أولى خطوات النجاح أن تتعرف على نفسك. أن تقلص المسافة بين الذات والأنا. كيف يمكن لك أن تعيش رحلة بعمر السنين وأنت في غربة عن ذاتك؟ أن يكون الإنسان نفسه فهو يختصر الكثير من مشوار الطريق. ستكون لديه مناعة داخلية تحميه من الانحرافات القاسية، ومشاريع التطرف الوهمية.
الحلم عالم جميل، لكنه سيظل وهما عابرا إذا لم يسع الإنسان إلى تحويله إلى واقع. ما قيمة الأحلام إذا كانت فقط لتلهينا عن واقعنا ولتحجب الحقيقة ولو لوقت قليل؟الأحلام بداية مشروع النجاح إذا اقترنت بالعمل على ترجمتها والإرادة لتنفيذها.
نواجه في حياتنا أشخاصا يحفزون على النجاح ويسعدون لدعم الآخرين في تحقيق أحلامهم. وآخرون يخافون الناجحين ويفرغون وقتهم وجهدهم لعرقلتهم ومحاربتهم وكأنهم ينتزعون النجاح من رصيدهم وسعادتهم. وجزء من ضريبة النجاح مواجهة هؤلاء والقدرة على التعامل معهم. لكن لا تسمح للضوضاء العابرة أن تشتتك عن الصوت الحقيقي في داخلك. كل واحد منا لديه إمكانات وملكات ولكننا نجهلها وربما نتجاهلها. ومتى ما استطعنا أن نضع الخطوات الأولى في مسارها الصحيح فإن الدرب سيقودنا للوصول.
تمر علينا في مسارنا مراحل تعثر ومحطات إحباط، لكن الطريق المفروش بالورود دائما هو الطريق إلى الهاوية. بينما مسارات الصعود تبدأ بالصعوبات والتحديات. والفرق بين الأشخاص الناجحين وغيرهم، أنهم يحولون محطات الإحباط إلى طاقة لصنع النجاح. يمرون بمحطات الفشل ولكنهم لا يطيلون الوقوف فيها.
النجاح حق مشروع لكل شخص، لكن النجاح الذي يبنى على الانتهازية وسلب حقوق الآخرين أو إنجازاتهم هو فشل قاس مغلف بنجاح زائف. أجمل صور النجاح أن يحقق الإنسان طموحاته باعتدال، ويسعى لسعادة الآخرين، ويهتم بمن حوله ويتصالح مع ذاته. النجاح الذي يقترن بالأنانية هدر للإنجاز، بينما العطاء يجعل من النجاح كيانا له روح ومشاعر.
اليوم الثامن:
النجاح الذي يقاس فقط بالأرقام
هو حسابات تنتهي كوهم عابر
الرصيد الحقيقي هو في العطاء
وإسعاد الآخرين وخلق التوازن