقمون على الحياة العصرية إن الحياة الاجتماعية في بريطانيا تقف على شفا حفرة مترنحة فوق فراغ أسود.. حيث الهامبورغر وفطائر البيتزا هي عنوان المرحلة..
بعد أن تحولت الحياة وأصبحت بلا لون أو طعم أو نكهة.. مثلها مثل الشاي؛ الذي أصبح عبارة عن ماء ساخن مطعم بأوراق الشاي ويباع في كوب ورق الكرتون.. بلا لون أو طعم أو رائحة!
إذا كان هذا رأي «فتيان» هذه الأيام.. فما هو رأي «عواجيز» تلك الأيام؟!
بالتأكيد هم أكثر سخطاً ونقمة؛ لأن هذه الحياة لم تمثل فتيانها.. فكيف بعواجيزها؟!
فنحن من يجعل الحياة تمثلنا أو لا تمثلنا.. تشبهنا أو لا تشبهنا!!
فنحن من يجعل الحياة جميلة.. ونحن من يُلبسها ثوب القبح، فكما نكون.. تكون حياتنا!!
■ شعلانيات:
* ليس فقط الأزهار والأشجار.. الناس تذبل أيضاً!!
* لراحة بالك... اصمت كأنك لم تفهم، وتجاهل كأنك لا ترى!
* بعض الكلمات لا تصدم بقدر ما يصدمك قائلها!
* المواقف.. غالباً هي التي تجعلك تعيد ترتيب الأشخاص في حياتك!
* توسعت القصور، وضاقت الصدور.. فما فائدة أن تتوسع القصور والشوارع.. وتضيق صدور الناس؟!