معركة الحياة

وليد العيد
وليد العيد
وليد العيد

اضطرابات العقل المؤدية إلى تخبط أفكاره في معترك الحياة، وتغير مزاجه الفكري قد تكون لأسباب عميقة جداً سببتها نشأة حياة بائسة منذ الصغر.
لذا قد تجد البعض منا يسرح في خيالاته، التي قد تأخذه إلى شواطئ بعيدة المدى، يفكر ولا يقرر، ويقرر ولا يفكر، من دون أدنى شك الحياة صراع ما بين العقل الواعي واللا واعي، والوعي هو أن تدرك جميع ما هو حولك بكل حواسك أما اللاوعي فهو أن تتوقف عن الإدراك، ويحدث أحياناً أن يتوقف العقل لفترة محدودة لمجرد صدمة حدثت له في حياته فبعض الصدمات التي قد نتعرض لها في حياتنا، تؤثر بشكل إيجابي وسلبي، هذا التأثير قد تنشأ عنه ردود أفعال واعية وغير واعية بحسب شخصية كل منا، ولذلك فمن المفترض أن نفكر دائماً قبل اتخاذنا لأي قرار قد تنشأ عنه ردود أفعال في حياتنا اليومية. طابعنا الاجتماعي، وبيئتنا المختلفة، وعاداتنا التي نشأنا وتربينا عليها هي المتحكمة في أغلب تصرفاتنا، لذلك قد نلجأ أحياناً إلى بعض الأساليب التي تسهم في تغيير مزاجنا اليومي بطريقة ما أو بأخرى؛ فقد يتناول بعضنا عصير الليمون الطازج ظناً منه أنه مشروب فعال بدرجة كبيرة في تهدئته وتغيير مزاجه، وقد يلجأ بعضنا الآخر إلى احتساء كوب من القهوة أو الشاي مع تدخين سيجارة، ربما يقضي عليها بإكمالها على الرغم من أن بعضهم قد يرجح فكرة الوضوء لأنه أفضل طريقة لتهدئة العقل والفكر معاً، وهنا يبدأ العقل الباطن باسترجاع كل ما تم فعله خلال فترة قصيرة، يجلس الشخص منفرداً فإما أن يؤنب نفسه ويوبخها وإما يثني عليها ويمتدحها بينه وبين نفسه، مراجعة النفس أمر مطلوب ومرغوب دائماً لأنه يسهم بشكل كبير في إصلاح ما قد تم إفساده خلال تلك الفترة التي انقلب فيها مزاج الشخص رأساً على عقب، وعندما نراجع أنفسنا قد نلجأ لتغيير بعض ما ارتكبناه من أخطاء يمكننا إصلاحها، ولكن من المؤسف أن نخطئ ويصعب علينا تعديل أو إصلاح تلك الأفعال الناتجة عن ردودنا اللاواعية، وهنا قد يبدأ العقل الباطن بتأنيب نفسه. تأنيب الضمير أمر مطلوب ومرغوب، ولكنه قد يتسبب في إرباكنا بشكل كبير، ومن سلبياته شعور بعضهم بالنقص، أو مقارنة نفسه بالآخرين المقارنة في أغلب الأحيان قد تؤدي إلى الإحباط واليأس، وقد تجعل الشخص يعيش دائماً عقدة النقص ما بينه وبين نفسه، فـبعض العقد يمكننا حلها نفسياً واجتماعياً بطريقة أو بأخرى، ولكن بعضها الآخر يصعب علينا حلها إلا بتدخل طبي وقد لا يتقبل بعضهم العلاج النفسي.. لأن النفس البشرية يجب تربيتها تربية صحيحة، وذلك من خلال محافظتها على شعائرها الدينية، ولأن "الدين النصيحة".