كان يوماً حزيناً أن يعلن عن وفاة جريدة الحياة اللندنية إلى مثواها الأخير
وقبل أن أعزي القراء
أحتاج من يعزيني في وفاة «الحياة»
فأنا تتلمذت على يديها في مهنة صاحبة الجلالة
فالحياة مدرستي الصحافية العريقة
التي علمتني أجمل تعليم أصول المهنة
عندما كان للمهنة أصول،
فهي تنتمي إلى مدارس الصحافة العريقة منذ أسسها الراحل كامل مروة
كانت توزع علينا كراسة الكتابة الصحافة الرصينة عندما عملت فيها في الكويت ولندن
فالكتابة في جريدة الحياة ليست مثل أي كتابة
وعندما تكتب في الحياة عليك أن تتعلم كيف تكتب بشكل صحيح
بعيداً عن اللغة الصحافية الركيكة المعجونة بالأخطاء الشائعة
أذكر أنني كتبت في مذكراتي
عندما كنت صغيراً وجميلاً في مراحل حياتي المهنية في الصحافة
تعرفت على الحياة ووقعت في حبها
فانتسبت إلى هذه المدرسة العريقة الراقية بكل فخر
فكتبت......
الحياة مدرسة عظيمة و«الحياة» جريدة عظيمة
عندما كنت في الحياة الجريدة... أي جريدة الحياة اللندنية، تعلمت أشياء كثيرة،
أنا مدين فيها إلى هذه المدرسة الصحافية العريقة،
ومن ضمن ما تعلمت أن الكلام إذا كان من نافلة القول فلا تقله،
واترك القشور واذهب بعيداً في التجارب العميقة
واستخلص منها تجربتك واصبغها بنكهتك الخاصة
فهي تجعل كلماتك أنيقة كما لو كانت ترتدي بدلة أنيقة وربطة عنق
عندما يقدم الآخرون أنفسهم بشكل لا يليق...
عندما ماتت «الحياة»
فكتبوا بشهادة وفاتها
أن السبب غير المباشر في وفاتها
أنها كانت أنيقة أكثر من اللازم
وراقية أكثر من اللازم ومتأثرة بأنفلونزا الصحافة الإكترونية
فماتت بالسكتة القلبية
أعزي القراء فأقول......
وقل لي هل تستطيع أن تستغني عن صحيفتك... أو قهوتك الصباحية
وهل تغنيك المواقع الإلكترونية عن رائحة صحيفتك
ما أعرفه أنه بلا صحيفة مضبوطة لا توجد قهوة مضبوطة
وبلا قهوة مضبوطة لا يوجد صباح جميل...
فهل تتعطل مصانع البن...؟!
وهل يتوقف الفتيان والصبايا عن جمع البن في البرازيل كل صباح
لتصديره لعالم «رايقة»... لا يروق لها الصباح بلا صحيفة مضبوطة مثل «الحياة»؟!
وهل تستقيم حياتها بلا قهوة مضبوطة!!
هذه الحياة لا تناسب جريدة الحياة،
لذلك ماتت بالسكتة القلبية!!
شعلانيات:
* لا تطلب الشيء مرتين إلا من الله!
*نقطة المنتصف أشدّ ألما
لأنّك لم تعد تعلم أيّهما صار أقرب لك
الوصـول أم العودة؟!
*من يفتقد الجمال الداخلي... سيعجز عن رؤيته في الآخرين!
*قدموا الجميل دائماً، وسوف ترون ما هو أجمل!
*أحياناً تحتاج أن تجلس
مع نفسك كي تتنفس
وتكافئ ذلك الإنسان الجميل في داخلك!