تعتبر التطعيمات من الاجراءات الوقائية المهمة لصحة الطفل وحمايته من الأمراض التي كانت يوماَ ما قاتلة للبشر، ولكنها اليوم أصبحت عبارة عن قطرات أو وخزة ابرة، وعلى الرغم من الألم الذي تسببه الوخزات للطفل، والتعب الذي يلحق بالأم في ليلة التطعيم الأولى، إلا أن هناك دراسات حثيثة تحاول أن تكشف العلاقة بين تطعيمات الأطفال وعلاج فيروس كورونا وبأنه قليل التأثير على الأطفال خصوصاَ، و" سيدتي " ومن خلال حملتها مرحبا بيتي تستعرض أهم هذه الدراسات
لقاح الدرن" السل"
هو لقاح يعرف ب (BCG) يشيع استخدامه للرضع في البلدان النامية حيث ينتشر الدرن أي السل، وفي الماضي كانت تعطى جرعة منشطة للأطفال في المرحلة الابتدائية، ولكن توصيات منظمة الصحة الحالية بالاكتفاء بجرعة واحدة بسبب انحسار المرض وصوصا في البلاد المتقدمة، بل أن هناك الكثير من البلاد توقفت عن تقديمه لمواليدها، والسل هو مرض يصيب الجهاز التنفسي، واللقاح الخاص به تتركز آلية عمله بأنها تعتمد على تحفيز الخلايا الليمفاوية تي، وهي الخلية المسئولة عن مقاومة الفيروسات والأورام، والدراسات العلمية السابقة اكتشفت فعاليته في مقاومة بعض الفيروسات التنفسية، وساهم في الحد من وفيات الأطفال.
وقد أثبتت الأبحاث السابقة أن لقاح الدرن قد حقق فعالية كبيرة في علاج سرطان المثانة من الدرجة الأولى إذا تم حقنه بداخل المثانة، ومن ثم أصبح علاجاَ معتمداَ لهذه الحالات، كما أن العديد من الدراسات أثبتت فعاليته في علاج الالتهابات الرئوية الفيروسية، وتحديداً الفيروس المخلوي التنفسي، ولذلك فالتجارب اليوم حثيثة على هذا اللقاح لعلاج فيروس كورونا المستجد.
جهود علمية لاستغلال لقاح السل
وحسبما ذكر موقع FP فقد بدأت العديد من الدول تجاربها على لقاح الدرن ومنها هولندا واليونان وبريطانيا وألمانيا والدنمارك والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا، والتي تخطو نحو اجراء المزيد من التجارب على عينات واسعة، ففي استراليا سوف تبدأ خلال أيام الأبحاث على حوالي 4000 شخص من الطواقم الطبية، وكذلك سيطبق على الفئات الأكثر عرضة لمخاطر كورونا الجديد مثل الشباب.، وسيتم تقسيم العينات إلى مجموعتين، المجموعة الأولى ستحصل على اللقاح، والمجوعة الثانية ستحصل على لقاح وهمي وسيتم انتظار النتائج.
كورونا في الدول الفتية
المؤكد من المسوح الاحصائية أن الشعوب العربية غالباَ هي من الشعوب الفتية أي تبلغ فيها نسبة الشباب والأطفال أعلى معدلاتها قياسا بأوروبا مثلا والتي يطلق عليها القارة العجوز بسبب ارتفاع نسبة كبار السن فيها، وبالنسبة للأطفال فهم لا يملكون أنزيم ACE2 وهو الأنزيم المسئول عن استقبال الفيروس المستجد داخل الجسم، ولذلك فالفيروس لا يجد مساعدة لدخول الخلية البشرية، وغالباَ أن الأنزيم يكون في طور النمو لديهم، ولا يمنع ذلك أن الأطفال يصبحون من حاملي المرض ولا تظهر عليهم الأعراض، وهذا ما ذكره موقع pediatrics.aappublications.org