من لُطفِك..

مها الأحمد 

 

اللطافة هي صفة استُخلِصت من بعض البشر بشكل خالص وخاص، ربما خُلقت معهم بالوراثة أو التربية مذ كانوا صغاراً يستخدمون لأنفسهم لغة بسيطة ومختصرة.

كانت ابتسامتهم البريئة اللامعة هي الوسيلة الوحيدة التي تعبّر عن الكم الهائل من مشاعرهم كالسعادة والرضا والاطمئنان والموافقة المحدودة، أما البكاء بأنواعه فاختصر عنهم جملاً طويلة تعبر عن الألم والرفض وأي احتياج من احتياجاتهم البسيطة أيضاً.

كبروا فعكست تربيتهم الهادئة أخلاقهم وتحلوا بالمحبة واللطف، تلك الصفة التي كلما تقدموا في العمر أكثر كبرت معهم وزادتهم محبه وقبولاً، لم تتخل عنهم يوماً بل رافقت مواقفهم اليومية واختارت لهم كلماتهم بعناية وفسرت أدق تصرفاتهم وانفعالاتهم وحرصت على أن يتمتعوا بمظهر أخلاقي يليق
بهم وبها.

هؤلاء هم الذين نطلق عليهم لقب اللطفاء، بفضلهم حُددت لنا هيئة اللطافة الحقيقية من هي؟ وكيف تبدو؟ وعلى من تطلق!؟

استشعرنا بسببهم جمال معانيها وأثرها علينا، وكيف يمكنها أن تغير من تفاصيل مشاعرنا وعناوين أيامنا، وكيف تخلق معها السكينة والسعادة والسلام الذي يعالج نفوسنا من أي شوائب مزعجة تثير لدينا المشاعر السلبية تجاه الآخرين، حافَظُوا على بقاء هذه الصفة ونادوا لأن ننضم لهم.

لم ييأسوا من السعي وراء انتشارها ونقل عدواها لأكبر عدد من الناس على الرغم من الفئات التي حاولت أن تحاربها بقصد أو من دون قصد، فعلى سبيل المثال هناك فئة عدّتها الوجه الآخر لضعف الشخصية وفئات أخرى كانت توجهها فقط للأشخاص الذين يخشون قسوتهم أو سلطتهم أو تجمع بينهم مصلحة مشتركة أو أحادية الاتجاه!

والبعض منهم كان يصنفها كعيب في السمات الشخصية والمهنية خاصة إذا كان صاحب منصب مرموق يخشى أن تسحب منه صلاحياته وهيبته إن أخطأ وكان لطيفاً في أحد المرات اليتيمة!!!

والبعض الآخر، والذي برأيي هو الأخطر وأحد أهم أسباب الحد من انتشارها، هو ذلك الشخص الذي أحدث خلطاً بالمفاهيم والخصائص بينها وبين المجاملة وبدأ يحلل ويفسر ويدخل في نوايا الأشخاص وينعتهم بصفة النفاق وينادي بالتخلص منها!!

 

اللطافة.. لا شأن لها بما نعتقده عنها فلا تحاولوا تشويهها ولا تسمحوا لأحد أن يجبركم على التخلي عنها.