سكاكر مغلفة بالحنين 

مها الأحمد 

 

عزيزي العيد..

يبدو أنك كبرت في السن قليلاً وتغيرت بعض من ملامحك! لا داعي للقلق فما زلت جميل الطلة فرح الحضور كما عهدناك وربما أكثر.

في السابق كنت لا أحب صوت الأخبار ككل الأطفال، ومع هذا كنت أترقب لحظة إعلان قدومك بفارغ الصبر، فخبرك مختلف لا يشبه ما نسمعه بالعادة عن الكوارث التي تصيب الأرض.

كان صوت المذيع وهو يعلن أن غداً هو أول أيامك أشبه بالزغاريد التي تطلقها جدتي.

أما بالنسبة لأغنية "العيد فرحة" التي تأتي فوراً بعد إعلان الخبر لم أكن يوماً أحبها ولكنني أشعر بكل كلمة بها حينما تغنيها أمي وهي ذاهبة بنا لنشتري الألعاب والحلويات التي كانت تصفها بطريقة عسكرية في أطباق الضيوف، والتي كنت آكل منها وأعود لترتيبها قبل أن تكتشف أمي ذلك، فالحلوى المرصوصة طعمها أجمل بكثير من تلك التي خصصت لنا لا أدري لماذا!

لأجلك أشتري الفساتين الملونة بعدد أيامك، وتكسر أمي قاعدة الممنوعات وتسمح لي أن أزين خدودي الممتلئة
باللون الوردي..

 كنت أخطط لقدومك وأدون في دفتر حساباتي كم الثروة التي سأجنيها من عائلتي وماذا سأشتري بكل تلك العيادي.

دعني أخبرك بـأحد أسراري المضحكة التي لا يعلم بها أحد..

في أيامك أفضل ارتداء شنطة معينة تكبرني بالحجم، لأن جيوبي لا تكفي كل أعداد الحلوى التي سأحصل عليها من زيارة أصدقائنا ومعارفنا، وكنت أخشى إن لاحظوا أن جيوبي ممتلئة أن تقل حصتي، سامحني فالطمع مذاقه سكر في مثل
هذه الأيام.

 صحيح على ذكر السكر.. أتعلم أنك السبب الرئيس للسوسة التي سكنت سني الصغير وبدأت تؤلمني بعد فترة غيابك؟! قل لي كيف للسوسة المكارة أن تخجل منك وتخاف أن تعكر صفوي بوجودك؟!

 أتعلم يا عيدي أن هناك عادات لك ما عادت موجودة كالسابق حتى وإن بقي البعض منا يحافظ عليها..

فمثلا ما عدت أشم رائحة "المعمول" في البيوت، فالكثير منا أصبح يفضل شراءه.. ولا نزور بعصنا البعض كالسابق، اكتفينا بإرسال الرسائل والصور والمعايدات الجافة عبر هواتفنا المحمولة!

أيضاً لم نعد نذهب إلى مدينة الألعاب لنقف منتظرين طابوراً لا يُرى آخره حتى نصل للعبة التي ستشقلبنا وتخيفنا ونحن نضحك ونصرخ بأعلى صوتنا ونقسم ألا نعود إليها، ومن ثم فور نزولنا منها نعود لنقف بالطابور من جديد!

أليس من المضحك، أننا كنا نستمتع بهبوط قلوبنا ورفرفتها في الهواء؟! 

كبرنا فجأة يا عيد وغيرنا بعضاً من عاداتك لكن لهفتنا لقدومك لم ولن تتغير.

مازلنا نتذكر تفاصيلك القديمة التي غلفها الحنين، ونبتكر لك تفاصيل أخرى جديدة تليق دوماً بك، فأنت العيد والعيد كما تقول الأغنية "فرحة"..